الويل للأعداء، إذا نجح مشروعي في تشكيل (المردحة العربية الكبرى).
لا أعرف اذا ما كنا قد ابتكرنا مرادفات لكلمة (ردح) التي تعلمناها من المسلسلات المصرية، حيث تردح الجاردة لجارتها، ثم صار الردح نشاطا وطنيا عريا يجمعنا معا.
أعجب ما فينا، نحن العرب، أننا لم نتنبه لطاقاتنا الجبارة، واستمر الشعراء في التفاخر بأشياء، كفصاحة اللسان والكرم والشجاعة، وما شابه ذلك من القيم البدوية البائدة، ولم نلحظ قوانا الهائلة في الردح.
نعم، نحن أردح الناس لساناً وأعجب الناس عوداً، فلا معنى لان نفخر بأننا أعرب الناس لساناً، فهذا أمر طبيعي تماماً، أما قصة (انظر الناس...) فهي مجرد فخار أهوج وغير صحيح بالمرة.
وقد أخذت على عاتقي شرف التنظير لوحدة الردح العربي من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.... رداحون صداحون مداحون قداحون، ومع ذلك لا نستفيد من هذه القوى الجبارة التي نستطيع فيها فرض هيبتنا من جديد على العالم.
الإصلاح يبدأ من البيت أولاً، فعلى كل عائلة كريمة أن تتحول إلى (مردحة) ضد العائلات الأخرى، وبالتالي ننجح في تشكيل أول نواة للردح النووي، ثم نبدأ بتشكيل المرادح الأكبر، أي العائلة الكبرى ثم العشيرة ثم الإقليم ثم الأمة بأكملها، ولا ننسى المرادح المتداخلة ضمن تلك التركيبة المبسطة، أقصد مثلاً مردحة القرية، فالمدينة فالمحافظة... أو مردحة المدرسة، فالجامعة فمركز العمل أو مردحة الدين، أو مردحة الحزب، وما شابه ذلك... هذه المرادح تزيد من القوة الإشعاعية للردح النووي.
بعد أن نجمع طاقاتنا الردحية، علينا فوراً تشكيل هيئة الردح النووي، ولجان للتفتيش على المرادح في القوميات الأخرى، حتى لا يتفوق علينا احد في المستقبل، فتنتشر الفوضى في مرادح العالم.
ولا باس أيضاً أن نشكل قوات الردح السريع لقمع أي تحرك مناوئ... إذ تستطيع قوات (الردحنز) الوصول إلى أي مكان بأقل من الوقت المفترض بين ردحتين.
إسرائيل.. ما هي إسرائيل؟ إنني أضحك وأبكي على مصيرها المؤلم والمضحك، بعد أن نؤسس الردحلوجيا العربية، إذ إنها ستغادر فلسطين دون مقاومة، فلا قوة لهم إطلاقاً على مواجهة ردحنا المستتب. حيث يكفي أن نردح عليهم لمدة أسبوع واحد، حتى نشكل تلوثاً صوتياً جباراً يجعل طبلات آذانهم تنوء تحت ضاداتنا ومضاداتنا... فلا يجدون مناصاً.
بعد أن نتخلص من هذا الخنجر المغروز في خاصرة الأمة... أقصد إسرائيل... نرجع إلى أنفسنا ونبدأ بتشكيل المجتمع المدني المرداح، ونبدأ من المدارس حيث نحولها إلى مرادح كبرى، وندرب الأولاد على إنشاد: (يا مرادح يا مرادح، يا ما أكلنا ملبس فاتح) وهكذا، ثم نتحول إلى طرقنا في الرقص والغناء... فتظهر عندنا أغان مثل (بتردحلي على غلطة شهور..) و (ردحني وأنا ردحته) و (يا مرداح المراديح) و(وردحك عادي وإنا ما بحب الردح العادي) وهكذا.
في المستقبل نستطيع الدخول في برنامج ردح النجوم حيث نشكل منظومة صواريخ رادحة قادرة على إبعاد أي مذنب أو كويكب صغير ينوي الردح لمرادحنا الأكبر، كوكب الأرض !!.
الويل للأعداء، إذا نجح مشروعي في تشكيل (المردحة العربية الكبرى).
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة