رأس سيميوني تتفوق على مهارات لاعبي الريـال
إذا كان هناك وصف يلخص المباراة فهو أن سيميوني استطاع أن يتغلب على مهارات لاعبي الريال الذي تفوق أسعارهم 3 أضعاف لاعبي أتلتيكو على الأقل
رغم أن فوز أتلتيكو مدريد على جاره وغريمه الريـال بات أمرًا عاديًّا في السنوات الأخيرة، وتحديدًا منذ أن تولى الأرجنتيني سيميوني تدريب الروخي بلانكوس، يبقى فوزه اليوم بهدف نظيف في قلب سانتياجو برنابيو أمرًا يستحق التوقف أمامه؛ لاستخلاص العديد من الدروس المستفادة.
إذا كان هناك وصف يلخص المباراة، فهو أن سيميوني استطاع أن يتغلب على مهارات لاعبي الريـال الذي تفوق أسعارهم 3 أضعاف لاعبي أتلتيكو على الأقل، لكن الأرجنتيني الداهية نجح في ترويضهم أغلب دقائق مباراة اليوم، لدرجة أن كثيرين لم يشعروا بوجود نجوم مثل خاميس رودريجيز، وبنزيمة وإيسكو وكروس ومودريتش.
منذ بداية المباراة استطاع سيميوني اللعب بكل الأوراق المتاحة لديه لإحداث المفاجأة التي توقع أن تعوق زيدان صاحب الخبرة المتواضعة تدريبيًّا، ولاعبي الريال، فدفع في تشكيلته الأساسية بتوريس الغائب منذ فترة ولم يشارك سوى كبديل لعدة دقائق في لقاء أيندهوفن في دوري الأبطال، كما عمد للعب بـ5 لاعبين في خط الوسط لخلق زحام تكتيكي في المنطقة التي يعتمد عليها زيدان لإحداث تفوقه الفني.
ذكاء سيميوني تجلى كذلك في إغلاق جانبي الملعب تمامًا أمام انطلاقات رونالدو وخاميس ومن خلفهما كارباخال ودانيلو، مع تقليل المساحات أمام لاعبي الريال في نصف ملعب أتلتيكو، الأمر الذي ألغى خطورة الفريق الملكي هجوميًّا بشكل شبه كلي.
في المقابل حاول زيدان مباغتة سيميوني باعتماد طريقته الشهيرة في الضغط الدفاعي المبكر على لاعبيه في نصف ملعبهم في محاولة لإرباكهم، لكن الأمر لم ينجح سوى بشكل جزئي في الشوط الأول؛ لأن لاعبي الروخي بلانكوس يتقنون تناقل الكرة وتبادل المراكز بسرعة، وفي الشوط الثاني انهارت خطة زيدان تمامًا؛ بسبب تأثرهم بالمجهود البدني غير المعتادين عليه.
الغريب أن زيدان لم يحاول الاستفادة من عناصر التفوق المتوفرة لديه، وهي مهارات لاعبيه العالية في التمرير الأرضي والانطلاق السريع للأمام، ولجأ بدلًا من ذلك لمجاراة الأتلتي في طريقة لعبه التي تعتمد على الكرات العالية التي لا يتقنها لاعبوه بنفس درجة إتقان لاعبي أتلتيكو لها.
aXA6IDMuMTQ1LjE1My4yNTEg جزيرة ام اند امز