الأكراد يستعيدون سنجار ويقطعون "شريان" داعش
اقتحام معقل "اغتصاب الأزديات" ضربة للتنظيم
استعادة الأكراد سنجار ضربة كبرى لداعش، تقطع شريان نقل المقاتلين بين العراق وسوريا
استعادت قوات البشمركة الكردية العراقية، الجمعة، مدينة سنجار شمال العراق من تنظيم داعش الذي شوهدت قواته تفر من ميدان المعركة.
وتمثل استعادة سنجار التي سيطر عليها داعش قبل عامين وشنّ حملة قتل وحشية واستعباد واغتصاب للنساء الأزديات، انتصارا يرتدي طابعا رمزيا كبيرا، وتقطع شريان التنظيم الذي كان ينقل عبره المقاتلين والمعدات والأسلحة بين معاقله في الموصل بالعراق وسوريا.
وبدت مدينة سنجار مدمرة بشكل شبه كامل بما في ذلك عدد كبير من المنازل والمحال التجارية، وسيارات محطمة بينها عسكرية كانت لمسلحي التنظيم في الشوارع، وبدأت القوات الكردية عملية تطهير سنجار بدعم من طيران التحالف الدولي.
وقال اللواء هاشم سيتايا أحد ضباط البشمركة إن الهجوم بدأ الخميس، ونجحت خلاله القوات الكردية في استعادة عدد من القرى المحيطة بالمدينة من الجانب الشمالي، قبل أن تتمكن من السيطرة على المدينة.
وتصاعدت أعمدة الدخان من مباني المدينة بعد توجيه ضربات جوية من قبل طائرات التحالف الدولي، وعمليات قصف ترافقها على مواقع داعش.
وقال مجلس أمن إقليم كردستان إن عدد المشاركين في العملية يصل إلى 7500 مقاتل كردي، موضحا أنها تهدف إلى "إقامة منطقة عازلة لحماية (المدينة) وسكانها" من القصف المدفعي.
"عزل الموصل"
وشن الائتلاف الدولي 24 غارة ضد تنظيم "داعش" في منطقة سنجار الأربعاء و8 أخرى في منطقة الحول في سوريا.
من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بيتر كوك إن مستشارين عسكريين أمريكيين "موجودون على جبل سنجار لمساعدة" البشمركة "في تحديد أهداف للغارات الجوية".
وكان الكابتن تشانس ماكغرو ضابط الاستخبارات الأمريكية أوضح للصحفيين في بغداد أن قوات البشمركة تواجه ما بين 300 إلى 400 مقاتل في المدنية.
وأضاف أن عناصر داعش ليسوا الخطر الوحيد فقد كان أمام التنظيم أكثر من عام لإقامة شبكات من القنابل وغيرها من العوائق في سنجار.
وقد استهدفت غارات الائتلاف عدة عربات محشوة بالمتفجرات، بينما قام مقاتلو البشمركة بتدمير عربة أخرى مستخدمين صواريخ مضادة للدبابات، بحسب مجلس أمن إقليم كردستان.
وأوضح المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية الكولونيل ستيف وارن أن "هذا جزء من عملية عزل الموصل المعقل الرئيسي للتنظيم في شمال البلاد"، مشيرا إلى أن "مدينة سنجار تقع على الطريق السريع 47 وهو طريق رئيسي ومهم للإمدادات" لأنه يربط الموصل بسوريا.
وأضاف أن "السيطرة على سنجار ستمكننا من قطع خطوط الاتصال، ونعتقد أن ذلك سيسمح بتحجيم قدرتهم على الحصول على الإمدادات (...) وسيشكل خطوة مهمة في نهاية المطاف لتحرير مدينة الموصل".
لكن طرد المقاتلين ليس العائق الوحيد الذي يقف أمام العملية إذ يتوجب عليهم إزالة المئات من العبوات الناسفة والتعامل مع المنازل المفخخة ضمن شبكة دفاعية أقامها التنظيم منذ أكثر من عام للسيطرة على المدينة.
واستولى تنظيم داعش" على سنجار في أغسطس 2014 وارتكب تجاوزات عديدة بحق الأقلية الأزدية الدينية التي كانت تعيش فيه.
وشكل هجوم التنظيم ضد الأزديين في صيف 2014، أحد الأسباب المعلنة لبدء الضربات الجوية الأمريكية ضده في العراق، والتي توسعت لاحقا لتشمل مواقعه في سوريا ضمن ائتلاف يضم دولا غربية وعربية.
aXA6IDMuMTM1LjIwOC4xODkg جزيرة ام اند امز