الشباب يحمِلون همَّ وطنهم ويجودون بالنفسِ والنَّفيسِ في سبيل تحقيق رِفعَته، وإن المصالِحَ والخيرات لا تُنالُ إلا بحظٍّ من المشقَّة
الحمد لله الذي وهبنا الأمن والأمان في وطننا، الحمد لله الذي جعل الشعب والحكام أخوة، الحمد لله الذي رزقنا حكاما أكارم، الحمد لله الذي أسكن الراحة في قلوبنا، وجعل في الوطن رزقنا وسعينا، الحمد لله الذي نصرنا على من عادانا، الحمد لله الذي أيد جندنا ورفع راية الحق بأيديهم، الحمد لله الذي أخزى الإرهاب وأهله، الحمد لله الذي جعل الأوطان تنهض بشبابها المدافعين عنها، والذين يسهرون في الذود عنها، الحمد لله على نعمة دولة الإمارات العربية المتحدة.
أطلق سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مبادرة استغرب منها من حولنا وتعجب البعض الآخر، ونحن زدنا فخرا وعزا بذلك، فهذا ليس بجديد وغريب على قادتنا، فهم لا يعرفون المستحيل، ودائما ما يطمحون للرقم واحد.
مبادرة أشرك فيها الشباب تعزيزا لطموحاتهم، وحفظا لقدراتهم وطاقاتهم، حتى يساعدوا ويساندوا في خدمة الوطن ورد الجميل، وهذا قليل في حقه، فالوطن دم يسري في عروق من أحبه وسعى لرفعته وعزته وشموخه.
فالشباب على العهد ماضون، وبالفخر والعزة نجدد عظيم الولاء والانتماء لوطن الخير والنقاء، ما أجمل الوطن وخدمة أرضه وقيادته وشعبه، نحن معاهدين الله ثم الوطن وقائدنا خليفة، باتجاه ترسيخ الهوية الوطنية بكل ثبات وقوة.
والشباب هم عماد الأمة وهم جيل المستقبل، منهم تبنى الأوطان، ومنهم ترتقي الأفكار وتزدهر بعقولهم الطرق والسبل للازدهار والتطور، فكل من عمل وتعلم سعى جاهدا للحفاظ على الأواصر الوطنية والذود عن حياض الوطن.
إن الشباب يحمِلون همَّ وطنهم ويجودون بالنفسِ والنَّفيسِ في سبيل تحصيلِ غاياته، وتحقيق رِفعَته، وأن المصالِحَ والخيرات لا تُنالُ إلا بحظٍّ من المشقَّة، ولا يُعبَرُ إليها إلا على جسرٍ من التَّعَب، ومن أراد العلوَّ لوطنه لم يلتفِت إلى لومِ لائِمٍ، ولا شامت، ومضَى يكدَحُ ساعِيًا لرفعة وطنه.
إن طريقَ النجاح والسعي لنفع هذه البلاد الطيبة ليس مفروشًا بالورود والرَّياحين، ويحتاجُ إلى تعبٍ وإلى بذلٍ لإدراكِه، وإذا ذاقَ الإنسانُ طعمَ النجاح هانَت عليه كلُّ لحظةِ تعبٍ أمضاهَا في طريقِه، حتى يكون ذلك التعبُ أشهَى من النفس، وهذه سُنَّةُ الله في الحياة.
وكان للشباب قدوة في الفكر والحكمة ومضوا عليها وتعلموا منها، فالشيخ زايد –رحمه الله– له عقل متزن وحكمة متزنة دون الرجوع إلى أوراق مكتوبة، أو سطور مسطرة بحبر، بل كان كلامه متزنا وحكيما، حل بعقله، بدأ بالسلم وجعله عنوان لسياسته، كان والدا حنونا على شعبه، وقائدا حازما في مواجهة فتن الزمن.
فالشباب ثمرة وثروة ثمينة، لهم من العقول ما تنير الأذهان، وتزهر الأفكار، وتزيد من التطور، يستثمرها القادة الحكماء كحكماء الإمارات، الذين بحثوا في شتى الطرق للوصول إلى الأمن والأمان وراحة المواطن الذي ننعم به في وطننا الكريم.
فمهما كتبت الأقلام وسطرت الأحبار على الأوراق، ومهما تنطقت الألسن، لم ولن نقدر على رد الجميل لوطن حفظ ما عليه بفضل الله تعالى، وبرؤية حكيمة من قادتنا وولاة أمرنا، حفظ الله وطننا وقادتنا وشبابنا.
وآخر ما أقول.. رفعتم رؤوسنا يا قادتنا.. يا عسى أعماركم مديدة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة