"التحريض".. ذريعة الاحتلال للحرب على الإعلام الفلسطيني
الاتهام بالتحريض يتحول إلى معزوفة يومية يرددها المسؤولون الإسرائيليون ويلصقونها بالإعلام الفلسطيني
تحول الاتهام بالتحريض إلى معزوفة يومية يرددها المسؤولون الإسرائيليون ويلصقونها بالإعلام الفلسطيني، وهو ما يراه الفلسطينيون مجرد تهمة باطلة تهدف إلى تبرير الحرب التي تشنها قوات الاحتلال على هذا الإعلام بأشكال متعددة، من التهديد إلى الاعتقال وإغلاق المؤسسات.
وأعدت إسرائيل، في وقت سابق، فيديو متلفز يعرض مقتطفات من شبكات التلفزة الفلسطينية وضمنها الفضائية الفلسطينية الرسمية، تتضمن أخبارًا عن اعتداءات الاحتلال، مدعية أنها تحمل تحريضًا على شن هجمات ضد الإسرائيليين.
وقال محمد اللحام، رئيس لجنة الحريات في نقابة الصحفيين الفلسطينيين، لبوابة "العين" الإخبارية، إن قوات الاحتلال التي تروج اتهامات بالتحريض ضد الإعلام الفلسطيني، مستمرة في اقتراف الجرائم والاعتداءات ضد الفلسطينيين عمومًا، وضمنهم الصحفيين الذين لم يسلموا ومؤسساتهم منذ بدء الهبة الشعبية مطلع أكتوبر الماضي.
وأكد اللحام أن الإعلام الفلسطيني "ينقل وقائع اعتداءات الاحتلال بمهنية، ولأنه بدأ يؤثر في الرأي العام العالمي من خلال الرواية الفلسطينية، ويتعرض لهذه الهجمة الإسرائيلية التي لا تتوقف عند التحريض عليه عبر البيانات، بل شملت إغلاق إذاعات واعتقال صحفيين في محاولة مفضوحة لتغييب الرواية الفلسطينية".
وأشار إلى أن الاحتلال أغلق العديد من الإذاعات وصادر أجهزة البث في الضفة الغربية، وهدد أخرى، واعتقل صحفيين ضمن هذا المسعى الرامي لحجب شمس الحقيقة، بعد أن نجح الإعلام الفلسطيني في نقل رواية صادقة عن جرائم الاحتلال والمستوطنين.
ورأى رئيس لجنة الحريات، أن هذه الحملة تريد إخراس الصوت الفلسطيني لافتًا إلى أن التحريض الحقيقي هو في الإعلام الإسرائيلي الذي يتجند بشكل كامل تقريبًا لخدمة الرواية وآلة البطش الإسرائيلية، والتحريض على الشعب الفلسطيني، ونشر الإشاعات والروايات المغلوطة.
اعتقال نشطاء الإعلام الجديد
إلى جانب الاتهامات للإعلام الفلسطيني التقليدي، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقال ضد نشطاء الإعلام الجديد، والمعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي بتهمة التحريض، كان آخرها، الثلاثاء، عندما قضت محكمة عسكرية إسرائيلية، بحبس شاب فلسطيني لمدة 14 شهرًا، بتهمة التحريض لصالح حركة "حماس"، عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وقال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن المحكمة العسكرية الإسرائيلية فرضت عقوبة الحبس لمدة 14 شهرًا، بحق بهاء الدين تيسير عبدالحق من مواليد 1990، بتهمة التحريض والحث على تنفيذ العمليات، من خلال الكتابة على "فيس بوك".
"عبدالحق"، ليس الفلسطيني الأول الذي يجري اعتقاله خلال الأشهر القليلة الماضية، بتهمة "التحريض عبر شبكات التواصل الاجتماعي"، حيث طالت هذه الاعتقالات نحو 130 شخصًا.
كانت الحكومة الإسرائيلية، أعلنت سابقًا عن تشكيل فرقة خاصة في الجيش الإسرائيلي، مهمتها رصد الفلسطينيين على شبكات التواصل الاجتماعي.
وكرر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اتهامات التحريض للفلسطينيين عمومًا والسلطة الفلسطينية والإعلام الفلسطيني بشكل خاص، خلال لقاءاته المتكررة.
كما شن نتنياهو هجومًا من على صفحته على "فيس بوك" على الإعلام الفلسطيني وتلفزيون فلسطين الرسمي، متهمًا إياه بالتحريض على الإرهاب.
غير أن وزارة الخارجية الفلسطينية، اعتبرت أن "الاحتلال وجرائمه المتواصلة أبشع أشكال التحريض والإرهاب"، مستنكرة حملات التحريض والتضليل التي تطلقها الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وقيادته وحكومته.
وأدانت الخارجية الفلسطينية في بيان لها اليوم الثلاثاء، تلقت بوابة "العين" الإخبارية نسخة منه، التحريض الذي مارسه نتنياهو، وأكدت أن استمرار عمليات التحريض الإسرائيلية العنصري ضد الشعب الفلسطيني هو انعكاس لأزمات الائتلاف الحاكم في إسرائيل، مطالبة المجتمع الدولي بالحذر من حملات التضليل الإسرائيلية التي تحاول إخفاء احتلالها لأرض دولة فلسطين، ودعته إلى تحمل مسؤولياته في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjAg جزيرة ام اند امز