11 عامًا على اغتيال الحريري.. الوصاية السورية تصبح "مقنعة"
كان اغتيال رئيس الوزراء اللبناني البارز حدثا مزلزلًا .. بوابة "العين" ترصد أهم التطورات منذ ذلك الوقت
11 عاماً على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتغير لبنان كثيراً. فقد تزامن الاغتيال مع ولادة فريق 14 آذار/مارس واستولد اصطفافاً آخر يقابله وهو 8 آذار/مارس. والآن هناك انفراط عقدي على 8 و14 آذار/مارس بعد أن اختلطت الأوراق.
بعد 11 عاماً على الاغتيال ماذا تغير؟ وأين أصبح حلم رفيق الحريري؟ وهل من نفذ هذه الجريمة تمكن من تحقيق أهدافه أم فشل؟
يعتبر النائب في حزب الكتائب فادي الهبر أن أبرز ما تحقق بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري هو أن السوريين انسحبوا وأصبحنا أمام وصاية حزب الله وهي وصاية سورية مقنعة، وهي بشكل أو بآخر على المستوى السوري أنجح من الوجود السوري بحد ذاته لأن حزب الله مكون أساسي في البلد.
على مستوى السيادة في المشهد، لبنان ليس خاضعاً لجيش احتلال إنما هو ممسوك بسلطة حزب الله وهي سلطة سياسية ووطنية داخل الدولة وسلطة عسكرية.
وعما إذا كان من اغتال رفيق الحريري قد حقق أهدافه يرى الهبر أن الاغتيال شكل حالة عدم توازن في البلد وحالة إمساك من قبل طائفة في البلد أو من قبل حزب في البلد ومشروع إقليمي يضع يده على لبنان وعلى سوريا وعلى العراق.
من جهته، يرى النائب السابق في تيار المستقبل مصطفى علوش أنه بعد 11 عاماً تبين أن اغتيال الحريري كان إحدى المحطات الكبرى، والتداعيات السلبية للاغتيال كانت واضحة سواء في لبنان أو سورية والمبدأ الأساسي أن هذه القضية هي مرتبطة بمشروع وهو ولاية الفقيه، مضيفا أن لبنان استطاع جزئياً أن يحقق أهدافه بحيث أخرج القوات السورية من البلاد، غير أن مشروعا جديدا وهو مشروع ولاية الفقيه أو ما يسمي الهلال الشيعي احتل عمليا مكان المشروع السوري، لكن هذا المشروع في تراجع في كل المناطق ما عدا لبنان، وقالي إنه من المرجح أن يقوم حزب الله في وقت قريب بمحاولة تغيير المنظومة القائمة في لبنان.
ويرى مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد الركن المتقاعد وهبـي قاطيشة أن أبرز تداعيات اغتيال الرئيس الحريري كان الانسحاب السوري من لبنان بحيث أصبح لدى اللبنانيين وعي أكثر وأصبحوا يؤمنون بالحرية والسيادة والاستقلال، وأصبح بإمكان الأحزاب أن تعبر عما تريد بعكس ما كان إبان الاحتلال السوري، حتى أن القضية اللبنانية وضعت على السكة من جديد بعد أن كان النظام السوري مستحوذاً على كل شيء.
ويشير قاطيشة إلى أن من ارتكب هذه الجريمة فشل في تحقيق أهدافه لأنه أخرج لبنان من السيطرة السورية، بدل أن يبقى حاكماً للبنان أصبح في الخارج.
هذا إضافة إلى أنه أصبح لدينا مناصفة في الحكم بين فريقي 8 و14 آذار/مارس بعد أن كان حزب الله هو المسيطر على كل شيء قبل اغتيال الرئيس الحريري.
أما مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس فيرى أنه تغير الكثير في الساحة المحلية اللبنانية وخاصة على صعيد المنطقة العربية ككل بعد استشهاد الرئيس الحريري. هذا الحدث كان بمثابة زلزال بحيث فتح التطورات على اتجاهات بغاية الخطورة وللأسف كرس حالة الانقسام الداخلي في لبنان وقطع الكثير من قنوات الحوار التي كان الرئيس الحريري يحرص على الحفاظ عليها والقيام بها لحماية الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، وبالتالي مع غياب الرئيس الحريري أصبح البلد أقل قابلية لحماية ذاته وأكثر قابلية لأن يدخل في مناخات من التوتر وهناك المزيد من المحطات التي أكدت هذا الاتجاه.
من اغتال الرئيس الحريري إلى حد ما نجح في تحقيق مشروعه من خلال تكريس التوتر بين اللبنانيين ونجح في تغييب صوت الاعتدال وصوت الحوار الذي كان يجسده الرئيس رفيق الحريري، وبالتالي نجح أيضاً في أن يكون لبنان أقل استقراراً عما كان عليه بالإضافة إلى الشق الاقتصادي الذي تدهور بشكل كبير بعد رحيل الرئيس الحريري، علماً أننا في محطات سابقة لم نكن نتفق معه في كل السياسات الاقتصادية. ولكنه على الأقل كان يقود مشروعاً اقتصادياً ويملك رؤية اقتصادية شاملة للنهوض بلبنان.