السكان يتوقعون في أي لحظة انهيار منازلهم، أو بروز تشققات خطيرة تدفعهم إلى الرحيل عنها
لم تجد المقدسية أم محمود صيام، خيارا سوى إخلاء منزلها، في بلدة سلوان الواقعة جنوب المسجد الأقصى بمدينة القدس، بعدما فاقمت الأجواء الجوية الماطرة مشكلة التشققات الكبيرة والانهيارات الأرضية في منزلها.
إنه "موسم الانهيارات".. هذا ما يصف به المقدسيون فصل الشتاء، فكل تساقط أمطار، وأجواء عاصفة تشعرهم بالقلق، وتكشف أو تزيد التشققات بمنازلهم؛ كنتيجة متوقعة للحفريات الإسرائيلية الواسعة أسفل مبانيهم.
تقول "أم محمود" لبوابة "العين" الإخبارية، إنها اضطرت لإخلاء المنزل بعدما كشفت الأمطار عن حجم التصعدات والانهيارات الأرضية بالمنزل، لافتة إلى أن أجزاءً من جدران المنزل الذي تعيش فيه مع اثنين من أبنائها، بدأت بالتساقط بشكل تدريجي، ما أشعرهم بالقلق.
ويؤكد مركز "معلومات وادي حلوة في سلوان" أن المنخفض الحالي كشف المزيد من التشققات في المنازل الفلسطينية، مبينا أن هذه التشققات نتيجة للحفريات الواسعة التي تجريها قوات الاحتلال أسفل مدينة القدس، لإقامة أنفاق وأعمال بحث بحجة البحث عن الهيكل الإسرائيلي المزعوم.
وتوضح "أم محمود" أن التشققات بدأت بالظهور منتصف الشهر الماضي، ولكنها ازدادت خلال الأيام الماضية في ظل الأجواء الماطرة، ما دفعها إلى الخيار المر بترك المنزل.
ويؤكد أحمد قراعين، عضو لجنة وادي حلوة، لـ"بوابة العين"، أن موسم الانهيارات مأساة تتكرر كل شتاء، في القدس المحتلة خاصة في بلدة سوان تحديدا شارع وادي حلوة، الذي يشق الاحتلال أسفله نفقا باتجاه المسجد الأقصى.
وذكر أن السكان يتوقعون في أي لحظة انهيار منازلهم، أو بروز تشققات خطيرة تدفعهم إلى الرحيل عنها، دون أي تحرك من جهات الاحتلال المسؤولة والمسببة لهذه التشققات في مساعدتهم أو تعويضهم.
وأشار إلى أن الحفريات وما ينجم عنها من انهيارات خلقت واقعا مريعا في فصل الشتاء، حيث تهبط أرضية الشوارع وتتكون المستنقعات المائية وتنهار الجدران ، ولا تقدم سلطات الاحتلال أية حلول رغم أنها تتقاضى مبالغ ضخمة من المواطنين عبر الضرائب.
وبحسب مركز معلومات وادي حلوة، فهناك 60 منزلا تعاني من تشققات في المنطقة التي يمتد أسفلها النفق الإسرائيلي الذي يجري حفره من قبل الاحتلال.
منع الترميم
يقول "قراعين" إن الخطير في الأمر أن سلطات الاحتلال تمنع ترميم المنازل أو إعمارها، فيما تترقب سلطات الاحتلال أية انهيارات لتمنع إعمارها أو إيجاد حلول، ما يعني أن الأمر يندرج ضمن سياسة التهجير بهدف دفع المواطنين للرحيل عن المدينة ضمن مخططات تغيير الواقع الديمغرافي واستبدال هويتها العربية بأخرى عبرية.
ومقابل منع الترميم في الأحياء الفلسطينية، وفرض غرامات على من يقدم على ذلك، تشرف سلطات الاحتلال باستمرار عبر مهندسيها على ترميم أية تشققات في البؤر الاستيطانية الخمسة المقامة في المنطقة.
ويؤكد المقدسي محمد أبو سنينة لبوابة "العين" الإخبارية، أحد أصحاب المنازل المتشققة والتي تزداد معاناته من سنة لأخرى كل شتاء، أن مياه الأمطار تدلف لمنزله ولا يستطع معالجة الشقوق بقرار من سلطات الاحتلال، التي تترقب انهيار المنزل لتطردني منه.
خطورة الحفريات
يشير مدير الأملاك الوقفية في القدس، الدكتور ناجح بكيرات، إلى أن الحفريات الإسرائيلية، أحد 3 مسارات خطيرة تهدد الوجود الفلسطيني في القدس، وتهدد المسجد الأقصى نفسه.
وقال بكيرات، لبوابة "العين" الإخبارية: إن الحفريات هي تكملة لسياسة التهويد في المدينة، وعمليات الاقتحام اليومية، لافتا إلى أن الحفريات تهدف لإقامة أنفاق أو البحث عن آثار مزعومة مثل الهيكل.
وأشار إلى أن هذه الحفريات مستمرة منذ بداية الاحتلال ولا تتوقف وتضخ فيها أموال طائلة مسببة كوارث مباشرة في منازل المواطنين، فضلا عن المخاطر المفاجئة التي يمكن أن تطال المسجد الأقصى نفسه، نتيجة تخلخل التربة وإحداثات فراغات كبرى أسفل المنطقة بأسرها.
aXA6IDMuMTQ0LjQuNTQg
جزيرة ام اند امز