مصر : من السابق لأوانه إصدار أحكام بشأن مقتل " ريجينى "
الخارجية : توجيه الاتهام للسلطات في غياب دليل يأتي بنتائج عكسية
مصر ترفض بشدة اتهامات أكاديميين إيطاليين بشأن مقتل شاب إيطالي في القاهرة بعد العثور على آثار تعذيب على جثمانه
رفضت مصر استباق الجانب الإيطالي لنتائج التحقيقات الجنائية التي تجرى في القاهرة بمشاركة وفد أمنى إيطالي في حادث مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجينى الذى عثر على جثته ملقاة على أحد الطرق الصحراوية غربي القاهرة، قبل أيام .
وكانت إيطاليا قد حذرت الاثنين مصر من أنها لن تسمح بإخفاء ملابسات مقتل طالب الدكتوراه الإيطالي في جامعة كامبريدج جوليو ريجيني، بعد العثور عليه مقتولا في القاهرة وعلى جثته آثار تعذيب.
وكان عدد من الأكاديميين الإيطاليين قد تقدموا بخطاب نشرته صحيفة " الجاريان " البريطانية الثلاثاء يزعم قيام السلطات المصرية باعتقال الطالب الِإيطالي .
وردا على الخطاب المقدم من الأكاديميين الإيطاليين قالت وزارة الخارجية المصرية إنه على الرغم من تفهم الجانب المصري " للصدمة الشديدة والحزن العميق" على مقتل "ريجينى" لكن من السابق لأوانه أن يتم إصدار أحكام بشأن نتائج التحقيقات الجنائية الرسمية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبوزيد إن "مصر ملتزمة بإجراء تحقيق شامل ونزيه، وذلك بالتعاون الكامل مع السلطات الإيطالية"، مؤكدا أن استباق نتائج التحقيق ليس في صالح أحد، لاسيما الضحية وأسرته.
وأكد" أبوزيد " في بيان للوزارة وصل "بوابة العين" نسخة منه أن محاولات توجيه الاتهام للسلطات المصرية في غياب أي دليل هو أمر يؤدى إلى نتائج عكسية، معبرا عن " اندهاشه بأن تأتي هذه الافتراضات التي لا أساس لها من الأكاديميين الذين ينبغي أن يكونوا في طليعة الملتزمين بمعايير النزاهة، والدقة والمهنية".
وأعرب المتحدث عن رفض وزارة الخارجية المصرية الكامل لما ورد في الخطاب من مزاعم بشأن الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء في مصر، معتبراً أن ذلك يتضمن " تشويها تاما للوضع على الأرض ويشكل تعميما بناء على شائعات وتشويهات متعمدة من قبل من يسعون لاستعادة موطئ قدم لهم في مصر بعد أن رفضهم الشعب" في إشارة إلى جماعة الإخوان الإرهابية.
وأكد أبو زيد أن المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر قد أوضح في سلسلة من التقارير الإعلامية أن الغالبية العظمى من حالات الاختفاء المزعومة لا أساس لها من الصحة بعد أن تم التحقيق بها، وأن السلطات تتعاون بشكل كامل مع المجلس للنظر في هذه الحالات.
وجدد تأكيده على إعلان القيادة المصرية على أعلى مستوياتها الالتزام بمحاسبة من يثبت تورطه في التعذيب، وأن الفترة الحالية تشهد عددا من المحاكمات الهامة في هذا الصدد.
وأضاف أبو زيد أن مصر لا تقبل التساهل مع حالات التعذيب، التي لا تزال "حوادث فردية " يتم مواجهتها بحزم، مشيرا إلى أن الدستور المصري يحظر التعذيب بجميع أشكاله ويعتبره جريمة لا تسقط بالتقادم.
كما قدم تعازيه لعائلة جوليو ريجينى وأحبائه، مؤكدا أن ما حدث له "أمر غير مقبول " بالنسبة لشعب مصر مثلما هو غير مقبول لمن عرفوه وأحبوه، مشدداَ على ضرورة " ترك التحقيق ليأخذ مجراه " حتى يتم تقديم مرتكبي هذه الجريمة البشعة إلى العدالة.
وكان وزير الداخلية المصري مجدى عبد الغفار رفض بشدة الاثنين الاتهامات التي استهدفت قوات الأمن المصرية في مقتل الطالب الإيطالي ريجيني الذي فقد أثره في 25 يناير/ كانون الثاني وعثر على جثته بعد عشرة أيام وهي تحمل آثار تعذيب.
ونفى عبد الغفار أن تكون الشرطة المصرية قد اعتقلت الطالب الإيطالي (28 عاما) وقال إن "هناك العديد من الشائعات التي تقول إن جهاز الأمن وراء هذا الحادث، هذا الاتهام مرفوض، الجهاز الأمني لم يسبق أن نسب إليه أمر كهذا".
وكان ريجيني يعد في مصر أطروحة دكتوراه حول الحركات العمالية. وتبين بعد مقتله أنه كان يكتب أيضا تحت اسم مستعار، لصحيفة "ايل مانيفستو" الشيوعية.
وأظهر تشريح إيطالي للجثة في أعقاب وصول جثمانه نهاية الأسبوع الماضي إلى روما، أنه قتل إثر تعرضه لضربة قوية في أسفل جمجمته وإصابته بكسور عدة في كافة أنحاء جسمه.
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuNTIg جزيرة ام اند امز