الصدر يدعو العبادي للإصلاح.. ويهدد باقتحام المنطقة الخضراء
مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري يدعو رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي للإصلاح والابتعاد عن حزبه، فيما هدد باقتحام "المنطقة الخضراء"
دعا مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي للإصلاح والابتعاد عن حزبه، فيما هدد باقتحام المنطقة الخضراء بوسط بغداد.
وقال الصدر في كلمةٍ للآلاف من أنصاره الذين استجابوا لدعوته لـ"مظاهرة مليونية" اليوم الجمعة، في ساحة التحرير ببغداد "نحن اليوم على أسوار بغداد، وغدا سيكون الشعب فيها".
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يتزعم كتلة الأحرار في البرلمان العراقي ولديها عدد من الوزراء في الحكومة، قد دعا أنصاره إلى التظاهر اليوم الجمعة، تنديدا بالفساد ولدعوة رئيس الحكومة حيدر العبادي إلى التغيير الوزاري وتشكيل حكومة تكنوقراط.
وطالب الصدر في كلمته بـ"إنصاف المظلومين وتحقيق العدل والمساواة ومحاسبة أداء الحكومة المتعثر فيما يتعلق بالإصلاحات التي وعدت بها سابقا"، فيما ردد المتظاهرون هتافات غاضبة تطالب بالإصلاح، وتؤيد دعوة الصدر.
من جانبه، قال السيد ابراهيم الجابري، مسؤول مكتب الصدر في بغداد والمناطق الشمالية، لـ"بوابة العين"، إن التظاهرة التي شارك بها كل أبناء المحافظات العراقية، عبّرت عن إرادة موحدة للعراقيين ضد الظلم والفساد". وأضاف أن "السيد مقتدى الصدر أراد أن يوجه رسالة للحكومة بأنها يجب أن تراعي حقوق الناس، وأن فساد بعض السياسيين (لم يسمّهم) هو ما تسبب في احتلال بعض محافظاتنا العراقية".
وتابع قائلا إن "هذه التظاهرة هي لمؤازرة إخواننا المدنيين الذين خرجوا للمطالبة بالإصلاح، وسوف تبقى التظاهرات مستمرة".
وعن الدور السياسي الذي يمكن أن يلعبه الصدر في هذه المرحلة، قال الإبراهيمي، "إن رسالة الصدر كانت واضحة وهي الابتعاد عن كتلته (الأحرار)، وقد دعا في نفس الوقت رئيس الحكومة حيدر العبادي إلى الابتعاد عن حزبه، مؤكدا "لكن العبادي لن ينسلخ من حزبه".
وينتمي رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى حزب الدعوة الذي يقوده رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وهو جزء من الائتلاف الوطني الذي تتشكل منه غالبية الحكومة.
وتوجه انتقادات للعبادي على أنه يمثل سياسة حزبه ولا يستطيع الخروج عنها، في دولة تنادي بالابتعاد عن الحزبية والفئوية.
لكن لقاءات جرت مؤخرا بين مقتدى الصدر، والعبادي الذي ذهب بنفسه لمقابلة زعيم التيار الصدري في منطقة الكاظمية ببغداد، وكذلك لقاء الصدر برئيس البرلمان سليم الجبوري، تشير إلى دور سياسي يمكن أن يلعبه الصدر الذي يتمتع بشعبية واسعة لدى الملايين من العراقيين الذين ينتمون للتيار الصدري الذي أسسه والده السيد محمد محمد صادق الصدر.
وكان وزراء ونواب كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، قد وضعوا استقالاتهم تحت تصرف مقتدى الصدر، في بادرة لتصحيح مسار العملية السياسية وتأييد الإصلاحات التي يدعو لها رئيس الوزراء العبادي، كما فعل ذلك وزراء اتحاد القوى الذين وضعوا استقالتهم تحت تصرف رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، رئيس الاتحاد، وكذلك تقدم وزراء كتلة المواطن التابعة للمجلس الأعلى بزعامة عمار الحكيم، باستقالاتهم إلى رئيس المجلس عمار الحكيم، لتقديمها إلى حيدر العبادي، دعما للتغيير الوزاري المرتقب.
وعلى الرغم من أن العبادي يبدو بأنه سيقوم بتغيير حكومي باستبدال الوزراء بآخرين تكنوقراط، لكن الشارع العراقي لا يبدو متفائلا بهذا التغيير إن حصل فعلا، بحسب محللين، بسبب وعود كثيرة قطعتها الحكومة ولم تنفذها، وتأثيرات خارجية على القرار العراقي، والأهم من كل هذا فإن الفساد أوصل البلاد إلى حالة اقتصادية وسياسية صعبة جدا، يعتقد العراقيون أنها لن ينفع معها أي تغيير، وأن ما سيحدث هو مجرد تغيير وجوه، أو استبدال الجنود كما في رقعة الشطرنج.
aXA6IDE4LjIyMy4xNTguMTMyIA== جزيرة ام اند امز