ناجية من أحداث باريس: ظننت دخول الإرهابيين جزء من العرض المسرحي
طالبة جامعية تروي أحداث هجمات باريس الارهابية
مثلت دور المتوفية ليتركها المسلحون ولم تتحرك لساعة كاملة
روت طالبة جامعية عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ما عاصرته من مشاعر وأحداث مروعة أثناء هجمات باريس الإرهابية التي وقعت مساء يوم الجمعة الماضي، عندما باغتها مجموعة من الرجال الملثمين والمسلحين بأسلحة كلاشنكوف قاعة الحفلات الموسيقية في باتاكلان في باريس، والتي أدت لسقوط العشرات من الضحايا.
استطاعت الطالبة ايزوبل بودراي ( ٢٢عامًا ) من جنوب أفريقيا، أن تنجو من موت محقق بعد الاعتداءات الارهابية المروعة التي طالت العاصمة الفرنسية باريس مساء يوم الجمعة الماضي، وشاركت على حسابها الخاص في فيسبوك بعض المنشورات التي حاولت من خلالها رصد بشاعة وهول الأحداث مصحوبة بصورة لقميصها الملطخ بالدماء، الذي كانت ترتديه في تلك الليلة المشؤومة في قاعة الحفلات الموسيقية، بحسب ما ورد عن صحيفة الدايلي ميل البريطانية.
و تستذكر الطالبة بودراي بداية الحادثة التي تقشعر لها اﻷبدان على حد وصفها، فتقول : "في البداية ظنت أن المسلحين كانوا مجرد جزء العرض المسرحي "The Eagles of Death Metal show' النسور معدن الموت"، حتى بدؤوا تلك المجموعة الإرهابية بإطلاق النار على الحشود، مما أسفر عن مقتل ٨٠ شخصًا من الموجودين، و بدأت حمامات الدماء تملؤ المكان الذي تحول من قاعة موسيقية مليئة بالرقص والبهجة والفرح إلى صرخات ونوبات من البكاء والذعر التي أطلقها الرجال، وهم يجملون جثث أصدقائهم وذويهم، كل ذلك كان أمام عيني"، بحسب ما نشرته بودراي على حسابها في فيسبوك.
وتروي الطالبة بودراي الحادثة فتقول: " تمكنت من تمثيل دور المتوفية، فاستلقيت أرضًا وسط من سقطوا قتلى، وقمت بحبس أنفاسي لمدة ساعة تقريبًا، وبدون حراك، و كأني أنتظر اللحظة التي سيضع فيها المسلحون حدًّا لحياتي، وبدأت أتخيل وأتذكر كل الوجوه التي أعرفها وأهمس لهم بعبارات الحب والوداع، بعد أن بعدت مسافات عن صديقي الذي اعتقدت أنه أصبح في عداد القتلى، لحظات مؤلمة واجهت فيها الموت بعيني".
وتوجهت طالبة جامعة كيب تاون تاون الأفريقية، بالشكر والتقدير وكلمات المحبة، لكل من ساعدها على الفرار والفلات من مصيرها البائس الذي كان يتنظرها لولا مساعدتهم، والتي بفضلها كتبت لها الحياة من جديد، مما جعلها تعتقد أنة مازال هناك في العالم أشخاص مسالمين وأبطال حقيقين، على حد تعبيرها.
و كان رنين الهواتف النقالة متزامن ومتبوع مع صوت إطلاق شظايا النار والرصاص، والتي كانت بمعدل كل ١٥ ثانية، بحسب رواية أحد الشهود الناجين فيليب ( ٣٥ عامًا) نقلاً عن كالة فرانس برس الفرنسية.
وكان أحد منفذي الهجمات الإرهابية يبدو شابًا بلحية صغيرة نوعًا ما، أما الآخرين فكانوا صلع ويرتدون نظارات طبية صغيرة مع لحية شقراء صغيرة وكانوا يرتدون سترة واقية من الرصاص أو حزام ناسف، بحسب ما قالة أحد الشهود ويدعى لويك ويلس.
يذكر أن حصيلة الهجمات الإرهابية المتزامنة في العاصمة الفرنسية باريس ارتفعت إلى أكثر من ١٢٠ قتيلًا، فيما أصيب العشرات يوم الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني، بحسب وسائل الإعلام الفرنسية.
aXA6IDE4LjIyMS4xNzUuNDgg جزيرة ام اند امز