منسق الأمانة العامة لقوى 14 مارس في لبنان،توقع تدخل "الرعاية الخارجية" لحل أزمة الفراغ الرئاسي في حال استمر الوضح الحالي
توقع منسق الأمانة العامة لقوى 14 مارس/آذار في لبنان، فارس سعيد، تدخل "الرعاية الخارجية" لحل أزمة الفراغ الرئاسي وتسمية رئيس للبلاد في حال استمر الوضح الحالي الذي تعاني منه البلاد منذ مايو/أيار 2014، منوهًا بأن هناك قرارًا دوليًّا بعدم تفلت الوضع في لبنان.
جاءت تصريحات سعيد ضمن حوار مطول أجرته معه بوابة "العين" الإخبارية، تحدث فيه عن الملف الرئاسي الشائك الذي يحاول "حزب الله" عرقلته، معربًا عن خشيته على الوضع الداخلي في لبنان.
وأثنى سعيد على رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري الذي اعتبره "زعيمًا سواء بقي في لبنان أم لا، وقد أثبت بأن غيابه عن لبنان منذ العام 2011 حتى 2016، أنه ما يزال زعيمًا ولا يستطيع أحد أن يحصل مكانه".
وفيما يلي نص الحوار:
** إلى أين تتجه الأمور فيما يتعلق بالملف الرئاسي؟
- هناك مقاربات، مقاربة يقودها (رئيس الوزراء اللبناني السابق) سعد الحريري ومعه (رئيس اللقاء الديمقراطي) وليد جنبلاط و(رئيس مجلس النواب) نبيه بري، يقولون إنهم يمكن أن ينزلوا إلى المجلس بـ3 أو 4 مرشحين ومن يربح يربح، وهناك مقاربة لـ"حزب الله" تتضمن إلغاء كل المرشحين لمصلحة مرشح، واستخدام مجلس النواب كدائرة رسمية لتسجيل اتفاق يحصل من خارج المجلس.
المقاربة الأولى هي الأفضل علمًا أن ديمقراطيتها ناقصة؛ لأن الخيار هو بين مرشح من 8 آذار وآخر من 8 آذار.
** من المسؤول عن الفراغ الرئاسي برأيك، هل الأحزاب المسيحية أم المستقلون أم جنبلاط أم مَن؟
- هناك من يريد أن يعوض ما يخسره في سوريا في لبنان، أو أنه في حال ربح في سوريا سيربح في لبنان، وهناك من يعتبر أن إيران أصبحت قوة ضاربة في المنطقة ورجعت إلى النظام العالمي الجديد، فهو يريد أن يوظف هذه القوة الإيرانية بالمزيد من النفوذ في لبنان.
وهناك من ينظر إلى أحداث المنطقة بعين القلق، المسؤوليات التي نوزعها على بعضنا بأن المسلمين هم المسؤولون أو المسيحيون هي مسؤوليات جزئية؛ لأن المسؤولية الأكبر هي ما يحصل في المنطقة وكيف تقرأ القوى الفاعلة وخاصة التي لها علاقة بأحداث المنطقة.
"حزب الله" يقوم بسياسة فوق وطنية، من عدن إلى أعزاز السورية وصولًا إلى الضاحية الجنوبية، فهو يعتبرها معركة واحدة، هكذا يقارب رئاسة الجمهورية فلا يقاربها بمعاييرنا نحن.
** هل هذا يعني أننا بحاجة لرعاية خارجية؟
- هناك رعاية خارجية للبنان وهذه الرعاية واضحة، هناك قرار دولي بعدم تفلت الوضع في لبنان، فهذا البلد ليس مقطوع من شجرة وموجود في نظام عالمي هو الذي يؤمن له هذه الحماية، وعندما يشعر القرار الدولي بأن لبنان أصبح يشبه اليونان ماليًّا أو حصل أي حدث أمني ربما سيأخذ القرار عن اللبنانيين بلحظة معينة على تسمية رئيس الجمهورية حتى لا تفرط الدولة.
** هل تؤيد وصول أحد الأقطاب المسيحية المستقلين إلى موقع الرئاسة أم تفضل شخصية مستقلة؟
- أؤيد وصول الدكتور سمير جعجع (رئيس حزب القوات اللبنانية).
** هل تدعو رئيس الوزراء السابق سعد الحريري للبقاء في لبنان؟
- هو القادر على تقدير ذلك، سعد الحريري زعيم سواء بقي في لبنان أم لا، وقد أثبت بأن غيابه عن لبنان منذ عام 2011 حتى 2016، أنه ما يزال زعيمًا ولا يستطيع أحد أن يحصل مكانه من الطرف الإسلامي إلى البورجوازية السنية التي بينت أنها قشر فستق فارغ أمام زعامته، بالتالي سواء بقي أم لا لن يشكل هذا الأمر مشكلة أمام زعامته.
** ماذا بقي من حلم رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري؟
- استشهاد الحريري في 2005 كان مفاجأة وحدث تأسيسي لأهم انتفاضة سلمية ديمقراطية أدت إلى نتائج دون نقطة دم على مساحة العالم العربي، وهي انتفاضة الاستقلال التي أطلقها اللبنانيون على إثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري.
على إثرها شهد العالم العربي عدة انتفاضات، منها تعثر ومنها استمر بشكل بطيء ومنها وصل إلى حرب أهلية كما في سوريا، بالتالي ما بقي من هذه الذكرى هو أن هذا الرجل وحَّد اللبنانيين في دمه، فهناك قادة أكثر بحجم رفيق الحريري استشهدوا خلال الحرب الأهلية، الفرق بينه وبينهم أنه على إثر هذا الاستشهاد كانت تكبر الاحتكاكات الطائفية في لبنان، ولكن مع استشهاد الحريري توحدوا "اللبنانيون مسلمون ومسيحيون" حول مشروع لبنان.
وكل مرة يتوحد فيها اللبنانيون يكونون قادرين على أن يحققوا إنجازات، وفي كل مرة يعودون إلى مربعاتهم الطائفية ليدخلوا في عملية إخفاق وإضعاف أنفسهم وإضعاف الدولة التي يمثلونها.
** ماذا تغير في 14 مارس/ آذار بعد 11 سنة؟
- ما تغير هو أن هناك أناسًا استخلصوا دروس 14 آذار، هذه تجربة حتى من عايشها لم يقدروا قيمتها، هناك أناس اعتبروا أن 14 مارس/آذار هو يوم، كان يوم إثنين من عام 2005، وأنه انتهى في مهده، هناك أناس لم يعطوه أهمية علمًا أنهم كانوا مشاركين في التظاهرة معتبرين أن خروج الجيش السوري لم يأتِ نتيجة وحدة اللبنانيين، إنما نتيجة جهوده الخاصة في صياغة القرار 1559، هذا ادعاء العماد ميشال عون آنذاك، هناك أناس اعتبروا أن وحدة اللبنانيين مسلمين ومسيحيين في وحدة ظرفية وأن العودة إلى ذاكرة الاقتتال والتباعد هي القاعدة، أي أن 14 مارس/آذار استثناء.
** هل ستقومون بمراجعة نقدية في 14 مارس/آذار؟
- سبق أن عملنا خلوات حول هذا الموضوع منذ عام 2005 حتى اليوم، ولكن ما من أحد من اللبنانيين أحزابًا أو غير أحزاب مستعد أن يحاسب نفسه في تجارب معينة، نحن عملنا ثورة في عام 2005، الآن يجب أن يقوم بهذه الثورة أناس أصغر منا، يمكن أن نضع خبرتنا في هذا المجال، الثورة الحقيقية لأجل البلد يجب أن يقوم بها جيل جديد لا علاقة له بالنقد الذاتي أو بالتجربة التي عشناها، إنما عليه أن يستخلص الدروس مما حصل وأن يرتكز على الوحدة الداخلية من أجل تحقيق الإنجازات الكبرى من أجل لبنان وأن يستمر في حماية هذا البلد.
aXA6IDMuMTI4LjIwMC4xNjUg جزيرة ام اند امز