6 خطوات تؤمن التمويل للشركات الناشئة في عصر كورونا

التطورات الجديدة فرضت على الشركات الصغيرة إعادة بناء نماذج أخرى للعمل لإقناع المستثمرين بضخ أموال بها

أدت أزمة جائحة كورونا المستجد "كوفيد 19" إلى قلب موازين الاقتصاد العالمي، وقيادته نحو الانكماش على غرار الأزمة المالية العالمية في 2008.

وتتجلى الأزمة بشكل واضح في شطب تريليونات الدولارات من الاستثمارات والانخفاض القوي في أسعار النفط عالميا في ظل تراجع الطلب.

الأحداث تعطي مؤشرا بأن التعافي الاقتصادي سيستغرق أكثر من العام، في وقت تواجه فيه الشركات الناشئة تحدي جمع التمويلات اللازمة حتى تواصل نشاطها وسط الأزمة.

تجاوز هذا التحدي يتطلب التزام الشركات الناشئة بـ6 شروط أساسية، حددها موقع "ماجنيت" المتخصص في جمع التمويلات للشركات، وهي كالتالي:

1- استخدم معيار تقييم جديدا

لم يعد من المنطقي توقع أن يحافظ النشاط التجاري على الزخم نفسه الذي كان عليه قبل شهرين من الآن، ومن ثم لم يصبح عمليا الاعتماد على طريقة التقييم التي كنت تستخدمها قبل حلول الأزمة.

الآن هو الوقت المناسب لإلقاء نظرة على عملك وواقع السوق الجديد وبناء معايير جديدة تبني عليها توقعاتك، وعليك أن تركز على المدى الطويل، لأن الوصول بشركتك إلى المكانة التي تستهدفها يستغرق وقتا أطول قليلا عن السابق.

2- رتب البيت من الداخل

قبل أن تشرع في جمع الأموال فعليك أولا تحديد متطلباتك النقدية، وهو ما يستلزم تنفيذ تدابير صارمة للحفاظ على النقد المتاح.

هذه التدابير يجب أن تشمل مراجعة النفقات والعقود، لأن هذه الخطوة قد تكشف لك أن مشكلة السيولة ليست كبيرة كما يبدو، فضلا عن أن ذلك سيعطي الثقة للمستثمرين بأنك تقوم بعملك على نحو دقيق.

هذا إلى جانب تجميد النفقات غير الضرورية مثل السفر والتوظيف والتدريب، وتأجيل الاستثمارات الجديدة والتوسع في السوق، وإعادة التفاوض على شروط الدفع للموردين، بالتوازي مع تقديم خصومات لعقود العملاء طويلة الأجل لتحفيز الإيرادات، مع التركيز على الفرص التي تسمح بتحصيل الإيرادات سريعا والمعروفة بالمكسب السريع.

3- قسم احتياجاتك المالية لفترات قصيرة

بعد تحديد متطلبات رأس المال الخاصة بشركتك، عليك تقسيمها إلى أحجام صغيرة تغطي فترات أقصر تبدأ من 3 أشهر حتى 6 أشهر و12 شهرا، وذلك بغرض تبسيط وتسريع المسار إلى رأس المال وإعادة تقييم خططك وفقا لتطور السوق سواء إيجابا أو سلبا.

4- خيارات التمويل عبر الدين

قبل اللجوء إلى خيار التخلي عن حقوق الملكية ببيع جزء من الشركة، تأكد من استفادتك من جميع أدوات الدين المتاحة لك.

وهناك خيارات عديدة، منها قروض تمويل رأس المال العامل والتي تستخدم في شراء الأصول قصيرة الأجل مثل المخزون وتمويل العمليات اليومية مثل الرواتب والنفقات العامة.

وكذلك يمكنك الحصول على قرض طويل الأجل يتمتع بفترة سماح من السداد لفترة 6 إلى 12 شهرا، ثم تبدأ في سداد أقساط القرض بعد ذلك على مدار 24 إلى 30 شهرا.

ومن الممكن اللجوء إلى التمويل القائم على الإيرادات حيث يتم حساب المدفوعات المطلوبة كنسبة من الإيرادات الشهرية بدلا من التقيد بمبلغ ثابت، وهو مناسب في حالة تقلب المدفوعات.

كما عليك التحقق إذا كنت تستحق الاستفادة من الإعانات الحكومية أم لا، في ظل حزم الإنقاذ المالي التي تقدمها العديد من الحكومات لمساندة الشركات في الأزمة الراهنة.

5- افهم جمهورك من المستثمرين

بمجرد أن تتخذ قرار زيادة رأس المال يجب أن تضع نفسك في موقع المستثمرين، حتى تفهم ما الذي يبحثون عنه بالشركات الناشئة.

هذه العملية تتطلب أولاً تقييم موقف المستثمرين من حيث طريقة التفكير وشهية الاستثمار وأولوياتهم الحالية والمناطق المستهدفة بالاستثمار، والتحديات التي تواجههم.

وفي ضوء هذا الخطوة يجب إعادة تقييم استراتيجية الشركة حتى تتلاءم مع الأولويات الاستراتيجية للمستثمرين.

الخطوة التالية هي إنشاء قائمة مختصرة بالمستثمرين المستهدفين، والتي ينبغي أن تضم في المقدمة المستثمرين الحاليين الذين يؤمنون بالشركة وفريق العمل وتتوافق أهدافهم ومصالحهم مع اهتماماتك.

وعليك أن تعي جيدا أن تشجع المستثمرين الحاليين على مساعدة شركتك على تجاوز الأزمة، سيحفز ذلك مستثمرين جددا على المساهمة في توفير التمويل اللازم.

ويتوقف نجاح مفاوضاتك خلال جولات الترويج مع المستثمرين على تصميم افتراضات مالية وسوقية وتشغيلية واقعية تم بناؤها على أساس عملي، بما في ذلك تقييم الشركة وظروف السوق وتدفق الإيرادات والنقدية وحجم المصروفات والوقت اللازم لإنهاء جولات الترويج.

6- الاستعانة بالخبرات

بعد أن تقوم بالجولات الترويجية سيبدأ المستثمرون في إعادة تقييم أداء وقدرات مؤسسي الشركات وقياس مدى ملاءمتهم لإدارة الأزمة الحالية وتمتعهم بقدر كاف من المرونة للتكيف مع المستجدات التي طرأت على الأسواق.

لذا عليك إعادة تقييم فريق القيادة داخل الشركة والاستعانة بأشخاص أصحاب خبرة والبحث عن المستشارين الذين نجحوا في إنقاذ الشركات وسط أزمات سابقة.