معهد برازيلي يعكف على إكثار الفيروس لبدء الاختبارات على القوارض ثم الخيل، قبل استخلاصها في المختبرات وبدء الاختبارات على البشر
واصل فيروس "زيكا" تمدّده في عدة دول بأمريكا الوسطي، في وقت قال فيه خبير برازيلي إن الأبحاث الرامية إلى التوصل لعلاج نهائي للفيروس لن تكتمل قبل عام.
وأعلنت حكومتا نيكاراجوا وهندوراس بأمريكا الوسطى أول حالات إصابة بفيروس زيكا لدى نساء حوامل.
وقالت روزاريو موريو، السيدة الأولى في نيكاراجوا والمتحدثة باسم الحكومة، إن ثلاث سيدات في أشهر حملهن الأولى أصبن بالفيروس الذي ينقله البعوض، فيما تقوم الحكومة بإجراءات المكافحة اللازمة.
ورصدت نيكاراجوا 29 حالة إصابة بالفيروس حتى الآن.
وفي هندوراس قال وزير الصحة يولاني باتريس إن السلطات رصدت ست حالات إصابة بزيكا لدى حوامل، فيما رصدت البلاد أكثر من 3200 حالة إصابة بالمرض اجمالا حتى الآن.
وشهدت السلفادور أكثر من سبعة آلاف إصابة بالفيروس، وحثت النساء الشهر الماضي على تجنب الحمل حتى عام 2018 .
وأكدت السلطات الصحية في البرازيل ظهور حالة عدوى بفيروس "زيكا" من خلال عملية نقل دم من متبرع أصيب بالفيروس.
وقال مارسيلو أداس كارفاليو، مدير مركز الدم في جامعة كامبانياس بولاية ساو باولو، إن تحليلاً جينياً أكد أن رجلاً خضع لعملية نقل دم من متبرع مصاب بفيروس "زيكا" في مارس الماضي قد أصيب بالعدوى رغم أن المريض لم تظهر عليه أي أعراض.
ومن جهة أخرى، قال جورجي كاليل، مدير معهد بوتانتان الحكومي في البرازيل، لرويترز، إن العلماء يعتزمون إجراء تجارب على الحيوانات لإنتاج أجسام مضادة للقضاء على الفيروس الذي يشتبه في أنه تسبب في تلف المخ لدى أكثر من أربعة آلاف طفل في البرازيل. وكان نفس المنهج البحثي قد استخدم في علاج الإيبولا.
وأضاف كاليل، الخبير في الأوبئة: إن المعهد يعكف على إكثار الفيروس بكميات تكفي لبدء الاختبارات لعزل الأجسام المضادة في القوارض، ثم يحاول الباحثون بعد ذلك إنتاج هذه الأجسام بكميات كبيرة في الخيل، قبل استخلاصها في المختبرات وبدء الاختبارات على البشر.
وتابع: "الأجسام المضادة .. يمكن حقنها في النساء المصابات بفيروس زيكا لإيقاف نشاطه. أتصور أن بالإمكان الوصول إلى ذلك في غضون عام".
وقال كاليل: "يتعين أن يدرك الناس أنها مسألة عاجلة، وإذا كانت لدينا فكرة أو منتج لا يتسبب في أي ضرر لكان لزاما علينا اختباره".
وأضاف أن المرحلة الثانية هي إنتاج مصل للنقاهة يحتوى على أجسام مضادة مضعفة من الإنسان.
ولا يوجد أي علاج أو لقاح للعلاج من فيروس "زيكا"، الذي كان قد اكتشف في غابة زيكا بأوغندا عام 1947 ورصد في البرازيل لأول مرة العام الماضي، وانتشر من هناك إلى 26 دولة على الأقل في الأمريكتين.
وأعراض المرض بالفيروس بسيطة منها احمرار العينين وارتفاع درجة حرارة الجسم والطفح الجلدي، فيما لا تظهر الأعراض على نحو 80% من المصابين بالفيروس.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، يوم الاثنين الماضي، أن عدوى "زيكا" الفيروسية التي تنتقل عن طريق البعوض تمثل حالة طوارئ دولية تحدق بالصحة العامة بسبب الاشتباه في ارتباطها بآلاف من حالات تشوّه الأجنة فيما تسعى المنظمة للتصدي لهذا الخطر.
وأعلنت شركتان هنديتان، في مجال التكنولوجية الحيوية، أنهما تعكفان على ابتكار لقاحات لمكافحة الفيروس ومن بينها لقاح ينتج بالاستعانة بالتقنيات الحيوية علاوة على لقاح آخر ينتج بعد إضعاف الكائن المسبب للمرض ليحقن في أجسام المرضى لتتكون أجسام مضادة للفيروس في الجهاز المناعي. وسيخضع اللقاحان للتجارب الإكلينيكية على حيوانات التجارب خلال أسبوعين.