تعازٍ دولية لمصر في وفاة أول أمين عام "عربي" للأمم المتحدة
إقامة جنازة عسكرية للفقيد ووفد من الأمم المتحدة للتعزية
مسؤولون عرب وأجانب يقدمون تعازيهم لمصر في وفاة أول أمين عام عربي للأمم المتحدة بطرس غالي الذي وافته المنية عن عمر يناهز 94 عامًا.
قدَّم مسؤولون عرب وأجانب تعازيهم لمصر في وفاة الدبلوماسي المخضرم وأول أمين عام عربي للأمم المتحدة الدكتور بطرس غالي الذي وافته المنية، الثلاثاء، إثر وعكة صحية عن عمر يناهز 94 عامًا.
وأعلنت مصر إقامة جنازة عسكرية لغالي، وستتم صلاة القداس عليه، غدًا الخميس، بالكاتدرائية العباسية بالقاهرة وسط حضور دولي وعربي، حيث سيترأس جنازته القداس البابا تواضروس الثاني، كما سيحضر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأعلنت الكنيسة الأرثوذكسية في مصر أن قداس الجنازة سيقام بالكنيسة البطرسية بالعباسية بالقاهرة عقب الجنازة العسكرية للفقيد الراحل التي ستقام، الخميس، بحضور عدد من قيادات الدولة.
وفي جلسة مجلس الأمن نعى مندوب فنزويلا في الأمم المتحدة رافائيل داريو راميريز كارينو الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن، غالي .
وجاء الإعلان عن وفاة غالي في بداية جلسة مجلس الأمن لبحث الأزمة الإنسانية في اليمن، وقد وقف أعضاء المجلس دقيقة حداد على روح الفقيد.
وأعرب السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده، الثلاثاء، بمقر الأمم المتحدة، عن بالغ الأسف لرحيل غالي، وقدم خالص تعازيه إلى الشعب المصري والعالم لرحيل أحد قادة السلام في العالم.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإفريقية السفير ماجد عبد الفتاح، إنه جارٍ تشكيل وفد من الأمم المتحدة للمشاركة في جنازة الفقيد.
وأضاف أن غالي ربطته بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية علاقة وطيدة منذ سنواته الأولى، فدراسته في القانون الدولي ورسالة الدكتوراه كانت عن "المنظمات الدولية وعلاقتها بالمنظمات الإقليمية"، موضحًا أن غالي أنشأ علاقات خاصة جدًّا في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، وهو ما أفاد مصر كثيرًا.
وأوضح خلال تصريحات إعلامية، أن بطرس غالي، كان معترضًا على قصف الناتو للبوسنة، وهو من الأمور التي أزعجت أمريكا، لافتًا إلى أن غالي كان رجل مبادئ والأمم المتحدة تعيش على تقاريره المهمة حتى الآن.
على الصعيد نفسه، بعث الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين برقية تعزية ومواساة إلى الرئيس المصري في وفاة الفقيد .
وأعرب فيها عن خالص تعازيه ومواساته لأسرة الفقيد وللشعب المصري، لافتًا إلى أن غالي سخر جهده لخدمة القضايا الإقليمية والدولية وتعزيز التضامن ووحدة الصف، مؤكدًا أن الراحل "يعد مفخرة لمصر وللأمة العربية"؛ لما كان يتمتع به من خصال وقدرات ورؤية ثاقبة تجسدت في النجاح الفاعل للدبلوماسية المصرية والأداء المقتدر في الأمم المتحدة في الفترة التي تحمل مسؤولية أمانتها العامة.
وقالت البرقية: إنه "برحيله تفقد الأمة العربية دبلوماسيًّا مصريًّا عظيمًا".
وكان الرئيس المصري قد نعى غالي مقدما العزاء لأسرته ولتلاميذه في أرجاء الوطن وخارجه.
وقالت الرئاسة المصرية إن "مصر والعالم أجمع فقدا، اليوم، قيمة وقامة سياسية وقانونية رفيعة، حيث أثرى الفقيد عبر مسيرته الطويلة السياسة الدولية فكرًا وعملًا، بوصفه دبلوماسيًّا قديرًا وخبيرًا في القانون الدولي وكاتبًا نُشرت مؤلفاته على نطاق واسع، وهو ما أهَّله ليتبوأ أرفع المناصب على المستويين الوطني والدولي".
ومحليًّا توالت ردود الأفعال؛ حيث نعت شخصيات دبلوماسية وسياسية وحقوقية، مؤكدين أنه سيظل علمًا من أعلام السياسة والدبلوماسية، وأنه استطاع تشريف مصر خارجيًّا على الوجه الأمثل.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق عمرو موسى: "بطرس غالي من الشخصيات العزيزة إلى قلبي، فهو من الشخصيات المصرية العظيمة التي أثرت الحياة السياسية والدولية أمام العالم، وخسارته هي خسارة فادحة وكبيرة، وليس من السهل تكرار هذه الشخصية رفيعة المستوى في الخلق والأدب والعلم".
وتابع موسى: "بطرس غالي هو رأس الدبلوماسية لسنوات عديدة، وأدخل في عالم السياسية العديد من الملفات المهمة والتنوير والمعرفة، وسيظل يذكره التاريخ طويلًا، وأعزي الشعب المصري كله في وفاته".
وقال رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور كمال الجنزوري، إن غالي أحد أبرز علماء السياسة في عصره، استطاع أن يؤدي واجبه تجاه وطنه على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
وأضاف: "هو رجل وطني استطاع أن يمثل مصر خارجيًّا ويشرفها، وسيظل يذكر الوطن جميع الإنجازات التي قدمها له".
وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن مصر فقدت علمًا من أعلام القانون والدبلوماسية والسياسية بوفاة الدكتور بطرس غالي، وستظل تفتخر به في تاريخها الحديث والمعاصر، لما له من إسهامات عديدة.
كما قدَّم الأزهر الشريف والكنسية الإنجيلية ووزارة الخارجية المصرية وجميع مؤسسات الدولة المصرية التعازي في وفاة أول عربي يترأس منصب الأمين العام للأمم المتحدة.
على صعيد متصل، نعى الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة.
وأصدر مكتب الرئيس الفرنسي بيانًا يثني على غالي قال فيه: "رجل دولة ودبلوماسي لم يتوانَ مطلقًا عن الكفاح من أجل حفظ السلام ومنع الصراعات وجمع شمل الناس مع احترام تنوعهم".
وأضاف البيان أن" الرئيس يقدم تحيته لهذا الصديق لفرنسا وللغة والقيم الفرنسية".
وتابع: "رسالته ينبغي أن تلهم المجتمع الدولي للعمل في ساعة يواجه فيها الشرق الأوسط تحديات جديدة".
كما نعى وزير الخارجية الفرنسي جون مارك إيرو الفقيد، وقال: "علمت بعميق الأسى نبأ وفاة بطرس بطرس غالي وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الأسبق للأمم المتحدة والأمين العام الأسبق للمنظمة الدولية للفرانكفونية".
وشدد على أن المجتمع الدولي وخاصة مصر التي شهدت مولد بطرس غالي وتشرفت به، فقدا برحيله رجل دولة يتسم بالشجاعة والإصرار.
وقدم الوزير الفرنسي تحية إجلال لبطرس غالي، مشدد على جهوده الدؤوبة في خدمة السلام على الصعيد الوطني والدولي، فضلًا عن جهوده لإصلاح الأمم المتحدة.
كما أثنى جون مارك إيرو على دور غالي كمدافع قوي عن التحرر والتفاهم بين الشعوب، مؤكدًا أنه عمل بلا كلل لتعزيز الفرانكفونية.
واختتم وزير خارجية فرنسا بيانه بالإعراب عن تعاطفه وتعازيه للشعب المصري ولأسرة وأقرباء بطرس غالي.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إنه حزن لوفاة غالي، واصفًا إياه بأنه "دبلوماسي استثنائي ورجل دولة مخضرم ومدافع لا يكل عن السلام"، وأنه عمل أمينًا عامًّا للأمم المتحدة "بتميز وشرف".
كما أرسل وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، مساء الثلاثاء، برقية تعازي لمصر .
وقال هاموند في بيان: "أتوجه بالتعازي والمواساة لعائلة بطرس بطرس غالي ولشعب مصر في وفاته، كدبلوماسي محنك، ورجل دولة بارز على مدى عقود، وكأمين عام للأمم المتحدة خلال واحدة من فتراتها الأكثر صعوبة، سنتذكر دومًا مساهمة بطرس غالي في الشؤون الدولية".
aXA6IDE4LjIyMS4xOTIuMjQ4IA== جزيرة ام اند امز