الفلسطينيون يرفضون الحلول الوسط في الخليل
عشرات المستوطنين على استولوا على منزلين يعودان للفلسطينيين وسط الخليل، بزعم شراء المستوطنين المنزلين، لكن الفلسطينيين ينفون ذلك بشدة
أكدت لجنة إعمار الخليل، أن منازل الفلسطينيين في البلدة القديمة وسط مدينة الخليل "ملك للفلسطينيين"، وهي ليست موضعا للمساومة بين أحزاب الحكومة الإسرائيلية.
وقالت عبير الزعتري، إحدى الورثة في منزلين، استولى عليهما المستوطنون مؤخرا، إنها وكل أقربائها الورثة في المنزلين يمتلكون كامل حصصهم وفق أوراق "الطابو"، ولم يقم أحد منهم ببيع حصته لأي كان، سواء لفلسطيني أو لغيره.
وذكرت لبوابة "العين"، أنها وعدد من أقربائها تقدموا بشكاوى ضد مزاعم المستوطنين، لدى شرطة الاحتلال، وأكدت أنهم "لن يستسلموا لعربدة المستوطنين ولا للحلول الوسط المقدمة من نتنياهو لهم على حسابنا".
وأكد عيسى الشرباتي منسق لجنة الدفاع عن الخليل، أن الفلسطينيين لن يتركوا المستوطنين يقرروا مصير حياة نحو مليون فلسطيني يقيمون في المحافظة الأكبر على مستوى المحافظة الفلسطينية الستة عشر.
وأوضح الشرباتي لبوابة "العين"، أنهم أعدّوا لتحركات مضادة لتحرك المستوطنين وحكومة نتنياهو لمنع نقل أي من المنزلين للمستوطنين، داعياً بعثة المراقبين الدوليين في الخليل لإعلان موقف واضح من الممارسات الاستيطانية الإسرائيلية في المدينة.
وحمّلت لجنة إعمار الخليل حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عما ستؤول إليه الأوضاع نتيجة قرارها غير الشرعي والمخالف للقوانين الدولية والذي سيؤجج العنف، خاصة في هذه المنطقة التي حوّلها الاحتلال لسجن كبير على ساكنيها وتفنن في ابتداع طرق التضييق عليهم لتهجيرهم هادفا لتهويد ما يمكنه تهويده في هذه المنطقة.
كان أكثر من مائة مستوطن متطرف، اقتحموا فجر الجمعة المضي، منزلين يعودان لعائلة الزعتري في البلدة القديمة، زاعمين شراءهما من المالكين الأصليين. قبل أن تخليهم قوات الاحتلال مساء اليوم نفسه بالقوة من المنزلين تجنباً لمواجهات مع الفلسطينيين.
وأثار إخلاءهم بالقوة من المنزلين بناءً على أوامر وزير الجيش موشي يعالون وبدعم من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عاصفة من الانتقادات السياسية، هددت الائتلاف الحكومي الضعيف بالانهيار.
وبحسب وسائل الإعلام العبرية وفي محاولة للحفاظ على بقاء الحكومة الإسرائيلية وعدم انهيارها، فإن محاولات تجري بين حكومة الاحتلال والمستوطنين تقضي بإعادة المستوطنين إلى أحد المنزلين الذين تم الاستيلاء عليهما من قبل المستوطنين في البلدة القديمة.
وقبيل اجتماع حكومة نتنياهو الأسبوعي الأحد الماضي، وعد بإعادة المستوطنين الذين أجلاهم الجيش من منزلين في الخليل. وأوضح نتنياهو أن المستوطنين سوف يعودون بمجرد انتهاء بعض الإجراءات المطلوبة.
وهو الأمر الذي حذرت منه لجنة إعمار الخليل، مشددة على التاريخ الفلسطيني في المنطقة ورفض أن تكون حقوقهم وممتلكاتهم موضعا للمساومة بين الأحزاب الإسرائيلية.
ومنذ العام 1977، شرعت سلطات الاحتلال وبدعم سياسي من حكومات الاحتلال، في الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين ومنازلهم في البلدة القديمة لتفريغ الفلسطينيين من المنطقة بالكامل، وإحلال المستوطنين فيها.
وأقام المستوطنون في شارع الشهداء وسط البلدة القديمة ست بؤر استيطانية، تنغّص على الفلسطينيين حياتهم، خصوصاً في الشارع الحيوي الذي يصل وسط الخليل بالمنطقة الجنوبية والحرم الإبراهيمي.
ولتأمين وصول المستوطنين بين البؤر ومستوطنة كريات أربع إلى الحرم الإبراهيمي أغلقت قوات الاحتلال حوالي 500 محل تجاري في شارع الشهداء البالغ طوله حوالي 1500 متر.
aXA6IDMuMTYuODIuMjA4IA== جزيرة ام اند امز