من أسبوع كتبت عن مخاطر التدخلات الأمنية غير المشروعة، والتى تضر بالوطن والرئيس وتضعف موقف مصر
من أسبوع كتبت عن مخاطر التدخلات الأمنية غير المشروعة، والتى تضر بالوطن والرئيس وتضعف موقف مصر، وكتبت عن مدرسة مساعدة في كلية الآداب بجامعة القاهرة تدرس للدكتوراه في جامعة أوروبية ولكن الأمن أرسل للجامعة يطلب منها العودة وإيقاف الدراسة. وشاهدت على اليوتيوب مداخلة رئيس جامعة القاهرة لبرنامج الأستاذ جابر القرموطى الذي تفضل بقراءة المقالة وعبر اتصال تليفونى قال رئيس الجامعة إن الأمر لا يخص الجامعة ومتعلق بالبعثات، ثم قال إنه قد يكون هناك دوافع أمنية لها علاقة بالمصلحة العليا للوطن ولكنه قال أيضاً إن أي واحد ممكن أن يكون مخطئاً حتى الأمن. وهذه هي الحقيقة بدقة:
1- وافق مجلس قسم كلية آداب القاهرة ومجلس الكلية ورئيس الجامعة (مفوضاً عنه نائب الرئيس) على حصول خلود صابر، المدرس المساعد بالكلية، على منحة شخصية للحصول على الدكتوراه في علم النفس من جامعة لوفين في بلجيكا، ووافق مجلس الجامعة في 12 أغسطس على منحها إجازة دراسية براتب مع تذكرة سفر مدفوعة من الجامعة. وملأت 4 نسخ من استمارة للجهات الأمنية المختلفة وسافرت.
2- اتصل بها رئيس القسم بعد عدة شهور وأرسل لها خطابا يطلب منها العودة لعدم موافقة الأمن، واتصل بعض الأساتذة برئيس الجامعة طالبين منه التدخل ووعد بالمساعدة في حل الموضوع.
3- بالإضافة إلى موافقة الجامعة يفرّق القانون بوضوح بين البعثات الدراسية الممولة من الدولة، والتى تستلزم موافقة اللجنة التنفيذية للبعثات في وزارة التعليم العالى، وبين الإجازات الدراسية بدون تمويل من الدولة التي ينص القانون على أخذ رأى اللجنة وليس موافقتها. وهذه اللجنة تجتمع مرتين كل عام لدراسة البعثات الدراسية أساساً، وبالتالى طلب عودة خلود ليس له علاقة بالبعثات وإنما فقط بالأمن الذي يعتدى على استقلال الجامعة ولا يريد لخلود صابر أن تأخذ الدكتوراه من جامعة محترمة ضمن أحسن مائة جامعة في العالم بدون مصاريف من الدولة، بينما هي الأولى على دفعتها بتفوق، وذلك فقط لأن خلود شخصية محترمة وشخصية قيادية يحبها زملاؤها وأساتذتها، وهى رفضت بوضوح وصراحة أن تتبع الأمن من قريب أو بعيد، وكانت إحدى الطالبات اللاتى تصدين للإخوان بدافع وطنى وليس لأن الأمن كان عاوز كده. الأمن لا يريد لشخصيات محترمة ووطنية وقيادية أن تصبح عضواً في هيئة التدريس، ويود الأمن أن يكون كل الأساتذة «ناس طيبين» يسمعون الكلام، أو على الأقل ماشيين جنب الحيط، ولو كانوا أمنجية يكتبون تقارير في زملائهم يكون الأمر عظيماً.
4- إذا كان عند الأمن أسباب فليعلنها ويكتبها رسمياً لرئيس جامعة القاهرة. إذا كان هناك خطر على الأمن القومى فليقولوا لنا كيف.
مصر لن تتقدم ومصر لن تكون في أمان ولن يقوى النظام وتزداد شعبيته بدون قيادات وطنية أكاديمية في الجامعات، ونقابات عمال نشطة، واتحادات طلبة، ونقابات مهنية. حينئذ يكون الشعب هو الداعم الكبير للنظام بدلاً من أن يكون في معركة دائمة مع الأمن الذي يجب أن يتفهم أن وظيفته حماية مصر وليس تحطيم كل شىء جيد فيها.
هناك غليان يزداد تدريجياً، وهناك بيان بخصوص هذا الموضوع صدر من شهر وقّع عليه عشرات الأساتذة سوف يزدادون إلى مئات في جامعة القاهرة وغيرها.
لماذا تدفعون الوطن لحافة الهاوية، ولماذا تضعفون شعبية الرئيس بدون داع؟ لماذا تصنعون مشكلة جديدة لرئيس جامعة عنده المئات من المشاكل؟
حضرات المسؤولين عن الأمن، إما أن تعلنوا السبب موثقاً أو تسحبوا خطابكم. نحن نريد العدل ولن نسكت.
قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك.
*ينشر هذا المقال بالتزامن في جريدة المصري اليوم وبوابة العين الالكترونية*
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة