خبراء: السيسي يحاول إصلاح ما أفسده مبارك في إفريقيا
العلاقات المصرية مع الدول الإفريقية لم تكن في أفضل حالاتها في السنوات الأخيرة ولكنها بدأت في التحسن تدريجيًّا
أكد خبراء في العلاقات الدولية والسياسة الخارجية أن مصر تخطو نحو تحسين علاقاتها الخارجية عمومًا، وعلاقتها بجيرانها في القارة الإفريقية على وجه التحديد، وأن الدولة المصرية برئاسة "عبد الفتاح السيسي" ستشهد خلال الفترة المقبلة تطورًا في العلاقات المصرية الإفريقية بعد تدهور دام سنوات عديدة، خلَّفه إهمال الرئيس الأسبق حسني مبارك لأقطار القارة السمراء، عقب محاولة اغتياله في أديس أبابا عام 1995.
قال الدكتور سعيد اللاوندي -خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، لـ"العين"-: إن التفاعل بين مصر وجاراتها في قارة إفريقيا خلال الفترة الأخيرة أعاد لمصر هيبتها ومكانتها بين الدول الإفريقية، مضيفًا أن الرئيس السيسي يحاول جاهدًا تغيير المناخ السلبي الذي خلفه الرئيس الأسبق حسني مبارك في العلاقات المصرية الإفريقية.
وأضاف اللاوندي أن سياسة النظام المصري بإفريقيا نجحت في دفع الدول الإفريقية للتصويت لمصر للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن عن شمال إفريقيا، بعد أن كان أمرًا صعب الحدوث حال استمرار سوء السياسيات المصرية الإفريقية، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي حاول إصلاح ما أفسده الرئيس الأسبق مبارك في علاقات مصر بالدول الإفريقية عمومًا، مشددًا على ضرورة عدم العودة للوراء فيما يتعلق بتلك العلاقات، نظرًا لأهميتها.
بينما قال محمد أبو الفضل -مؤسس الاتحاد الأفرو أسيوي، لـ"العين"-: إن الرئيس السيسي يواصل بذل الجهود لإصلاح العلاقات المصرية بالدول الإفريقية، لعلمه بضرورة إصلاح تلك العلاقات، وبأن قوة مصر تستند إلى علاقاتها الجيدة مع الدول جارتها في القارة، مضيفًا أن هذا الأمر كان منتظرًا منذ فترة، وبدأ الدخول في حيز التنفيذ.
وأضاف أبو الفضل أن العلاقات المصرية الإفريقية ستتحسن بشكل تدريجي، خصوصًا مع اهتمام الرئيس بحضور المؤتمرات الإفريقية، على عكس ما كان يفعله الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي تجاهل العلاقات الإفريقية تمامًا، وغاب عن كل الوقائع المهمة التي كان لا بد من مشاركته فيها، مما خلق حالة من البعد بين مصر وجاراتها الأفارقة.
وأشار أبو الفضل إلى أن النظام المصري يسعى سعيًا حثيثًا لمواصلة رأب الصدع بين الدول الإفريقية وبين مصر، موضحًا أن الفترة الأخيرة شهدت حراكًا من شأنه إشعار الدول الإفريقية بأن مصر عادت لمكانتها ودورها الرائد بين تلك الدول، بما يجعل عودة العلاقات بين الطرفين أمرًا سلسًا.
من جانبه، قال الدكتور أيمن شبانة -أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات الإفريقية، لـ"العين"-: إن العلاقات المصرية الدولية بدأت تتحسن مؤخرًا بعد اهتمام الرئيس السيسي بالسياسات الخارجية، مضيفًا أن إهمال الزيارات الثنائية للبلدان المختلفة في السنوات السابقة جعل دور مصر يتراجع بشدة، لا سيما في القارة الإفريقية.
تجاهل الرئيس الأسبق حسني مبارك لعلاقة مصر بالدول الإفريقية -وفقا لشبانة- هو السبب الرئيسي في تراجع الدور المصري الرائد في القارة السمراء، وهو ما جعل العلاقات تسوء، بل تنقطع مع تلك الدول رغم أهميتها بالنسبة لمصر.
وأوضح شبانة أن النظام المصري يسير حاليا في طريق مختلف تمامًا عن السابق، بما يصب في مصلحة البلاد التي بدأت علاقاتها الخارجية تتغير للأفضل بشكل عام، لا سيما داخل إفريقيا.
يذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي غادر العاصمة المصرية القاهرة، صباح اليوم الجمعة، متوجهًا إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، لحضور القمة الإفريقية العادية السادسة والعشرين، التي ستعقد في يومي 30 و31 يناير/كانون الثاني، ووصف الخبراء نشاط السيسي في أثيوبيا منذ وصوله حتى الآن بـ"المكثف".
aXA6IDE4LjExOS4xMDcuMTU5IA==
جزيرة ام اند امز