"العين" تلتقي أبرز الشخصيات الثقافية في حفل "دار الشروق"
"دار الشروق" دعت عددا من المثقفين والكتّاب العرب، على شرف الاحتفال بفعاليات الدورة الـ 47 إلى حفل الاستقبال السنوي
دعت "دار الشروق" المصرية عددا من المثقفين والكتاب والناشرين المصريين والعرب، على شرف الاحتفال بفعاليات الدورة الـ 47 إلى حفل الاستقبال السنوي الذي تنظمه بالتزامن مع فعاليات المعرض، بفندق سوفوتيل الجزيرة بالزمالك، ويحضره شخصيات عامة وسياسية، وكتاب مصريين وعرب.
"العين" التقت كوكبة من الشخصيات الثقافية في الحفل وسألتهم عن الدورة الـ47 من "معرض القاهرة الدولي للكتاب".
رئيس مجلس إدارة دار الشروق، المهندس إبراهيم المعلم، قال في تصريحات لـ«العين»: إن الشروق دأبت على تنظيم حفل استقبال لضيوفها الكبار من المصريين والعرب بالتزامن مع انعقاد فعاليات معرض القاهرة للكتاب، المهرجان السنوي الأكبر والأشهر، بين معارض الكتاب العربية.
المعلم أضاف أن معرض هذا العام يشهد حضورا كبيرا وتتشرف القاهرة باستقبال ألمع نجوم الكتابة والفكر والثقافة في العالم العربي، وهو دليل كبير على حيوية مصر الثقافية ومكانتها الكبيرة، ورحب المعلم بضيوفه وكتابه جميعا.
بدورها رحبت الناشرة أميرة أبو المجد، المشرف العام على دار الشروق، بالكتّاب والضيوف المصريين العرب، مشيرة إلى أن معرض القاهرة هذا العام يشهد منافسة قوية وحامية بين دور النشر، مشيرة إلى أن السنوات الأخيرة حملت تغيرات وتحولات عاصفة في مجال النشر والكتاب بصورة غير مسبوقة، لكنها أوضحت أيضا أن التحديات والمعوقات التي تواجه صناعة النشر وإخراج الكتاب ما زالت كبيرة وضخمة، وفي حاجة إلى تضافر جميع الجهود في مصر والعالم العربي، للتغلب عليها، والنهوض بصناعة الكتاب ودخول باب المنافسة الحقيقية مع بقية الناشرين في العالم أجمع.
الكاتب والروائي محمد المنسي قنديل، صاحب رواية «كتيبة سوداء»، والمرشحة على اللائحة الطويلة لجائزة لبوكر العربية 2016، أعرب عن سعادته بهذا التجمع الذي "يضم صفوة من عقول مصر والعالم العربي" في مناسبة سنوية يتجمع فيها أهل الفكر والكتاب والثقافة والإبداع من كل أنحاء العالم العربي.
قنديل قال إن معرض القاهرة، وبالرغم من مرور 47 عاما من عمره، ما زال يشع نورا وحيوية وطاقة، ما زالت بهجة المعرض الكبرى في آلاف الزوار البسطاء الذين يأتون من كل مكان في مصر، يعتبرون معرض الكتاب مناسبة حقيقية للاحتفال والبهجة، ويشترون الكتب التي يفرحون بها لهم ولأبنائهم.
في السياق، قال الكاتب والروائي الفلسطيني المقيم في بريطانيا، ربعي المدهون، في تصريحات خاصة لـ"العين" إنه أتى في زيارة قصيرة تستغرق عدة أيام لزيارة معرض الكتاب، وحضور بعض فعالياته المتنوعة، وكذلك لتوقيع نسخ من روايته «مصائر: كونشرتو الهولوكست والنكبة» لجمهوره في مصر، وهي المرشحة على اللائحة الطويلة لجائزة بوكر العربية 2016.
المدهون تابع أنه تجول في المعرض وتفقد العديد من الأجنحة واشترى الكثير من الكتب والأعمال الجديدة، موضحا أن معرض القاهرة ما زال محتفظا بحيويته ووهجه رغم كل شيء، ما زال هو الملتقى الأكبر والمهرجان الأضخم بين كل معارض الكتاب العربية.
صاحب «السيدة من تل أبيب» أضاف "صحيح أن المنافسة مع المعارض العربية الأخرى قوية جدا وهي في العديد من عناصرها قد لا تكون في صالح معرض القاهرة. لكن في النهاية يبقى هذا المشهد الذي أراه عبر أكثر من ربع قرن ولا يتغير. بالعكس، فالزحام كما هو بل أزيد، والشباب كثيرون، والأجنحة تغص بالبشر، الحركة مستمرة ودؤوبة، هذا هو معرض القاهرة للكتاب".
الدكتور محمد عفيفي، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، والذي حضر في إجازة قصيرة إلى القاهرة لحضور معرض الكتاب (حاليا يعمل أستاذا متفرغا للتاريخ بإحدى الجامعات العربية)، قال إن أهم ما لفت نظره هذا العام أثناء تجوله بين أجنحة المعرض، هذا الكمّ الرهيب من الكتب والإصدارات التي تبلغ "آلافا مؤلفة"، حد تعبيره، واصفا هذا الزخم الكبير بـ"المولد" بالمعنى الحرفي، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى الدلالات التي تحملها هذه الوفرة من الكتب والإصدارات الجديدة، ومنها ظهور عدد كبير وضخم من دور النشر الجديدة التي بالتأكيد تضخ دماء في شرايين صناعة النشر، أيضا يوضح عفيفي أن هذا الكم الضخم الذي يوازيه كما مماثلا من الكتاب والمؤلفين، يحمل ضمنا توجها إيجابيا نحو الكتابة والتأليف والسعي إلى توسيع رقعة القراء والمعرفة، واختتم عفيفي "وحتى السلبيات سيتولى الزمن تصفيتها وتنقيتها والقضاء عليها تماما".
الكاتب والروائي حسن كمال، صاحب روايتي «المرحوم» و«الأسياد»، قال في تصريحات لـ «العين» إن هذا التقليد الذي تتبعه الشروق منذ سنوات يمنح الكتاب والمؤلفين من جميع الأجيال فرصة ذهبية وحقيقية للالتقاء والتعارف ومد جسور التواصل بينهم، معتبرا أيضا أن فكرة التواصل هذه بين الأجيال من الأمور الغائبة عن ثقافتنا المعاصرة، حتى وإن كان المعلن غير ذلك.
حسن كمال، أضاف أن معرض هذا العام يحمل اختلافا نسبيا عن الأعوام الماضية، من ناحية كم الإصدارات والكتب، خاصة الروائية أو الأدبية الصادرة، أو من خلال الفعاليات واللقاءات المتصلة به داخل المعرض أو خارجه.. "هو الملتقى الأكبر دون شك. فرصة لا تتكرر على مدار أيام العام للقاء الأصدقاء من الكتاب والمؤلفين والروائيين خاصة من الدول العربية الأخرى"، وتابع "لولا معرض الكتاب ما كنا التقينا العام الماضي بالكاتب المحبوب سعود السنعوسي، ولا الكاتب العراقي أحمد سعداوي وكلاهما لهما شعبية وجماهيرية كبيرة في مصر".