نائب رئيس حزب الكتائب لـ"العين: الوضع في لبنان خطير جدًّا
أزمة الرئاسة اللبنانية وتدخلات حزب الله في سوريا والوضع المسيحي كانت أبرز محاور حوار جوزيف أبو خليل مع العين
يعتبر النائب الأول لرئيس حزب الكتائب جوزف أبو خليل أن حل مسألة الفراغ الرئاسي سيطول ملقيًا لومه على عدم "لبننة" الاستحقاق، ومن ثم الارتهان للخارج بعكس ما تؤمن به الكتائب اللبنانية.
في هذا الحوار لبوابة العين الإخبارية تحدث أبو خليل عن التقارب العوني، القواتي والقيادة الجديدة لحزب الكتائب والوضع الأمني في لبنان.
# كيف تصف المشهد المسيحي الجديد في سياق تجربتك؟
- يشبه إلى حد كبير مرحلة ما قبل الطائف؛ حيث كانت الحرب الأهلية وكان الوضع الأمني رهيبًا، في حينها كان هناك مسعى للوصول إلى تسوية سيادية، وهناك أوراق عمل يتم تداولها بين أطراف الخلاف، مثلًا ورقة اتفاق الطائف كانت خلاصة أوراق متعددة جرى تداولها وتبادلها بإشراف عربي، إذ كان هناك اللجنة العربية الثلاثية.
- الوضع مختلف الآن، ويشير إلى خطورة كبيرة وهو أخطر من ذي قبل لأن الخلاف خارج المؤسسات؛ حيث جرى تعطيل المؤسسات عمدًا لمنع إجراء انتخابات سواء نيابية أو رئاسية.. والآن نحن بانتظار حصول انتخابات البلدية.
# ماذا عن مخاطر الفراغ الرئاسي مسيحيًّا ولبنانيًّا؟
- الوضع في غاية الخطورة؛ لأنه لا يوجد مؤسسات على الإطلاق.. فكيف يمكن أن يدار البلد، منذ مدة البلد بلا إدارة ولا حكومة، وربما في قدرة ذاتية يدير اللبنانيون شؤونهم من أجل الاستمرار، لبنان متروك منذ سنتين والشيء الوحيد المهم هو أن اللبنانيين لا يريدون التقاتل فيما بينهم، وهذا ساعد إلى حد كبير.
- اللبنانيون يدبرون أمورهم بأنفسهم، على أمل أن يكون هناك اللامركزية التي نص عليها اتفاق الطائف لإدارة كل منطقة شؤونها بنفسها، خاصة فيما يتعلق بحل أزمة النفايات لكانت كل منطقة حلت مشاكلها بنفسها.. أما تعطيل البلد لهذه الدرجة فهو لفرض رئيس جمهورية معين وواقع معين.
# هل الخطر الذي يتعرض له المسيحيون في سورية والعراق من قبل الجماعات التكفيرية يذكرنا بالمشهد الذي تكلم عنه المسؤول الأمريكي السابق دين براون حول نقل المسيحيين إلى دول الغرب نتيجة الإرهاب؟
- الخطر على الجميع، مسلمين ومسيحيين، فإلى أين سيذهب المسلمون إذا فلت الوضع، الخطر على الجميع. ولا أدري إن كان كلام براون صحيحًا بالأساس، فكيف يمكن نقل شعوب بأكملها من مكان إقامتها إلى بلاد أخرى.
# أي اسم ممكن أن يسمي حزب الكتائب لرئاسة الجمهورية؟
- المسألة ليست قرارًا بالنسبة للأشخاص. المسألة تكمن في عمل وتمثيل الرئيس المقبل، إن كان يريد أن يمثل فئة فهذا يعني أنه منحاز، على الأقل يجب أن يكون قادرًا على التوفيق بين التعددية اللبنانية وعلى جمع الفئات المتقاتلة، وكي يكون قادرًا على ذلك يجب ألا يكون فئويًا.
ما نقوله نحن هو أن الرئيس يجب ألا يكون تابعًا لأي فريق، إنما ملتزم الدستور، وشخصيته موضع احترام وتقدير من الجميع وليس منحازًا لأحد.. إن لم يتيسر "رئيس" كما نريد فإننا لن نصوت له، سوف نحضر الجلسة لتأمين النصاب، ومن يفز سوف نهنئه ولكننا لن نصوت له.
ما هو موقف الرئيس المحتمل من الحرب التي يقودها حزب الله في سوريا، هل يعقل أن يكون رئيس الجمهورية لا رأي له ويغطي على كل المشاريع غير الشرعية، ويقوم حزب الله بحروب في سوريا والعراق واليمن دون أن يسائله أحد.
# هل هناك صعوبة ((للبننة)) الاستحقاق اللبناني، ولماذا هذه الصعوبة؟
- نعم هناك صعوبة، يجب ألا نخلط بين القضايا الداخلية ومشاكل الجوار، يجب أن نكون مستقلين، اللبننة تعني عدم الارتهان للخارج وأن نتبع المؤسسات، المصيبة أننا للأسف نستقوي بالخارج، فالبلد اليوم ليس مستقلًا استقلالًا حقيقيًّا، لكننا نحاول قدر المستطاع أن نستقل.
لبنان يجب أن يصل إلى مرحلة نطوي فيها الارتهان للخارج في قرارنا الوطني والداخلي من دون الدخول في حروب كبيرة.
# هل برأيك فترة الفراغ ستطول؟
- ما يحصل في سوريا يعطل كل شيء، إضافة إلى ما يحصل في العراق، ولا أدري ما الذي يمنع أن يكون لبنان مركزًا للحوار الإقليمي والدولي، خاصة في ظل اجتماعات جنيف لمناقشة الملف السوري.
# جوني عبدو قال إنه لن تحصل الانتخابات الرئاسية قبل حصول مؤتمر تأسيسي، هل برأيك نحن بحاجة لمؤتمر تأسيسي؟
- الحديث عن المؤتمر التأسيسي كأننا نقول إن لبنان يجب أن يكون موجودًا أم لا، وكيف يمكن الحديث عن مؤتمر تأسيسي والفرقاء عاجزون حتى عن التوافق حول إجراء انتخابات البلدية.
المسألة بكل بساطة واضحة أن ((حزب الله)) يمسك البلد بيد من حديد في إطار مشروع إقليمي لا علاقة لنا به، وهو يمنع قيام حكم مغاير لهذا التوجه، ويريد رئيس جمهورية وفقًا لرغباته.
# ((الكتائب)) اليوم في عهد الشيخ سامي الجميل ماذا تشكل؟ هل هي ولادة جديدة لحزب ((الكتائب))؟
- نعم ولادة جديدة لأن الشيخ سامي الجميل هو الشخص الذي يشبه المؤسس بيار الجميل، ويقول صراحة إنه يعتمد أسلوبه وخطه الوطني.. فهو شاب مسيحي من دون شك ولكن رؤيته وطنية.
الأمر الثاني هو استقلال ((الكتائب)) في قرارها فهي غير مرتهنة لأحد لا لقوى المال ولا لأي قوى خارجية.
# لماذا هذا التجاهل لـ((الكتائب)) من قبل الأحزاب السياسية المسيحية؟ هل القيادة الجديدة هي التي فرضت هذا التجاهل أم أن هناك أسبابًا أخرى؟
- لا أحد يتجاهل ((الكتائب))، والتقارب الذي جرى بين عون وجعجع نتيجة نـزاع حاصل بين الطرفين؛ حيث دمرا نفسيهما ودمرونا معهما، فإذا سويا هذه المشكلة لا يعني أنهما تجاهلا ((الكتائب)).
هم يحاولون تجاوز الأحقاد، ولكنهم لم يتفاهموا على الأساسيات لأن البلد مقسوم بين تيارين ومشروعين: مشروع إحياء الدولة ومؤسساتها، ومشروع ((حزب الله)) المرتبط بإيران، لذا الأمور ملتبسة وليست واضحة.
# كيف تصف علاقة ((الكتائب)) مع ((القوات اللبنانية)) والأحزاب الأخرى؟
- عادية جدًا، الأحزاب تتنافس طبعًا، ولكن المشكلة تكمن في لعبة السلطة، السعي للسلطة مشروع، ولكن هناك دستور وأصول لهذه العملية، فلا يعقل أن نعطل الانتخابات والقانون الانتخابـي ونطالب بوجود السلطة، دور المؤسسات هو تنظيم الوصول إلى السلطة بطرق ديمقراطية ودستورية.
# هل أنت متفائل من التقارب القواتي–العوني، أم تخشى من أن يجر العونيون القوات إلى مكان غير مرغوب به بالنسبة لـ14 آذار؟
- ((جروهم وخلصوا))، اليوم القوات وافقوا على التوجه الذي يسلكه عون بالنسبة لـ((حزب الله)) وسلاحه، عندما يرشحون عون رئيسًا ماذا يعني هذا؟
# هل هناك حوار مع ((حزب الله)) من خلال مجلس الوزراء أو لقاءات جانبية؟
- هناك خلاف أساسي غير قابل للحوار، ولكن هناك تعاون على مشاريع قوانين، نحن لسنا معلنين الحرب تجاه ((حزب الله)) ولكننا ضد مشروعه الإقليمي الذي عطل البلد.. إلا أن هذا لا يعني عدم التعاون في شؤون مثل قانون السير مثلًا ومسألة النفايات.. والحوار غير مقطوع لأن لدينا علاقات مع كل الأطراف.
((حزب الله)) حزب ديني وقيادته مؤلفة من رجال دين، وهو يربط بين القيادة الدينية والسياسية، وهذا الأمر لا يصح.
على ((حزب الله)) أن يعيد النظر في وجوده كي يتلاءم مع وجود لبنان، لا يمكن لـ((حزب الله)) أن يستمر على هذا الحال.. مررنا في هذه التجربة عندما كان عندنا مليشيات ومسلحون فرفضنا تسليم سلاحنا، ولا أدري كيف ستنتهي المشكلة معه.
# هل تخشى على الوضع اللبناني الداخلي في حال طالت مسألة مفاوضات جنيف؟ وإلى أي مدى يمكن للبنان أن يتحمل؟
- دائمًا أخشى على لبنان؛ لأن الوضع السوري خطر على سوريا ولبنان والعراق والمنطقة كلها، لحسن الحظ أن لبنان واللبنانيين رغم كل الصراع منعوا الحرب الداخلية عن أنفسهم؛ لأنهم اكتووا بنارها، وهذا الأمر أمن السلام للبنان.
# الخشية من حرب أهلية في لبنان ليست واردة؟
- الحرب الأهلية في حاجة إلى فريقين وليس واحدًا، ومن الحكمة أننا لم نستعمل السلاح ولو ((حزب الله)) مسلح.. أنا من المؤمنين بهذا البلد عشت التجربة من كل الزوايا، لبنان نفذ وهو باق بلد الحريات كما هو لمجموعات دينية مختلفة ارتضت أن تعيش سويًا على الرغم من الاختلافات.
لبنان كتجربة في الشرق الأوسط ككيان دولي أثبت أهليته للبقاء، لكن تبقى مسألة استعادة قراره السياسي المستقل.
aXA6IDMuMTIuMzQuMTUwIA== جزيرة ام اند امز