روسيا تقترح وقفًا لإطلاق النار بسوريا في مارس وسط ضغوط دولية
مطالبات بوقف القصف على حلب والسماح لدخول المساعدات
القوى العالمية تضغط على روسيا لوقف القصف حول حلب دعمًا لهجوم القوات الحكومية السورية لاستعادة المدينة.
ضغطت القوى العالمية على روسيا لوقف القصف حول حلب دعما لهجوم القوات الحكومية السورية لاستعادة المدينة، وقال دبلوماسي غربي، إن موسكو قدمت اقتراحًا يقضي بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غضون 3 أسابيع.
وأضاف المسئول الغربي أن روسيا قدمت اقتراحًا لبدء وقف إطلاق النار في سوريا في الأول من مارس/آذار، لكن المسئول قال إنه لم يتم التوصل لاتفاق على العرض الروسي حتى الآن.
وأشار المسئول إلى أن الولايات المتحدة لديها بواعث قلق تجاه بعض عناصر الاقتراح الروسي.
ويسعى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ونقل المزيد من المساعدات الإنسانية إلى حلب؛ حيث أصبحت المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة معزولة، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن كارثة إنسانية جديدة قد تكون في الطريق.
ويأمل كيري في التوصل إلى اتفاق خلال اجتماع يعقد في ميونيخ، يوم الخميس، بين روسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران وقوى أخرى في محاولة لإحياء مفاوضات السلام التي تعثرت في وقت سابق هذا الشهر.
وقال مبعوث لوزارة الخارجية الأمريكية للكونجرس إن الولايات المتحدة تحتاج إلى النظر في خيارات في حالة فشل المساعي الدبلوماسية.
وردًّا على سؤال حول أقرب موعد محتمل لوقف إطلاق النار قال دبلوماسي روسي طلب عدم الكشف عن اسمه "ربما في مارس .. أعتقد ذلك."
وخلال اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي الذي يضم 15 عضوًا، يوم الأربعاء، ضغط عدة أعضاء على روسيا لإنهاء قصف حلب قريبا.
وقال جيرارد فان بوهيمان سفير نيوزيلندا لدى الأمم المتحدة، للصحفيين عقب إفادة قدمها ستيفن أوبرين مسئول عمليات المساعدات بالأمم المتحدة: إن "الضربات الجوية الروسية سبب مباشر لهذه الأزمة حول حلب"، وعقد الاجتماع بطلب من نيوزيلندا وإسبانيا.
ووصف فان بوهيمان الوضع في حلب بأنه "أشد الأوضاع مأساوية وصدمة حاليًّا أمام المجلس"، وقال إنه لم يندهش لمحاولة تشوركين "صرف الانتباه عن ذلك".
ماثيو ريكروفت سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة، قال من جانبه، إنه يأمل أن تقدم روسيا "أفكارًا ملموسة" في اجتماع ميونيخ تفضي إلى وقف إطلاق النار في سوريا والسماح بدخول مساعدات إنسانية.
في المقابل، قال فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، إن الضربات الجوية الروسية تتم "بطريقة شفافة".
وأضاف أن بعض أعضاء المجلس "تجاوزوا الحد" باستغلالهم القضايا الإنسانية لأغراض سياسية، مشيرًا إلى أن روسيا تناقش مع الولايات المتحدة وقفًا محتملًا لإطلاق النار والقضايا الإنسانية في سوريا، لكنه لم يذكر تفاصيل.
على صعيد متصل، قالت وكالة الإعلام الروسية نقلًا عن يوري أوشاكوف المساعد بالكرملين، يوم الأربعاء، إن العاهل السعودي الملك سلمان يعتزم زيارة موسكو في منتصف مارس/آذار.
نقص الغذاء والمياه:
إنسانيًّا، قال عمال إغاثة، يوم الأربعاء، إن إمدادات المياه إلى حلب التي لا يزال يعيش فيها مليونا شخص لم تعد تعمل، في وقت أشار فيه مسئولون سوريون إلى عدم وجود خطط لتقليص حدة القتال.
وقال مصدر عسكري سوري، يوم الأربعاء، إن المعركة من أجل حلب -وهي جائزة كبرى في الحرب التي حصدت أرواح ربع مليون شخص- ستتواصل في كل الاتجاهات.
ولفت وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إلى أن الحكومة تتوقع معركة قاسية، لكنها قصيرة نسبيًّا لإعادة المدينة لسيطرة الدولة.
يأتي ذلك في وقت يقول فيه أطباء يعملون على جانبي الحدود السورية التركية، إنهم يستقبلون أعدادًا كبيرة من الجرحى بسبب الغارات الجوية التي تقول موسكو إنها لا تستهدف سوى الجماعات المتطرفة، بينما تقول دول غربية إنها سببت خسائر واسعة بين المدنيين.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنها لا تستطيع تقديم المياه إلى حلب؛ لأن شبكة المياه بالمدينة لم تعد تعمل، مشيرة إلى انقطاع بعض الطرق التي تمر عبرها المساعدات.
وقالت ماريان جاسر رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا في بيان من حلب: "درجات الحرارة منخفضة للغاية، وبدون إمدادات مناسبة من الطعام والمياه والمأوى يحاول النازحون العيش في ظروف محفوفة بالمخاطر."
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم الأربعاء، أن 500 شخص على الأقل قتلوا من جميع الأطراف خلال المعارك بمحافظة حلب منذ بداية هجوم للجيش السوري والقوات المتحالفة معه في أوائل فبراير/شباط.