روسيا تحذر من "حرب طويلة" بسوريا.. وتركيا تواصل قصف حلب
تركيا تواصل استهدافها لمناطق تحت سيطرة الأكراد بحلب، في حين نددت دمشق بذلك متهمة أنقرة بإدخال مقاتلين أتراك وغير أتراك لتلك المنطقة
واصلت تركيا استهدافها لمناطق واقعة تحت سيطرة الأكراد في محافظة حلب بشمال سوريا، في حين نددت دمشق بذلك متهمة أنقرة بإدخال مقاتلين أتراك وغير أتراك إلى المنطقة المذكورة، فيما حذرت روسيا من أن أي عملية برية في سوريا ستقود إلى حرب طويلة.
وأسفر القصف المدفعي التركي عن مقتل مقاتلين اثنين وإصابة سبعة آخرين بجروح من وحدات حماية الشعب الكردية وجيش الثوار، وهما فصيلان منضويان في قوات سوريا الديمقراطية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأدانت دمشق القصف التركي المستمر للأراضي السورية وطالبت الأمم المتحدة بالتحرك لوضع حد لما وصفته بـ"الجرائم التركية".
ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن بيان لوزارة الخارجية الأحد أن "الحكومة السورية تدين بشدة الجرائم والاعتداءات التركية المتكررة على الشعب السوري وعلى حرمة أرض سوريا وسلامتها الإقليمية، وتطالب مجلس الأمن بضرورة اضطلاعه بمسؤوليته في حفظ السلام والأمن الدوليين ووضع حد لجرائم النظام التركي".
وقالت الخارجية إن "12 سيارة مزودة برشاشات توغلت داخل الأراضي السورية قادمة من الأراضي التركية عبر معبر باب السلامة الحدودي (شمال حلب) يصحبها نحو 100 مسلح يعتقد بأن جزءا منهم من القوات التركية والمرتزقة الأتراك".
وأوضحت أن "عمليات الإمداد بالذخائر والأسلحة لا تزال مستمرة عبر معبر باب السلامة الحدودي إلى داخل منطقة أعزاز السورية".
بدوره، أعلن المرصد السوري أن مئات المقاتلين السوريين المدعومين من أنقرة انتقلوا من منطقة ادلب إلى الأراضي التركية ليدخلوا مجددا إلى سوريا عبر معبر باب السلامة للمشاركة في القتال دفاعا عن مدينتي تل رفعت واعزاز.
وأضاف أن "حوالي 350 مقاتلا من فصيل فيلق الشام، المدعوم من أنقرة، دخلوا السبت عبر الحدود التركية إلى مدينتي اعزاز وتل رفعت" أهم معاقل الفصائل الإسلامية والمقاتلة بالإضافة إلى مارع، في ريف حلب الشمالي.
وأشار إلى أن "مقاتلي فيلق الشام دخلوا في موكب عسكري من محافظة ادلب (غرب) عبر معبر اطمة إلى الأراضي التركية ومنها عادوا ودخلوا إلى ريف حلب الشمالي عبر معبر باب السلامة".
وأكدت وكالة الأناضول التركية قصف الجيش التركي لمواقع الأكراد، وأوضحت أن مواقع لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في جوار مدينة اعزاز السورية في محافظة حلب قصفت بقذائف الهاون من الجانب التركي للحدود.
ومساء السبت، وبعد ساعات من إعلان أنقرة استعدادها للتحرك عسكريا ضد المقاتلين الأكراد، بدأت المدفعية التركية قصف مواقع سيطرة هؤلاء في ريف حلب الشمالي.
وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأهم في سوريا، وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردية فرعا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه "إرهابيا" ويشن تمردا منذ عقود ضد الدولة التركية كثفه في الأشهر الأخيرة.
وتخشى تركيا أن تتمكن وحدات حماية الشعب الكردية من السيطرة على كامل الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا.
ويأتي هذا التصعيد بعد ثلاثة أيام من اتفاق توصلت إليه الدول الكبرى في ميونيخ وفي مقدمها الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والسعودية وإيران يقضي بوقف "الأعمال العدائية" خلال أسبوع وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.
ودعا الرئيس الأمريكي باراك اوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى وقف الضربات الجوية التي تستهدف قوات المعارضة السورية المعتدلة التزاما بالاتفاق الدولي المذكور، بحسب ما أفاد البيت الأبيض الأحد.
وفي مكالمة هاتفية مع بوتين السبت، شدد اوباما على أن "من المهم من الآن وصاعدا أن تضطلع روسيا بدور بناء عبر وقف حملتها الجوية ضد قوات المعارضة المعتدلة في سوريا"، وفق ما أورد بيان للرئاسة الأمريكية.
بدورها، دعت وزارة الخارجية الفرنسية الأحد إلى "الوقف الفوري للقصف" في سوريا، سواء القصف التركي للمناطق الكردية، أو قصف قوات النظام وحلفائه في كامل البلاد.
من جهته، انتقد رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لفصائل المعارضة السورية بشدة الأحد الاتفاق بين القوى الكبرى، معتبرا أنه يسمح باستمرار عمليات القصف الروسية.
وكانت تركيا أعربت السبت عن استعدادها للمشاركة في عملية برية إلى جانب السعودية ضد تنظيم "داعش" في سوريا.
وأكدت أن الرياض أرسلت طائرات حربية إلى قاعدة انجرليك التركية، التي تعتبر نقطة رئيسية لعمليات قوات التحالف الدولي.
وأكد مسؤول في وزارة الدفاع السعودية بدوره نشر الرياض طائرات حربية في قاعدة انجرليك بهدف "تكثيف" العمليات ضد تنظيم "داعش".
وفي رد على تلك التصريحات، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف في حديث لمحطة يورونيوز التلفزيونية إن أي عملية برية في سوريا ستقود إلى "حرب شاملة وطويلة".
وتعليقا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه إذا انهارت خطة السلام فسوف تنضم المزيد من القوى الخارجية إلى الصراع، قال ميدفيديف: "هذه كلمات عقيمة، ما كان يجب أن يقول ذلك لسبب بسيط: إذا كان كل ما يريده هو حرب طويلة فيمكنه أن ينفذ عمليات برية وأي شيء آخر. لكن لا يحاول أن يخيف أحدا."
وأضاف: "دعوني أكرر أن لا أحد يرغب في اندلاع حرب جديدة وأن أي عملية برية ستقود إلى حرب شاملة وطويلة".
aXA6IDMuMTM1LjIyMC4yMTkg جزيرة ام اند امز