بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري في تونس في إطار "الحوار الاستراتيجي التونسي الأمريكي" مجموعة من الملفات الساخنة على رأسها الإرهاب.
كشف وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش -في أعقاب لقائه بوزير الخارجية الأمريكي رفقة 5 وزراء تونسيين آخرين، بينهم وزراء الداخلية والدفاع والمالية؛ أن "حصيلة الدورة الثانية من اجتماعات الحوار الاستراتيجي التونسي الأمريكي اتفاقات على ترفيع مستوى التنسيق الأمني والعسكري، والشراكة الاقتصادية وتنظيم آليات للحوار حول قضايا عديدة، من بينها متابعة ملف العائدين من سوريا والعراق وليبيا، الذين أعلنوا توبتهم وندمهم".
كيري كشف بدوره أن مباحثاته والوفد العسكري والأمني المرافق له مع المسؤولين التونسيين، "مكنت من مناقشة قضايا ثنائية وإقليمية ودولية مهمة جدا، من بينها ملفات ليبيا وسوريا والإرهاب، وملف عودة "العائدين التونسيين من مناطق التوتر والحروب في المنطقة، ومن بينها سوريا والعراق وليبيا".
في المقابل أعلن الوزير التونسي للخارجية البكوش عن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب في تونس، التي تقرر استكمال الاستعداد لها عبر ورشات يشارك في بعضها عسكريون أمريكيون، سيحل بعضهم بتونس في ظرف أسبوعين .. من بينها ورشة عن العائدين من سوريا والعراق وليبيا.
وتعد هذه المرة الثالثة التي يؤكد فيها وزير الخارجية رسميًّا بدء مسار استقبال بعض العائدين من بلدان التوتر في المنطقة، بينهم شباب من بين "التائبين" الذين أعربوا عن ندمهم، بسبب الهجرة إلى سوريا وغيرها من مناطق الحروب والتوترات.
وقد أكد جون كيري دعم واشنطن لترفيع الشراكة بين بلاده وتونس في مجال مكافحة الإرهاب، والتنسيق الأمني متعدد الأوجه؛ "خاصة في ظل التهديدات التي تواجهها من حدودها الجنوبية مع ليبيا، التي تعاني من حرب مدمرة تمثل خطرا كبيرا على كل أجوارها، بما في ذلك مصر وتونس والجزائر".
وأعلن البكوش أن 3 مجموعات عمل تابعت مناقشاتها بين الوفدين التونسي والأمريكي، فور توقيع الوزيرين لمذكرة تفاهم اقتصادي وسياسي وأمني بين البلدين.
من جهة أخرى؛ أعلن وزيرالخارجية التونسي ونظيره الأمريكي جون كيري في مؤتمرهما الصحفي المشترك، عن توافق كامل بين تونس وواشنطن حول "تفعيل المقررات" التي أفرزتها القمة التونسية الأمريكية في مايو الماضي، بمناسبة زيارة الرئيس الباجي قائد السبسي إلى الولايات المتحدة، ومحادثاته مع الرئيس أوباما ورسميين أمريكيين كبار من بينهم جون كيري، وذكرا بكون إحدى نتائج قمة واشنطن منح تونس صفة "الحليف غير العضو في الحلف الأطلسي".
وجاءت تلك الخطوة لتؤكد متابعة انضمام تونس وعدة دول من جنوب المتوسط بينها الجزائر والمغرب ومصر والأردن منذ 2004 إلى آلية "الحوار الأطلسي المتوسطي"، التي تقررت في اجتماع الحلف الأطلسي في اسطنبول.
في هذا السياق؛ أعطت اجتماعات "الحوار الاستراتيجي التونسي الأمريكي "إشارة انطلاق" اللجنة الاقتصادية المشتركة التونسية الأمريكية"، التي تم الاتفاق على أحداثها في قمة قائد السبسي باراك أوباما في مايو الماضي بواشنطن، والتي وقعت متابعة التشاور حول سبل تفعيلها خلال زيارات وفود البلدين في الاتجاهين، بينهم كاتبة الدولة للتجارة الأمريكية ووزيرة الخارجية الأمركية السابقة مادلين اولبرايت.
يذكرأن الشراكة العسكرية والأمنية بين تونس وواشنطن ارتفعت منذ مطلع 2011 من 50 مليون دولار إلى نحو 250 مليون دولار أمريكي.
وعلى الصعيد الإقليمي؛ أوضح البكوش وجون كيري أن من بين أبرزالنقاط التي بحثها الجانبان؛ "تشجيع خيار التوافق السياسي بين الأطراف السياسية وقوى المجتمع المدني التونسي، وخيار التوافق بين العلمانيين والإسلاميين في تونس"، إلى جانب تشجيع الأطراف السياسية في ليبيا وسوريا على التوافق السياسي، وحسم خلافاتهم بعيدا عن الخيار العسكري، والاستفادة من التجارب التونسية في التعايش والتوافق".
واعتبرالبكوش وكيري أن " فشل الحوار السياسي واستمرار العنف والاقتتال في ليبيا وسوريا؛ سيؤدي إلى نشر مزيد من العنف والفوضى والإرهاب وتجارة السلاح في الدول المجاورة لهما، بدءا من تونس ومصر والجزائر".
aXA6IDE4LjExNy4xMDYuMjMg جزيرة ام اند امز