مسؤولون فلسطينيون يعربون عن قلقهم من ارتفاع أعداد مقتحمي المسجد الأقصى من المستوطنين، محملين حكومة إسرائيل المسؤولية عن مخططاتهم
أبدى عدد من المسؤولين الفلسطينيين قلقهم من ارتفاع أعداد مقتحمي المسجد الأقصى من المستوطنين المتطرفين، وفي الوقت الذي حملوا فيه الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن مخططات المستوطنين، دعوا المقدسيين إلى تكثيف حضورهم للأقصى للدفاع عنه.
وبخلاف الأيام الفائتة، التي يتراوح فيها عدد المقتحمين للأقصى من 25-35 مستوطناً، فإن ضعف هذا العدد اقتحم المسجد الأقصى خلال فترتي الاقتحام صباح اليوم الثلاثاء ومساء، من جهة بابة المغاربة، بحراسة مشددة من قبل العشرات من عناصر جنود الاحتلال الإسرائيلي.
وقال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، إن 70 مستوطناً متطرفاً اقتحموا الأقصى حتى منتصف اليوم، وهم ضعف الأعداد التي تقتحم الأقصى يومياً منذ فترة طويلة.
وأضاف الكسواني لـ"بوابة العين"، أنه "لم يسبق للمستوطنين اقتحام المسجد بهذه الأعداد في غير أيام مناسبتهم الدينية، وهو تغيير يقلقنا في دائرة الأوقاف الإسلامية وفي إدارة المسجد الأقصى".
وكان حوالي 130 مستوطناً اقتحموا الأقصى يوم الأربعاء الماضي، في واحد من أكثر الأيام التي يشهد فيها الأقصى أعداد مقتحمين كبيرة منذ فترة طويلة.
وأكد مدير الأقصى، أن ارتفاع أعداد المقتحمين المستوطنين للمسجد، يزيد التوتر في الأقصى ومدينة القدس عموماً، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى من وراء المستوطنين في مخططاتهم، إلى مزيد من التوتر في المنطقة، مما يتنافى مع ادعاءاتها بالتهدئة.
إغلاق باب المغاربة
وقال الكسواني: "لا يمكن للتهدئة أن تأتي إلا بعد إغلاق باب المغاربة، وعودة السياحة إلى سيادة الأوقاف الإسلامية، ووقف المستوطنين عن استفزازاتهم اليومية التي يمارسونها داخل الأقصى بحماية شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة وعناصر المخابرات".
وفي المقابل، فإن قوات الاحتلال تفرض قيودًا مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين إلى الأقصى، بحسب الكسواني، الذي أوضح أن هناك تشديدات كبيرة على مداخل وبوابات الأقصى، من خلال الحواجز الحديدية، ومنع 65 مصلياً من دخول المسجد، وإبعاد العشرات عن المسجد ومحيطه".
وقال مدير دائرة الأملاك الوقفية في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، ناجح بكيرات، لـ"بوابة العين" إن "ارتفاع أعداد مقتحمي الأقصى من المستوطنين، جاء عقب سلسلة خطوات أمنية اتخذتها قوات الشرطة والمخابرات ضد الفلسطينيين المدافعين عن الأقصى".
وأكد بكيرات، الذي أبعد في وقت سابق لستة أشهر عن الأقصى بقرار من شرطة الاحتلال، أن حكومة نتنياهو تعمل على تهيئة المسجد لجماعات المستوطنين المتطرفين، لتسمح لهم باقتحام المسجد بـ"حرية وأمان".
ولفت إلى ارتفاع وتيرة عمل الجماعات اليهودية المتطرفة على تهويد الأقصى ومحيطه، بدعم غير مسبوق من حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، مشيراً إلى سلسلة قراراتها التي اتخذتها مؤخراً لصالح تهويد الأقصى ومحيطه.
تثبيت التقسيم
واعتبر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني المستقل جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن اقتحامات المستوطنين للأقصى بأعداد كبيرة، هي "محاولات متكررة لتثبيت عملية الاقتحام اليومي وصولاً لتقسيمه الزماني والمكاني".
وشدد الخضري، في بيان صحفي، على أن تصاعد هذه الاقتحامات وثباتها بشكل يومي يأخذ منحى خطير في ظل محاولات تشديد الخناق حول القدس والمسجد الأقصى.
وقال إن "الوضع في القدس من الاقتحامات وملاحقة المرابطين والمرابطات ومنعهم من الصلاة في الأقصى وإبعادهم عنه، والاستيطان والاستيلاء على المنازل، وعمليات القتل الميدانية، تهدف لفرض أمر واقع".
وأكد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن "الأقصى يحتاج أيضاً موقفاً عربياً وإسلامياً ودولياً أكثر قوة، وتشكيل قوة ضاغطة لإنهاء الاحتلال غير الشرعي للأرض الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".