موجة غضب بمصر بعد "عشاء" توفيق عكاشة وسفير إسرائيل

لقاء مثير للجدل بين النائب بالبرلمان المصري توفيق عكاشة والسفير الإسرائيلي بالقاهرة في منزل الأول في مسقط رأسه بالدقهلية

أثار البرلماني المصري توفيق عكاشة موجة غضب عارمة عقب استقباله السفير الإسرائيلي بمصر حاييم كورين بمنزله بالدقهلية، شمالي القاهرة، وتناولا العشاء سويًّا.

كان "عكاشة" قد استقبل "كورين"،  مساء الأربعاء، واستمر اللقاء المثير للجدل نحو 3 ساعات كاملة، وتخلل اللقاء تناول وجبة العشاء. 
وعلل النائب المصري الزيارة بالقول إنها "كانت لمناقشة بعض الأمور التي طلب السفير الإسرائيلي استيضاحها، بشأن كتابه (دولة الرب والماسونية والألفية السعيدة)".

وشن برلمانيون وحزبيون هجومًا حادًّا على النائب، واتهموه بـ"التطبيع مع الكيان الصهيوني"، فيما قدم عدد منهم مذكرة لطلب إسقاط عضويته من مجلس النواب.

وقال النائب مصطفى بكري: إن "ما فعله النائب باستقباله سفير العدو الإسرائيلي في منزله فضيحة بمعنى الكلمة وعار ما بعده عار".

وتابع: "إذا كان عكاشة يتحجج باتفاقية كامب ديفيد؛ فالاتفاقية ليست مبررًا، ولا تعطيه هو وأمثاله رخصة لمقابلة السفير الصهيوني، متجاهلًا دماء شهداء الوطن وآلامه".

وتابع أن "عكاشة ألحق العار بالبرلمان وبالوطن، والتقى سفير الكيان الصهيوني وتناول معه العشاء".

وقال النائب طارق الخولي، إن عددًا من أعضاء مجلس النواب تقدموا ببيان عاجل إلى هيئة مكتب المجلس، يطالبون فيه بفتح النقاش والتحقيق مع توفيق عكاشة حول واقعة استقباله للسفير الإسرائيلي.

وأضاف الخولي لبوابة "العين" الإخبارية أن "هناك اتجاهًا عامًّا بالتصويت ضد عكاشة لإسقاط عضويته، وفقًا للمادة 110 من الدستور لفقدانه الثقة والاعتبار".

واعتبر النائب محمد عبد الغني أن اللقاء مرفوض تمامًا، وبه تجاوز في حق المصريين واستهتار بمشاعرهم، مضيفًا أنها تحمل إساءة لكل من يرفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

واستبعد عبد الغني، في تصريحات لبوابة "العين"، أن يكون "عكاشة" قد حصل على موافقة من الأجهزة الأمنية والدولة المصرية لاستقبال السفير الإسرائيلي في منزله.

على صعيد متصل قال النائب هيثم الحريري: "بصفتي في المقام الأول مصريًّا، ثم نائبًا عن الشعب في البرلمان؛ فأنا أرفض جميع أساليب وطرق التطبيع مع العدو الصهيوني، وأرفض الزيارة التي قام بها سفير الكيان الصهيوني بمصر إلى النائب المصري أيًّا كانت أسبابها".

وأضاف: "عكاشة" تجاوز بفعلته في حق المصريين"، مؤكدًا أن البرلمان المصري "بريء من هذه الجريمة"، مشيرًا إلى أنه: "طالما إسرائيل مُغتَصِبة لأراضي الدولة الفلسطينية؛ فستظل عدوًّا للشعب المصري".

وعلَّق الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء محمود زاهر على اللقاء قائلًا: إن "عكاشة فقد أهليته" ويحاول جذب الانتباه إلى تصرفاته، معتبرًا أن هذا اللقاء له عواقب وخيمة من شأنها أن تجعله خارج دائرته البرلمانية، حيث يمكن إحالته إلى لجنة القيم بالبرلمان والتي يمكنها إسقاط عضويته.

وأضاف أنّ ما فعله عكاشة مخالف للقواعد الوطنية، مشيرًا إلى حديثه من خلال منبره الإعلامي عن إسرائيل، والمدح في "ذكائها الحاد".

وتقدم عضو ائتلاف "دعم مصر" النائب إيهاب غطاطي بمذكرة لطلب إسقاط عضوية توفيق عكاشة من مجلس النواب، مشددًا على ضرورة إسقاط العضوية؛ لأن ما فعله باستقباله السفير الإسرائيلي "تطبيع مرفوض شعبيًّا".

وقال إن عددًا كبيرًا من النواب اتصل به، بينهم مصطفى بكري وخالد يوسف ومحمود بدر، وأكدوا تضامنهم مع ما طلبه.

ووصف عضو مجلس النواب أسامة شرشر، لقاء السفير الإسرائيلي وعكاشة بـ"الدعارة السياسية"، وبحث عن لفت الأنظار.

وأضاف "شرشر"، في تصريحات صحفية، أن عكاشة النائب "لا يعرف الجغرافيا السياسية أو التاريخ".

ولم تقتصر موجة الغضب على نواب البرلمان المصري فقط، بل اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا.

ودشن مغردون على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" هاشتاق يحمل اسم " السفير_الإسرائيلي" واحتل المركز الخامس بين الهاشتاقات الأوسع انتشارًا.

وعبر المغردون عن رفضهم الشديد لموقف عكاشة من استقبال السفير الإسرائيلي، متسائلين عن الصفة التي استقبل بها كورين.

وغردت "هند الخطيب": "عكاشة .. نائب الغبرة .. قابل السفير الإسرائيلي الصهيوني"، وكتبت علياء جاد: "‏عكاشة جاب السفير الإسرائيلي الدكهلية سيتي؟ يا حِزن الحِزن!!".

وكانت صحف إسرائيلية قد أبرزت لقاء" كورين" و"عكاشة"، كما نشرت الصفحة الرسمية للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن اللقاء "تخلله تناول وجبة العشاء". 

وكان "عكاشة" قد قال إن اللقاء قد جرى، بموافقة الأجهزة الأمنية في مصر، كما بحث قضية سد النهضة الإثيوبي وأنه طالب من الجانب الإسرائيلي إسقاط مديونية التحكيم الدولي الخاصة بتصدير الغاز التي أقامتها تل أبيب القاهرة، وغيرها من القضايا العالقة بين البلدين.