دعوات لتطوير أشكال التضامن مع الأسرى الفلسطينيين
غياب المؤسسات الحقوقية المحلية والمنظمات الدولية عن اعتصام أهالي الأسرى بفلسطين
اعتصام أهالي الأسرى الفلسطينيين يدعم المحتجزين ويضغط على الاحتلال.
لم تتأخر الأسيرة المحرَّرة "زهية نوفل" منذ سنوات طويلة عن موعدها المقدس في الانضمام إلى اعتصام أهالي الأسرى، يوم الاثنين من كل أسبوع، لكنها تتحفظ على ضعف المشاركة الشعبية والرسمية في الفاعلية التي ينظمها أهالي الأسرى.
وتحرص "نوفل" التي اعتُقلت ثلاث سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، على تخصيص ساعات صباح يوم الاثنين لهذه المهمة الوطنية، وتقول: "هذه الساعات تقتصر أعمالي على مشاركة أهالي الأسرى اعتصامهم، هذا أقل واجب يقدمه الفلسطيني للأسير وأهله".
وتنظم فاعليات تضامنية مع الأسرى في أكثر من مدينة فلسطينية، لكن ليست دورية، كالاعتصام الأسبوعي الدوري الذي يحرص أهالي الأسرى على تنظيمه يوم الاثنين منذ نحو 22 عامًا.
ويقبع نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال وسط حرمانهم من أدنى حقوقهم المنصوص عليها في الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
وتقول "نوفل" لـ"بوابة العين" خلال مشاركتها في اعتصام اليوم أمام مقر الصليب الأحمر: "الاعتصام نقطة مهمة في مسيرة النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، لكن لا بد من تعزيز هذا الاعتصام الأسبوعي، لرفع الروح المعنوية للأسرى ولأهاليهم من ناحية، ولممارسة ضغوط على قوات الاحتلال من الناحية الأخرى".
مشاركة محدودة
وتنتقد المحرَّرة غياب المؤسسات الحقوقية المحلية والمنظمات الدولية عن تلك الاعتصامات، وكذلك غياب التضامن خارج الحدود الفلسطينية مع الأسرى، وتشير إلى "وجوب تحرك كل هؤلاء لفضح إجراءات الاحتلال في السجون".
ويشاطر إياد معمر، "نوفل" الرأي، ويضيف: "يجب تفعيل الاعتصام الأسبوعي والبحث في آليات لتطويره"، لافتًا إلى ضعف المشاركة الشعبية والفصائلية والرسمية في الفاعليات الخاصة بالأسرى.
ويحمل الاعتصام الأسبوعي وحجم المشاركة فيهما دلالات واضحة على كل الصُّعد بالنسبة غلى معمر، الذي يشارك في الاعتصام منذ سنوات تضامنًا مع أربعة أسرى في سجون الاحتلال من أبناء أعمامه.
ويؤكد وزير الأسرى السابق "وصفي قبها" أن التحركات المساندة للأسرى " خجولة"، في كل الأراضي الفلسطينية، ولا ترتقي إلى حجم تضحيات الأسرى ومعاناتهم داخل سجون الاحتلال.
ويتابع: "لا بد من وقفة من جميع الفلسطينيين مع الذات، وأن نسال أنفسنا ماذا قدمنا للأسرى؟"، داعيًا إلى ضرورة مغادرة حالة الضعف تجاه الأسرى، والتحرك العاجل لنصرتهم في ظل الاعتقالات الواسعة التي تشنها قوات الاحتلال في الآونة الأخيرة ضد الفلسطينيين.
إلا أن لعبد الناصر فروانة، مدير الإحصاء والبحوث في هيئة الأسرى، رأيًا مختلفًا عن سابقيه، إذ يقول: "ليس هناك ضعف في حجم المشاركة في الاعتصام" ، ويتابع: "الاعتصام هو خطوة رمزية تهدف إلى التذكير بقضية الأسرى، وإبقائها حية في وجدان الشعب الفلسطيني وفي أجندة المؤسسات الحقوقية والدولية"، وهذا ما نجح الاعتصام الأسبوعي في تحقيقه.
ويستدرك فروانة بالقول لـ"بوابة العين": "نتطلع إلى تفعيل هذه الاعتصامات، وتطوير الفاعليات التضامنية، وإعطاء القضية مساحة أوسع عبر وسائل الإعلام المختلفة".
آليات التفعيل
وتدعو "نوفل" إلى ضرورة تحقيق الحد الأدنى من المشاركة في الاعتصام الأسبوعي، وذلك بتعزيز الحضور الشعبي والفصائلي والرسمي. وتضيف: "لا بد من خلق آليات جديدة تضغط على الاحتلال لتردعه عن ممارسة انتهاكاته اليومية بحق الأسرى، وتفضحه في المجتمع الدولي".
ويرى "قبها"" ضرورة السعي لإقامة جبهة فلسطينية موحدة لنصرة الأسرى، تعمل على تفعيل برنامج يومي للتضامن مع الأسرى، بما يعود بالنفع على الأسرى داخل سجون الاحتلال.
ويشير "فروانة" إلى ضرورة أن يتوحد جميع الفلسطينيين حول رؤية محددة وبرامج وخطط واضحة يشارك في صياغتها الجميع ويشارك في ترجمتها الجميع وعلى كل الأصعدة والمستويات الجماهيرية والإعلامية، الحقوقية والقانونية.
aXA6IDMuMTQyLjEyNC4xMTkg جزيرة ام اند امز