إحصائيات إسرائيلية: زيادة المستوطنين بالضفة والقدس بنسبة 55%
خبراء فلسطينيون: حل الدولتين أصبح مستحيلا
معطيات إسرائيلية رسمية كشفت عن ازدياد عدد المستوطنين بالضفة الغربية والقدس بنسبة 55% منذ تولي نتنياهو رئاسة الحكومة عام 2009
كشفت إحصائيات إسرائيلية رسمية، عن ازدياد عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس، بنسبة 55% خلال رئاسة بنيامين نتنياهو للحكومة الإسرائيلية، منذ العام 2009 حتى الآن، وهو ما يرى الفلسطينيون أنه جزء من سياسة فرض الأمر الواقع التي ينتهجها الاحتلال.
وبحسب دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، ففي نهاية عام 2008 كان عدد المستوطنين في الضفة الغربية 260 ألفا، فيما بات اليوم 400 ألف، دون احتساب مستوطني البؤر الاستيطانية العشوائية، أو المستوطنات المقامة في القدس الشرقية الذين يبلغ عددهم 220 ألفا ما يعني وجود 620 ألف مستوطن في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، من دون احتساب المستوطنين في البؤر العشوائية.
ويتضح من المعطيات الإحصائية الرسمية، التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنه خلال السنوات السبع من حكم نتنياهو ارتفع عدد سكان المستوطنات بنسبة 55%، وبوتيرة سنوية بنسبة 6.5%.
وللمقارنة، فإنه خلال هذه السنوات السبع الأخيرة، ازداد عدد سكان "إسرائيل" اليهود بنسبة 13%، وبوتيرة سنوية بنسبة 1.8%، ما يعني أن وتيرة الزيادة السكانية في المستوطنات كانت أكثر بأربع مرات من وتيرة الزيادة السكانية بين اليهود في "إسرائيل". كذلك فإن وتيرة الزيادة السكانية بين المستوطنين ضعف وتيرتها بين الفلسطينيين.
وأرجعت دائرة الإحصاء الإسرائيلية هذه الزيادة السكانية السريعة بين المستوطنين إلى الزيادة الطبيعية المرتفعة، وأزمة السكن وأزمة الهوية لدى الحريديم في "إسرائيل"، الذين أصبحوا شركاء طبيعيين لليمين، بحسب تصريحات نتنياهو، ومن أجل الحصول على ميزانيات خاصة بمجتمعهم.
كما أشارت إلى سبب آخر للزيادة السكانية في المستوطنات هو الهجرة الداخلية الأيديولوجية، لأن المستوطنات باتت لدى الغالبية العظمى من اليهود في إسرائيل محل إجماع.
ورأت أن هذه الزيادة في عدد المستوطنين خلال ولاية نتنياهو هي "السنوات السبع السمينة للمشروع الاستيطاني والتي أنتجت واقعا قوميا جديدا، تحولت فيه معادلة الدولتين للشعبين إلى معادلة غير قابلة للتطبيق، كذلك فإن الفصل بين اليهود والفلسطينيين وفك الارتباط منهم لم تعد في مجال المعقول والقابل للتطبيق".
وأشارت إلى أن هذه الزيادة الكبيرة استوجبت استثمارات حكومية كبيرة أخرى في البنى التحتية المادية والاجتماعية، وفي مؤسسات الدولة والخدمات العامة في الضفة الغربية، لافتة إلى أن معطيات هذه الميزانيات ليست مكشوفة.
ووفق المعطيات فإنه إذا استمرت وتيرة الزيادة السكانية في المستوطنات في الضفة الغربية سبع سنوات أخرى، فإنه سيسكن فيها 620 ألف يهودي في العام 2022، وسيسكن في كل المنطقة التي كانت مرة الضفة الغربية والقدس الشرقية مليون يهودي، يشكلون 14% تقريبا من مجمل يهود إسرائيل، أي أن كل يهودي إسرائيلي سابع سيسكن في المناطق الواقعة خارج حدود حزيران العام 1967.
وتسببت السياسة الاستيطانية التي تنتهجها حكومة الاحتلال في وقف المفاوضات مع الفلسطينيين، فيما ذهبت نداءاتهم لوقفها أدراج الرياح.
حكومة الاستيطان
من جانبه، أكد الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش لـ"بوابة العين"، أن حكومة اليمين المتطرف التي يقودها نتنياهو، تقوم بخطط ومشروعات استيطانية محمومة، وتوفر دعما كبيرا في ظل غطاء أمريكي ما أدى إلى زيادة هذه الأعداد، الذي يجري بالتوازي مع زيادة مضطردة في التوسع المكاني عبر إقامة آلاف الوحدات السكنية، ومصادرة الأراضي الفلسطينية.
وذكّر بالمخطط الإسرائيلي الذي كشف النقاب عنه مؤخرا، والرامي لإقامة 55 ألف وحدة سكنية في المنطقة E1 بالإضافة إلى التخطيط لإقامة 3500 وحدة سكنية إضافية، تهدف إلى تحويل مستوطنات صغيرة في محيط القدس إلى مستوطنات كبيرة.
وأشار إلى أن هذه مشروعات استيطانية تعد من أكبر المشروعات الاستيطانية في تاريخ الاحتلال؛ ما يؤكد أن حكومة نتنياهو ماضية في سياسة فرض الأمر الوقع، الذي يجعل من فكرة إقامة الدولة الفلسطينية إلى أمر بعيد المنال في ظل تمزيق الأرض وتحويلها إلى كانتونات منعزلة.
تركيز على القدس وعزلها
بدوره، حذر حمدي ذياب، رئيس لجنة مقاومة الجدار والاستيطان والتهويد في القدس، من خطورة السياسة الاستيطانية الإسرائيلية.
وقال دياب لـ"بوابة العين" إن "الاستيطان يمثل سياسة ثابتة لدة كل الحكومات، لكنه استشرى بشكل مخيف في عهد نتنياهو"، مؤكدا أن هناك حملة شرسة وواسعة تستهدف المدينة المقدسة، زادت وتوسعت مؤخراً، بصورة مختلفة منذ احتلالها عام 1967، وخاصة في الأشهر الـ١٠ الأخيرة، وتعمل جاهدة للسيطرة عليها وتغيير معالمها بهدف تهويدها وإنهاء الوجود العربي فيها.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال طورت من مشروعاتها الاستيطانية لتشمل توسيع حدود القدس شرقا وشمالا، من خلال ضم مستوطنة "معاليه أدوميم" التي يقطنها حوالي ٦٥ ألف نسمة، كمستوطنة رئيسية من الشرق، إضافة إلى توسيع حدودها ومناطق نفوذها حتى وصلت البحر المي.
وأوضح أن المستوطنات العسكرية الصغيرة مثل "عنتوت، ميشور، أدوميم، كدار، جفعات بنيامين" من الجهة الشرقية، "وكوخاف يعقوب، جفعات زئييف، جفعات حدشا، جفعات هاردار" من الشمال.
وأكد أن المخطط الاستيطاني الإسرائيلي يقوم على التهام المزيد من الأراضي الفلسطينية، وفي الوقت نفسه عزل مدينة القدس وضواحيها عن محيطها الفلسطيني في الشمال والجنوب.
aXA6IDMuMTQ5LjIxNC4yMjMg
جزيرة ام اند امز