55 اندماج بـ 26.6 مليار دولار في 2016.. يتصدرها "أبوظبي الوطني"
اندماج " أبوظبي الوطني" و"الخليج الأول" يرفع حصة القطاع المالي
استحواذ بنك أبوظبي الوطني على بنك الخليج الأول في الإمارات، تدفع بقطاع الخدمات المالية نحو مرتبة الصدارة في سوق الصفقات بمنطقة الشرق الأوسط.
حقق معدل النمو في قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ في الشرق الأوسط حقق قفزة نوعية منذ بداية العام وحتى اليوم. وبعد أن تم الإعلان عن 55 صفقة بقيمة 26.6 مليار دولار، ارتفعت قيمة الصفقات بواقع 238.1% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي التي سجلت 54 صفقة بقيمة 7.9 مليار دولار، في حين حافظ عدد الصفقات على استقراره.
جاء ذلك وفقاً لتقرير نشرته شركة ميرجرماركت، المتخصصة في الدراسات البحثية والأخبار لصفقات الاندماج والاستحواذ في العالم، قبيل انطلاق منتدى السعودية لصفقات الاندماج والاستحواذ والاكتتاب العام الأولي والمزمع عقده في الرياض في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وارتفعت قيمة الصفقات بشكل كبير نتيجة إبرام الصفقة الأكبر من نوعها في المنطقة لهذا العام والمسجلة لصالح بنك أبوظبي الوطني للاستحواذ على بنك الخليج الأول في الإمارات. وساهمت هذه الصفقة الكبرى، التي بلغت قيمتها قيمة 14.8 مليار دولار، بنسبة 55.6% من إجمالي صفقات الاندماج والاستحواذ في الشرق الأوسط ودفعت بقطاع الخدمات المالية نحو مرتبة الصدارة بعد أن كان نصيبه 6 صفقات بقيمة إجمالية تصل إلى 15.5 مليار دولار.
ومن المقرر أن تدخل هذه الصفقة حيز التنفيذ في الربع الأول من العام 2017 من خلال تبادل الحصص؛ إذ سيقوم مالكو الأسهم في بنك الخليج الأول بالحصول على 1 و 254% من السهم في بنك أبوظبي الوطني لقاء كل سهم واحد يملكونه في بنك الخليج الأول. وبذلك سيخرج بنك الخليج الأول من قائمة سوق أبوظبي للأوراق المالية. وبمعزل عن هذه الصفقة الكبرى، يكون نشاط الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط قد سجل 54 صفقة بقيمة 11.8 مليار دولار مسجلاً زيادة وقدرها 49.5% في معدل النمو السنوي.
أما نشاط الصفقات في قطاع الطاقة والتعدين والخدمات العامة، فقد شهد انخفاضاً ملحوظاً عن الفترة ذاتها من العام الماضي. فقد انخفضت حصة هذه القطاع في معدل سوق الاندماج والاستحواذ لتصل إلى 5.4% بعد أن كانت تبلغ في بداية العام 60.1% (من 4.7 مليار دولار إلى 1.4 مليار دولار). في حين سجل قطاعي النقل والمنتجات الاستهلاكية زيادة في قيمة الصفقات مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وتعود هذه الزيادة إلى قيام شركة "هاباغ لويد إيه جي" الألمانية بالاستحواذ على شركة الملاحة العربية المتحدة للشحن في الإمارات بقيمة 5.4 مليار دولار لتسهم بزيادة قيمة قطاع النقل بمقدار 5.5 مليار دولار أي بواقع 20.6%. في حين ساهمت الصفقات الـ 9 المسجلة في قطاع المنتجات الاستهلاكية بقيمة إجمالية تصل إلى 3.5 مليار دولار مقارنة بمبلغ 175 مليون دولار في العام 2015.
وفي معرض تعليقها على هذه النتائج، تحدثت روث ماكي الغامدي، رئيس مكتب "ميرجرماركت" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قائلةً: "بالرغم من الانخفاض في نشاط الاندماج والاستحواذ في قطاع الطاقة الذي طالما حظي بسجل قوي نتيجة للظروف السياسية السائدة في المنطقة وانخفاض أسعار النفط بشكل نسبي، يبدو أن حجم الصفقات يتزايد بشكل ملحوظ في نهاية العام. وتشير التوقعات إلى أن معدل الصفقات لهذا العام سوف يحقق نهاية أقوى مقارنة بالعام الماضي ويعزى ذلك إلى إبرام عدد من أضخم الصفقات في المنطقة. وبالمقارنة مع نشاط الاندماج والاستحواذ على الصعيد العالمي لهذا العام، فقد حققت منطقة الشرق الأوسط إنجازاً كبيراً دون أدنى شك".
وبدوره، قال فِل غاندير، رئيس خدمات استشارات الصفقات في EY الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "لا نزال متفائلين بحذر فيما يتعلق بأن السوق سيحظى بزخم من الأخبار الإيجابية حول طرح السندات السعودية واحتمال استقرار أسعار النفط. ومن المثير للاهتمام أن نسبة الشركات التي تحتفظ بخمس صفقات أو أكثر ضمن خططها قد بلغت 67% من إجمالي الشركات التي خضعت للاستبيان الذي تقوم به شركة EY والذي يطلق عليه اسم Capital Confidence Barometer’‘ ويشير ذلك إلى احتمالية كمون نشاط الصفقات".
الجدير بالذكر أن منتدى "ميرجرماركت" سيعقد في فندق كارلتون ريتز بالعاصمة السعودية الرياض وسيبحث في أهم عوامل دعم الصفقات في القطاع. ويشارك ممثلون عن كبرى المؤسسات والبنوك الاستثمارية وصناديق الملكية الخاصة وشركات الاستشارات المالية والقانونية في الشرق الأوسط في هذه الفعالية، وما يصاحبها من جلسات نقاش وعروض تقديمية وحوارات للأسئلة والإجابات التي تستعرض واقع الاندماج والاستحواذ وأبرز التوجهات الاستثمارية المتوقعة في العام المقبل.