"الاحتضان" ينقذ 1100 طفل يتيم.. لكن بشروط وضوابط
28 دار رعاية بالأردن تضم 825 طفلا، من بينهم 314 معروفو الأم ومجهولو الأب، و305 ضحايا التفكك الأسري، 169 يتيما، و37 مجهولو الأب والأم.
"لقد خضعت لمجموعة من التحاليل الطبية، التي بينت عدم قدرتي على الإنجاب، وبعد سبع سنوات زواج، أصبح لدينا شغف أن يصبح لدينا طفل نعتني به و ينعش روح المنزل، وعند سماعي عن برنامج الاحتضان التابع لوزارة التنمية الاجتماعية، قررنا أن نتعرف على البرنامج، ومن ثم قدمنا طلبا لاحتضان طفل للمديرية التابعة لمنطقتنا".
هكذا بدأت تروي "ميسون" (وهو اسم غير حقيقي) قصتها هي وزوجها باحتضان الطفل "إياد"، فتقول: "برنامج الاحتضان هو برنامج بديل عن التبني في الإسلام، وأحمد الله عز وجل أننا أقبلنا على مثل هذه الخطوة، بالرغم من أن الاعتراضات الاجتماعية التي واجهتنا ولا تعد ولا تحصى، ولكن بفعل قناعة زوجي تمسك بهذا الطفل ومنحه كل حقوقه الإنسانية".
وتضيف: "عندما قدمنا الطلب كانت هناك مجموعة من الشروط، ويتم متابعة الطفل من قبل لجان من الوزارة، وبعد تقديم الطلب بفترة تم القبول، وأجد أن برنامج الاحتضان، أو البرنامج الآخر المسمى ببرنامج الأسر الراعية البديلة، الهدف منها دمج الطفل بالأسرة بعيداً عن دار الرعاية، فوجود سند أسري سيبني شخصية الطفل بشكل مختلف تماماً، وهذا كله سينعكس على المجتمع".
أما نائلة (وهو اسم غير حقيقي)، فتؤكد أن برنامج الاحتضان غير كل حياتها الزوجية، وأعاد الحياة لها ولزوجها، بعدما فقدا الأمل في وجود طفل يساندهما بحياتهما المستقبلية، وتقول: "سافرنا إلى دول أوروبية للعلاج، لكن كل النتائج كانت سلبية، فالمشكلة موجودة عندي وعند زوجي، ومن هنا أصبح يفكر زوجي كيف سنحسن من نفسيتنا، وقد تعرفنا على البرنامج من خلال إمام المسجد الذي يصلي به زوجي، وبين له أن هذا الأمر سيثاب عليه وأنه جائز شرعاً".
وتضيف: "عندما ذهبنا إلى وزارة التنمية الاجتماعية، بين لنا المختصون أن هناك برنامجان، وكل منهما مختلف عن الآخر، ففي برنامج الاحتضان يكون الطفل غير مثبت النسب، أما برنامج الأسر الراعية البديلة، فيكون الطفل معروف نسبه من ناحية الأم وفي أي لحظة سيعود لأسرته البيولوجية، وفضلنا برنامج الاحتضان، والآن أصبح "زيد" جزءًا من العائلة ولا نستطيع التخلي عنه".
ويقول القاضي الشرعي الدكتور زيد الكيلاني: إن الإسلام حث دوماً على عمل الخير، وعلى التكافل المجتمعي، ويضيف: "الاهتمام بهذه الفئات يأتي من باب الإحسان، وهو واجب على المجتمع، وعلى كل شخص قادر أن يساعدهم بألا يتراجع أبداً، ومن يحتضن أي طفل في أسرته فثوابه عند الله عز وجل ككفالة اليتيم، لكن مع الحرص بأن تلتزم الأسرة المحتضنة للطفل الحرمة الشرعية، بحيث إن كان الطفل المحتضن ذكراً فيتم إرضاعه من سيدة من طرف الزوجة، وأما إذا كانت الطفلة المحتضنة أنثى فيتم إرضاعها من سيدة من طرف الزوج".
ويبين الناطق الإعلامي باسم وزارة التنمية الاجتماعية، الدكتور فواز الرطروط، أن الوزارة توفر برنامج الاحتضان منذ سنة 1969، أما برنامج الأسر الراعية البديلة فتم إطلاقه منذ 2011، ولكل من البرنامجين شروط معينة ولكن يهدفان إلى نفس الجوهر، وهو توفير أسرة للطفل حاضنة تعمل على تأهيله، حتى لا يشعر أنه مختلف عن غيره.
يقول الرطروط: إن من أهم شروط برنامج الاحتضان أن يكون طالب الاحتضان أسرة مكونة من زوجين مسلمين، وأن يكون سبب الاحتضان ناتجا عن عدم قدرة الزوجين أو أحدهما على الإنجاب، ويكون مضى على زواجهما مدة لا تقل عن خمس سنوات، وألا يقل عمر الطفل المراد احتضانه عن خمس سنوات للزوجة التي تجاوزت 45 عاماً، والزوج الذي تجاوز 50 عاماً.
وبالطبع يجب أن توفر الأسرة الحاضنة للطفل كافة أشكال الرعاية المطلوبة، وأن يتمتع الزوجان بأوضاع صحية وجسدية تمكنهما من القدرة على تنشئة الطفل تنشئة سليمة، وأن يكون الطلب موقعاً من الزوجين، وفي حالة الإخلال بالشروط فإن الاحتضان ينتهي ويتم إرجاع الطفل لدار الرعاية.
ويؤكد مدير الأسرة والطفولة في الوزارة، محمود الجبور، أن الإقبال على برنامج الاحتضان آخذ بالتزايد، مما يمنح مؤشرات جيدة عن تغير الفكر المجتمعي، فعدد الأطفال الذين استفادوا من برنامج الاحتضان بلغ أكثر من 1100 طفل، أما فيما يخص برنامج الأسر الراعية البديلة 68 طفلا منذ تأسيس البرنامج.
ويتابع: "بحسب إحصائيات الوزارة لعام 2015، فيبلغ عدد العائلات على قائمة الانتظار 103 عائلة، فأعداد الأطفال الذين تنطبق عليهم شروط الاحتضان قليلة جداً، كونهم من فئة مجهولي الأب والأم، ويبدأ الاحتضان من سن 3 أشهر فأكثر، وحالياً يوجد 825 طفلا في دور الرعاية، من بينهم 314 طفلا معروفو الأم ومجهولو الأب، ضحايا التفكك الأسري (305 أطفال)، فالأيتام (169)، فمجهولو الأب والأم (37) ، ويتوزع هؤلاء الأطفال على 28 دار رعاية حكومية".
aXA6IDE4LjIyNC43My4xMjQg جزيرة ام اند امز