«كل المعارك» لمعن أبو طالب تثير معركة في معرض القاهرة للكتاب
محترف نجوى بركات للرواية يتهم مؤلفا أردنيا ودار نشر مصرية بتعمد إغفال وضع شعار المحترف على غلاف الرواية
"روايات.. وأزمات" صارت عنوانا بين الحين والآخر، على ما يندلع على سطح الحياة الثقافية العربية من مشكلات بين الكتاب والناشرين أو بينهما معا وجهات أخرى حول حق هنا أو إشارة هناك. «كل المعارك» رواية جديدة للكاتب الأردني معن أبو طالب، صدرت عن دار الكتب خان بالقاهرة، قبل أيام، واحتفل كاتبها بصدورها وتوقيعها في جناح الكتب خان بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، إلى هنا ولا شيء خارج المألوف.
صباح الجمعة، نشرت الصفحة الرسمية لمحترف نجوى بركات للكتابة الروائية، بيانا قصيرا هاجمت فيه بعنف الكاتب ودار النشر المصرية، واتهمت الأخيرة بأنها على علم بأن الكاتب وقع عقدا مع المحترف يلزمه بوضع اللوغو الخاص بالمحترف على الرواية، وهو ما لم يحدث، وجاء بيان المحترف كما يلي:
"«كل المعارك»، رواية من إنتاج محترف نجوى بركات، بمنحة من برنامج آفاق.. ومع ذلك، لست أفهم كيف تقدم دار مصرية محترمة كالكتب خان al kotob khan، على نشر رواية معن أبو طالب، وهي على علم تام بأنه كان قد وقّع عقدًا يلزمه بوضع لوغو المحترف ولوغو آفاق على الغلاف، مع ذكر الجملة التالية حرفيا على غلافها الخلفي: "أنجز هذا العمل في إطار محترف نجوى بركات في دورته الثالثة، بالشراكة مع برنامج آفاق لكتابة الرواية"، ناهيك عن تضمين الرواية مقدمتين، للمحترف وآفاق، وهذا ما فعلته دار الساقي التي نشرت ثلاثة أجزاء من الكتاب، وما ستفعله دار العين المصرية التي ستنشر قريبا كتابا ثلاثة أخرى.
يبدو أن دار الكتب خان تواطأت مع رغبة الكاتب بأن يبعد عنه "شبهة" إنجاز روايته الأولى في إطار المحترف الذي أفاد منه بشكل دائم خلال عام كامل، إلى جانب إفادته من منحة برنامج أفاق التي غطت أسفاره ومصاريف إقامته، مرتين إلى لبنان ومرة إلى المغرب، مكتفية بوضع جملة مواربة صاغها الكاتب بموافقة الدار..
واختتم محترف نجوى بركات بيانه بـ"مؤسف جدا أن يبدأ كاتب حياته الأدبية "بخديعة" أقل ما يقال فيها إنها لا أخلاقية، وأن تشجعه دار نشر على المضي بها قدما". انتهى بيان المحترف الذي يتهم صراحة كلا من الكاتب والناشر بالتواطؤ على النشر خلافا لما يدعيه المحترف من أمور كان يجب أن تؤخذ في الاعتبار، ومنها وضع لوغو المحترف على الرواية.
«العين» تواصلت مع الناشرة كرم يوسف، صاحبة ومديرة دار الكتب خان، ولم تكن تعلم ببيان المحترف، وعندما توجهنا لها بالسؤال عن ردها على البيان، أكدت رفضها القاطع لأي اتهامات حملها وكذلك للغته التي تحمل قدرا كبيرا من العنف والإدانة، وقالت لـ «العين» إن الكاتب تقدم بروايته إلى الكتب خان، مثله مثل أي كاتب آخر، وارتأت الدار أنها جديرة بالنشر لديها، وأخرجناها فعلا وصدرت في الأيام الأولى من معرض الكتاب، والآن نفاجأ بهذه الاتهامات الغريبة والمرسلة من قبل جهة مثل محترف نجوى بركات بصورة تحمل هجوما غير مبرر علينا، ولا أفهم الدوافع التي أدت بهم إلى هذا الصراحة.
يوسف أضافت: إن مؤلف الرواية، طالب أبو معن، كان تقدم بها إلى دار الساقي اللبنانية ورفضت نشرها، فتوجه بها إلينا ورأينا أنها تستحق النشر، ونعلم أيضا أنه اشترك في إحدى ورش الكتابة الروائية، وهو أمر لا يخصنا بحال، ودون أن يعني ذلك إلزامنا بأي شيء تجاه هذه الجهة، ليس بيننا أي نص أو تعاقد ولا تقاضينا مبالغ مالية مثلا حتى يزعموا أننا ملزمون بوضع كذا أو كذا.. ورغم ذلك فإننا أدبيا قد أضفنا عبارة "أنجزت الرواية بدعم أدبي من برنامج آفاق لكتابة الرواية الذي أقيم بالشراكة مع محترف نجوى بركات في دورته الثالثة (ربيع 2014/ ربيع 2015)".
مديرة الكتب خان تابعت: كما أنه ليس من اللائق استخدام عبارات من قبيل "دار تواطأت"، أو "أن تشجعه دار نشر على المضي"، كما لو كنا أصحاب الولاية على الكاتب وفي هذا من سوء القصد والتلميح غير المقبول لا منّا وأظن أيضا من الكاتب.
«كل المعارك» رواية تدور حول شاب ذي مستقبل واعد في شركة دولية مرموقة يجد نفسه يتأرجح بين عالم المال والأعمال وعالم الحلبة، يحقق نجاحات على الصعيدين، ثم يعرض عليه الاحتراف في بطولة عربية هي الأولى من نوعها. تستحوذ الملاكمة على تفكيره وتهدد مستقبله الوظيفي والشخصي، ولكنها تكشف له أيضا عن ثنايا ماضيه، وتجعله يسائل مكانه في سلالة المقاتلين من آبائه وأجداده.
مؤلف الرواية، معن أبو طالب، كاتب ومحرر وأحد مؤسسي مجلة معازف الإلكترونية المتخصصة بالموسيقى، حائز على ماجستير في الفلسفة الأوروبية ونظرية النقد المعاصرة من مركز أبحاث الفلسفة الأوروبية المعاصرة CRMEP في جامعة كينجستون. يقيم في لندن منذ خريف 2008.
aXA6IDMuMTQxLjM4LjUg جزيرة ام اند امز