الذكرى 61 لاستقلال الكويت.. التفاف حول القيادة وعزيمة لتجاوز التحديات
تحل اليوم الأحد الذكرى 61 لاستقلال الكويت، وسط آماني ودعوات شعبية الكويتيين بدوام الاستقرار، وأن تتجاوز بلادهم أي تحديات.
وفي مثل ذلك اليوم في 19 يونيو/حزيران عام 1961، وقع أمير البلاد الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح وثيقة استقلال البلاد وإلغاء الحماية مع المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي السير جورج ميدلتن نيابة عن الحكومة البريطانية.
تلك الوثيقة كان نقطة انطلاق الكويت نحو عصر الازدهار والنماء والاستقرار.
ويحي الكويتيون تلك الذكرى اليوم وسط امتنان لأمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ودعوات أن يعينهما الله على استكمال مسيرة التنمية وتجاوز التحديات التي تشهدها البلاد.
وتحل الذكرى هذا العام في ظل أزمة سياسية تواجهها البلاد بعد استقالة الحكومة برئاسة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في 5 أبريل/نيسان الماضي، قبل يوم من التصويت في مجلس الأمة (البرلمان) على طلب "عدم التعاون" معها.
جاءت الاستقالة على وقع أزمة سياسية متصاعدة بين مجلس الأمة والحكومة التي لم يمضِ على تشكيلها 3 أشهر، وفيما لم يتم الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة حتى الآن، يواصل عدد من نواب مجلس الأمة الاعتصام داخل المجلس لليوم السادس على التوالي احتجاجا على ما يصفونه "بتعطيل الدستور"، ومن أجل الضغط من أجل الإسراع بتشكيل الحكومة.
العديد من المغردين الكويتيين آثروا استغلال ذكرى الاستقلال في توجيه رسالة تؤكد الالتفاف حول القيادة الكويتية، مع دعوة للجميع لتغليب مصالح البلاد، وتجاوز الأزمة مع احترام الدستور.
قصة الاستقلال
وفي مثل ذلك اليوم في 19 يونيو/حزيران عام 1961 تم توقيع وثيقة استقلال البلاد وإلغاء اتفاقية الحماية مع الحكومة البريطانية في عهد الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح.
وأعلن الشيخ عبدالله السالم انتهاء معاهدة الحماية البريطانية عقب توقيع وثيقة استقلال البلاد مع المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي السير جورج ميدلتن نيابة عن الحكومة البريطانية، لتعلن الكويت رسميا استقلالها التام واستكمال سيادتها الكاملة وباتت دولة عربية مستقلة.
وانطلقت المساعي نحو الاستقلال بعدما أيقن أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح أن معاهدة الحماية التي وقعها الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع للكويت مع بريطانيا عام 1899 لم تعد صالحة بعد أن تغيرت الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد.
وارتأى الشيخ عبدالله السالم ضرورة إلغاء تلك المعاهدة باعتبارها تتعارض مع سيادة الكويت واستقلالها ومصالحها وضرورة الاستعاضة عنها باتفاقية صداقة جديدة تواكب التطورات العالمية.
وأعلن في ذلك اليوم الشيخ عبدالله السالم إنهاء معاهدة الحماية البريطانية بتوقيع وثيقة استقلال البلاد.
وبعد توقيع الوثيقة وجه الشيخ عبدالله السالم كلمة خالدة إلى الشعب الكويتي، قال فيها "شعبي العزيز.. إخواني وأولادي.. في هذا اليوم الأغر من أيام وطننا المحبوب.. في هذا اليوم الذي ننتقل فيه من مرحلة إلى مرحلة أخرى من مراحل التاريخ ونطوي مع انبلاج صبحه صفحة من الماضي بكل ما تحمله وما انطوت عليه لنفتح صفحة جديدة تتمثل في هذه الاتفاقية التي نالت بموجبها الكويت استقلالها التام وسيادتها الكاملة".
وشهد عام 1962 أول احتفال بعيد الاستقلال إلى أن صدر في 18 مايو/أيار عام 1964 مرسوم بدمج العيد الوطني بعيد الجلوس وهو ذكرى تسلم الشيخ عبدالله السالم الصباح مقاليد الحكم في البلاد الذي يصادف 25 فبراير/شباط من كل عام، وذلك بداية من عام 1965، تكريما له ولدوره المشهود في استقلال البلاد وتكريس ديمقراطيتها، ومنذ ذلك الحين والكويت تحتفل بعيد استقلالها في 25 فبراير.
وشهد عام الاستقلال وتحديدا في السابع من سبتمبر/أيلول 1961 صدور قانون مرسوم أميري بشأن العلم الكويتي (الحالي) وهو أول علم يرفع بعد الاستقلال وتم تحديد شكله وألوانه في حين جاءت الخطوة التالية عقب الاستقلال بتقديم الكويت طلبا لجامعة الدول العربية، فتم قبول عضويتها رسميا في 20 يوليو 1961.
وفي 26 أغسطس/آب 1961 صدر مرسوم أميري في شأن إجراء انتخابات للمجلس التأسيسي تحقيقا لرغبة الشيخ عبدالله السالم بإقامة نظام حكم قائم على أسس واضحة ومتينة وإصدار دستور يستند إلى المبادئ الديمقراطية، حيث أنجز المجلس المنتخب مشروع الدستور الذي تضمن 183 مادة خلال تسعة أشهر.
واتسم دستور الكويت بروح التطور التي تقدم للشعب الكويتي الحلول الديمقراطية للانطلاق في درب النهضة والتقدم والازدهار وهو ما مكن البلاد من انتهاج حياة ديمقراطية مستمدة من ذلك الدستور المتكامل الذي أقره مجلس تأسيسي منتخب من أبناء الكويت.
وكان عهد الشيخ عبدالله السالم الذي امتد 15 عاما من السنوات البارزة في تاريخ الكويت وأطلق عليه لقب (أبو الاستقلال) و(أبو الدستور) نظرا إلى جهوده المضنية وإنجازاته الكبيرة وحكمته السديدة لنيل الاستقلال.
وبدأت الكويت في تلك الحقبة بوضع القوانين والأنظمة التي خطت بها نحو الاستقلال الكامل فأنجزت 43 قانونا وتشريعا مدنيا وجنائيا منها قانون الجنسية وقانون النقد الكويتي وقانون الجوازات وتنظيم الدوائر الحكومية.
كما صدر مرسوم أميري بتنظيم القضاء وجعله شاملا لجميع الاختصاصات القضائية في النزاعات التي تقع في البلاد بعد أن كانت بعض القضايا تنظر أمام هيئات غير كويتية.
وكانت البلاد زاخرة بالعديد من الإدارات المنظمة جيدا والمهيأة على مستوى البنية الهيكلية لمزيد من التوسع والتطوير كإدارات الأشغال العامة والصحة العامة والمطبوعات والنشر وأملاك الدولة المالية، إضافة إلى المعارف والبلدية والبريد والهاتف والكهرباء والماء والشؤون الاجتماعية والأوقاف والإذاعة والتلفزيون.
وعلى مدار 61 عاما من الاستقلال وحتى اليوم، أنجزت الكويت الكثير على طريق النهضة الشاملة بتعاون أبنائها خلف قيادتهم الحكيمة وسارت بخطى ثابتة تجاه النظام العالمي الجديد والشرعية الدولية برفض العدوان وحماية حقوق الإنسان والمحافظة على خصوصية الدول وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، كما آمنت بدور الأمم المتحدة في الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين.
وحققت البلاد إنجازات متميزة على جميع الصعد وفق خطط استشرافية أدركت متطلبات البلاد وأبنائها من التنمية والتطوير والازدهار، وأسهمت في أداء دور محوري في الملفات الإقليمية والدولية التي اضطلعت بها كما أصبحت محط أنظار العالم في المساعدات الإنسانية.
وتواصل الكويت في ظل القيادة الحكيمة لأمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح مسيرة التنمية والإعمار على الصعيد الداخلي ومسيرة الدبلوماسية الوقائية، ونزع فتيل الأزمات وحل القضايا العالقة إقليميا ودوليا.
احتفالات إلكترونية
ورغم غياب الاحتفالات العامة بتلك المناسبة، إثر تغيير موعدها إلى 25 فبراير/شباط من كل عام، إلا أن الكثير من المؤسسات الرسمية آثرت الاحتفاء بتلك المناسبة.
ونشرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" تقريرا مطولا عن تلك الذكرى الهامة، كما نشر مركز التواصل الحكومي ووزارة الإعلام الكويتية مقاطع فيديو وتغريدات عبر حساباتهم في موقع "تويتر" احتفاء بتلك الذكرى العامة.
أيضا أطلق مغردون هاشتاقات احتفاء بتللك المناسبة من بينها #ذكرى_استقلال_الكويت، ضمنوها احتفالاهم بتلك الذكرى الهامة، وأمانيهم أن يديم علا بلادهم الأمن والاستقرار تحت راية القيادة الحكيمة.
وفي هذا الصدد غرد نــاصــر الـشـلـيـمـي رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لمتابعة وتقييم الأداء البرلماني "في الذكرى الـ61 من استقلال دولة الكويت ندعو الباري عز وجل أن يحفظ الكويت قيادةً وشعباً وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء والازدهار".
بدوره قال محمد العراده أمين سر اتحاد الإعلام الإلكتروني الكويتي :"61 عاماً علىٰ استقلال الكويت، في 19 يونيو/حزيران 1961م نالت دولة الكويت الحبيبة استقلالها. حفظ الله الكويت وقيادة الكويت وشعب الكويت".
بدورها غردت د. جنان محسن بوشهري قائلة :"مع حلول ذكرى استقلال الكويت، علينا جميعا إدراك أن الاستقلال والدستور وجهان لعملة واحدة، فاستقلال الأرض الذي ترسخ في الوجدان تؤكده المادة الأولى من الدستور، وواجبنا الوطني يضعنا أمام مسؤولية الدفاع عن الوطن ودستوره، بكل مواده، والتعامل معه كوثيقة متكاملة لا كمواد منتقاه منه".
محتفية بتلك الذكرى، قالت د. عهود بدر السالم عضو هيئة تدريس بجامعة الكويت: "صباح الاستقلال وبداية دولة العز والشموخ ١٩ يونيو ١٩٦١م".
في السياق نفسه، هنأت الكاتبة سعاد فهد المعجل بتلك الذكرى، قائلة "١٩ يونيو ١٩٦١. ذكرى استقلال الكويت. كل عام والكويت وأهلها بخير وأمن وأمان".
ويحي الكويتيون تلك الذكرى فيما يواصل أمير البلاد وولي عهده السعي بكل قوة وعزم وحزم إلى توفير الخير والرفاهية للمواطن الذي يبادله الحب والولاء، في صورة تجسد أسمى معاني التفاف الشعب حول القيادة.
aXA6IDE4LjIyMS4xODMuMzQg جزيرة ام اند امز