بعد رابع اعتذار بتاريخها..قمة العرب حائرة بين مصر وموريتانيا
الإمارات منحت دورها في استضافة القمة الماضية لمصر دعمًا لها
المغرب يُعد رابع بلد عربي يعتذر عن استضافة القمة؛ حيث سبقه في ذلك السعودية وسلطنة عمان، أما الإمارات فمنحت دورها لمصر.
أعلن المغرب عن عدم استضافته للقمة العربية المقرر انعقادها الشهر المقبل، ليكون هذا الاعتذار هو الرابع منذ أن نشأت جامعة الدول العربية في 1945، حيث سبقه قبل ذلك المملكة العربية السعودية في 2007 وسلطنة عمان في دورتها الـ24، عام 2013.
فيما بدلت دولة الإمارات العربية المتحدة دورها في استضافة القمة العربية في دورتها السادسة والعشرين في مارس/آذار الماضي مع القاهرة دعمًا ومساندة للأخيرة في ظل الأحداث التي شهدتها بعد الإطاحة بحكم جماعة الإخوان في ثورة 30 يونيو/حزيران 2013.
وأعرب الرئيس المصري السابق عدلي منصور حينذاك في ختام القمة العربية التي عقدت في مارس 2015 عن خالص تقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة لدعوتها لتبادل دورها لاستضافة القمة العربية المقبلة مع مصر، مشيرًا إلى أن ذلك "يُعبِّر عن ثقة الإمارات الكبيرة في قدرات مصر حكومة وشعبًا على استضافة القمة العربية المقبلة".
وكانت دولة المغرب قد اعتذرت رسميًّا، الجمعة، عن استضافة القمة العربية 2016 والتي كان مقرر استضافتها مدينة مراكش المغربية في مارس المقبل، وقالت الجامعة العربية إن دولة موريتانيا هي من سيقع عليها الاختيار لتنظيم القمة، في حال موافقتها التي لم تتحدد بعد، وفي حال رفضها ستعقد القمة في مقر الجامعة العربية بالقاهرة.
ووفقًا لميثاق القمة العربية الصادر في القاهرة عام 2000 فإن مصر هي الدولة التي تستضيفها حال اعتذار أي دولة وما يليها عن استضافة القمم العربية.
واختلف دبلوماسيون مصريون ومسؤولون بالخارجية المصرية حول قرار الرباط، ففيما وصفه بعضهم بأنه "عملي" لأن قرارات الجامعة العربية لم تكن حاسمه خلال الفترة الماضية، اعتبر آخرون أن اجتماعات القمة العربية مهمة يجب أن تعقد بين الدول العربية والرؤساء والملوك العرب للتباحث حول الإرهاب وما يخص المنطقة العربية من مشكلات ونزع فتيل الأزمات بين الدول وبعضها.
وقال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري السفير حسين هريدى، إن أسباب اعتذار بعض الدول لاستضافة القمة العربية يرجع إلى عدم جاهزية هذه الدول للاستضافة، وهذا أمر متاح وينتج عنه قيام الدولة اللاحقة على الدولة المعتذرة باستضافة القمة.
وأضاف هريدي لبوابة العين الإخبارية، أنه "سبق اعتذار المغرب قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بتبديل دورها مع القاهرة في قمة مارس/ آذار 2015، وتمت استضافة القمة في شرم الشيخ على البحر الأحمر".
وتابع: "الاعتذار الإماراتي كان دعمًا للقاهرة، وبناء عليه شكر الرئيس المصري دولة الإمارات على دعمها وثقتها بالقاهرة".
واعتبر هريدي أن قرار دولة المغرب يرجع إلى أنها تريد الابتعاد والنأي بنفسها وبإرادتها الحرة عن مشاكل المشرق العربي، مشيرًا إلى أن الرباط تريد وباختيارها التركيز على الشؤون الداخلية ومكافحة الإرهاب والتنمية الاقتصادية، كما تخشى الإرهاب العابر للحدود.
وعن تقليل الرباط من أهمية القمة العربية رد هريدي بالقول: إن "القمة العربية العادية التي تستضيفها الدول العربية بالتتابع أمر مطلوب لامتصاص ونزع أي فتيل أو غضب بين الدول العربية وبعضها البعض".
وقال إن اجتماع الرؤساء والملوك العرب في القمم العربية أمر مهم لمناقشة المشاكل العربية والأزمات التي تمر بها المنطقة وسبل مواجهة الإرهاب والإرهاب العابر للحدود.
من جانبه، وصف عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، محمد رضا فرحات، قرار المغرب بـ"العملي"، معتبرًا أن القمة العربية "لم يذكر لها على مدار السنوات الماضية اتخاذ قرار حاسم تجاه قضية معينة وتم تنفيذه".
وقال فرحات لبوابة العين الإخبارية: إن "الرفض المغربي منطقي؛ لأن هناك أزمات عديدة في المنطقة مثل أزمة سوريا وليبيا والعراق واليمن، وهي مستمرة منذ 5 سنوات ولم يتم اتخاذ أي قرار حاسم تجاهها أو قابل للتنفيذ".
ولفت إلى أن قرار الرباط يُعَد أسلوبًا جديدًا للاعتراض للفت انتباه العرب إلى المخاطر التي تتربص بالمنطقة.
ووفقًا للائحة الجامعة العربية يتم نقل القمة العربية في حالة اعتذار الدولة المستضيفة إلى الدولة التي من المقرر أن تستضيفها في الدورة المقبلة، حيث إن القمة تُعقَد بشكل دوري كل عام حسب الحروف الأبجدية للدول العربية.
وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق المصري رخا أحمد حسن، إنه وفقًا للوائح ستُعقَد القمة في مقر منظمة الجامعة العربية بالقاهرة في حالة رفض الدولة التي من المقرر أن تعقب المغرب حسب الترتيب.
وأضاف رخا أن "هناك احتمالًا كبيرًا أن تطلب بعض الدول العربية الكبرى استضافة القمة"، مشيرًا إلى أن الأمور تبقى خاضعة للاحتمالات، وحتى المشاورات التي سيتم عقدها بالجامعة لحسم هذا الأمر، مؤكدًا أن الاحتمال الأكبر أن تستضيف مصر هذه القمة؛ لضيق الوقت.
على صعيد متصل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، إنه لم يُحدَّد بعدُ في أي دولة ستُعقَد القمة، مؤكدًا أن الأيام القليلة ستشهد مشاورات لتحديدها بعد اعتذار المغرب.
وأضاف أبو زيد في تصريحات صحفية، السبت، أن الاحتمال الأكثر تحقُّقًا هو عقد القمة في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، مشيرًا إلى أنه سيتم التشاور في الجامعة؛ لبحث نقلها إلى عدد من الدول، وإذا ما لم يتوافر ذلك، سيتم عقدها مباشرة في القاهرة.