100 جرافة ومليار دولار.. أدوات الاحتلال لمواجهة أنفاق غزة
دعوات لحرب استباقية تستهدف تدمير الأنفاق، ومسؤول إسرائيلي كبير يرفض استبعاد ذلك الاحتمال
فيما يشاهد الفلسطينيون عددًا محدودًا من آليات الاحتلال الكبيرة تعمل على البحث عن أنفاق المقاومة على طول الحدود مع غزة، كشف مسؤول إسرائيلي كبير أن 100 جرافة تعمل فعليًّا على البحث عنها، فيما خصص ما يقارب من مليار دولار لمواجهتها عبر 400 فكرة مختلفة، وأشعلت "هواجس الأنفاق" جدلًا صاخبًا في المجلس الوزراء الأمني المصغر "كابينت" بين مؤيد ومعارض لشن حرب جديدة لتدميرها.
وقال قائد هيئة الأركان العسكرية الإسرائيلية غادي ايزنكوت، اليوم الثلاثاء: إن 100 جرافة عسكرية تبحث عن الأنفاق علي امتداد السياج الفاصل مع قطاع غزة.
ولم يستبعد المسؤول الإسرائيلي توجيه ضربة استباقية لأنفاق غزة قائلًا :" هذه المسألة تُبحث في الهيئات المناسبة لذلك وليس هنا".
بينيت مسعّر حرب
تصريحات ايزنكوت جاءت بعد ساعات من الخلاف الحاد الذي برز داخل المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية بشأن أنفاق "حماس" في قطاع غزة، التي كشف أن إسرائيل، أنفقت نحو 900 مليون دولار لمواجهتها.
وقال المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" باراك رابيد، إن الخلاف نشب بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير التعليم نفتالي بينيت، الذي قدم اقتراحًا للقيام بعملية عسكرية استباقية لمهاجمة أنفاق غزة، بينما واجه هذا الاقتراح معارضة نتنياهو وباقي الوزراء. وطالبت أوساط مقربة من وزير الجيش موشيه يعالون بعض أعضاء المجلس الوزاري بأن لا يدلوا بتصريحات "صبيانية"، وأن يتحلوا بقدر أكبر من المسؤولية.
الثرثرة في مواضيع حساسة
من جهته نقل مراسل موقع "ويلا" العبري أمير تيفون عن نتنياهو اتهامه بعض الوزراء بـالثرثرة في مواضيع حساسة؛ لأن الحكومة لا تتداول نقاشاتها الجارية في المجلس الوزاري، وما يقدمه الجيش "الإسرائيلي" من خطط عسكرية في وسائل الإعلام".
أما مراسلة صحيفة "معاريف" دانة سومبيرغ فقالت: إن الخلاف داخل الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع "أنفاق حماس" يوسع الشرخ القائم عمليًّا بين وزرائها، مشيرة إلى أن نتنياهو ويعالون طالبا الوزير بينيت بمزيد من العقلانية في التعامل مع الأنفاق، واعتبرا أن مهاجمتها تساوي مهاجمة الترسانة الصاروخية التي يمتلكها حزب الله، أو الذهاب إلى مهاجمة منشآت المشروع النووي الإيراني.
حلول تقنية
وبعد أن هدأ الحديث عن الأنفاق لبعض الوقت في وسائل الإعلام الإسرائيلية عاد للواجهة من جديد بقوة، فقد كشف المراسل العسكري في موقع "ويللا" الإخباري أمير بوخبوط أن الجيش الإسرائيلي بصدد فحص حل تقني جديد للعثور على الأنفاق على حدود قطاع غزة، وهو حل تم اختياره من بين أربعمائة فكرة طرحتها الأروقة العسكرية.
وقال إن "إسرائيل" أنفقت حتى اليوم قرابة ثلاثة مليارات شيكل (770 مليون دولار) لإيجاد حل لمشكلة أنفاق حماس باستثناء 120 مليون دولار، التي قدمتها الولايات المتحدة لمساعدة "إسرائيل" بهذا الخصوص. وأضاف أن وزير الجيش يعلون يجري نقاشات جادة بمشاركة أوساط أمنية إسرائيلية وجهات بحثية من أجل تعقب آخر الجهود لمعالجة تهديد الأنفاق. كما أعدت حكومة إسرائيل طواقم بحثية للتباحث مع نظيراتها في الخارج، والاستفادة من جهودها في مواجهة تهديدات مشابهة للأنفاق.
وكشفت القناة العبرية الأولى أن جيش الاحتلال يخصص جزءًا مهمًا من إمكانياته وقدراته في اتجاهين، أولهما تطوير سبل الكشف عن الأنفاق، وثانيهما إجراء التدريبات ووضع الخطط لتطوير مبادئ القتال وجزء من البنية التنظيمية للجيش لمواجهة خطرها في أي مواجهة مقبلة مع المقاومة. ويشير تقرير للقناة العبرية الأولى إلى عدة طرق ووسائل تم فحصها من قبل جيش الاحتلال منذ عام 2005 للعثور على الأنفاق، ومن بينها حفار يسمى "16____60" بإمكانه حفر حوالي 500 متر إلى 1000 متر بشكل أفقي يوميًّا، وكان يفترض بهذه الآلة أن تكشف عن الانفاق على عمق 15 مترًا، ولكن ذلك لم يتحقق. فيما كشفت القناة العبرية الثانية عن منظومة جديدة سيتم تطويرها وتركيبها على حدود قطاع غزة مع الأراضي المحتلة بطول 65 كم، كما وسيتم وضع مجسات وأنظمة خاصة عليها تقارب تكلفتها 2.5 مليار شيكل، وأطلقت عليها اسم (زوهر هدروم). الحرب الاستباقية لن تحل المعضلة وأقر الكاتب الإسرائيلي يعقول عميدور أن الحرب الاستباقية لن تقضي على معضلة .
وقال: "مسألة الحرب الاستباقية ليست مسألة جديدة. فهي تحلق في فضاء عملية اتخاذ القرارات في إسرائيل تقريبًا منذ إقامتها".
وأضاف "نفرض أن الجيش الإسرائيلي مستعد الآن بصورة أفضل للتعامل مع الأنفاق، ولكن لنفرض أيضًا بنفس القدرة من التأكد أن العدو في القطاع تحسن وحصل على قدرات إضافية، في الأساس في مجال إطلاق الصواريخ وفي الدفاع عن الخط الاول، خط مداخل الأنفاق الهجومية"، مشيرًا إلى أن "النتيجة هي أن عملية لتدمير الانفاق سينظر إليها من جوانب كثيرة كعملية "جرف صامد" الحرب الأخيرة التي شنت على غزة 2014.
وتابع "حتى إذا تم تدمير كل الأنفاق بصورة كاملة بفضل الوسائل التي طورها الجيش الإسرائيلي منذ الحرب السابقة (كان هذا افتراضًا لغرض النقاش) فإنه من المعقول أنه في أعقاب هذه العملية يمكن لحماس أن تقوم بحفر، حتى لو كان ذلك ببطء أكثر، أنفاق أخرى.
وكان ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قد قال قبل أسبوع: إن حركة حماس انتهت من إعادة تأهيل الأنفاق، ولكنه رفض الإجابة على سؤال من قبل سكان البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة والمتمثل؛ هل تجاوزت حماس في عمليات الحفر الحدود ووصلت المناطق الإسرائيلية أم لا؟
بدوره، قال رئيس التجمع الإقليمي "اشكول" للقناة العاشرة، تعقيبًا على ما ذكر من عمليات حفر وتأهيل الأنفاق: إنه يتوجب العمل اليوم من قبل الحكومة لمواجهة هذا التهديد، وعلى رئيس الوزراء ووزير المالية الإسرائيلي اليوم التعامل مع هذه الثغرة، بدلًا من القول لاحقًا كان يجب التعامل مع خطر الأنفاق قبل وقوعه.
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4zOCA= جزيرة ام اند امز