بغطاء قضائي .. "الأقصى" مسموح لـ"غليك" وممنوع على "بكيرات"
غضب فلسطيني بسبب قرار شرطة الاحتلال السماح للحاخام اليهودي المتطرف يهودا غليك، باستئناف اقتحام المسجد الأقصى
ترك قرار شرطة الاحتلال السماح للحاخام المتطرف يهودا غليك، باستئناف اقتحام المسجد الأقصى على إثر قرار محكمة إسرائيلية بتبرأته من تهمة الاعتداء على فلسطينية داخل الأقصى، غصة في حلق المسؤول المقدسي ناجح بكيرات، الممنوع بقرار من الشرطة ذاتها من دخول الأقصى.
كانت شرطة الاحتلال قد منعت غليك نهاية العام الماضي من دخول المسجد الأقصى وسط مدينة القدس إثر اعتدائه على سيدة فلسطينية داخل الأقصى، وتقديمها شكوى ضده، برأته منها محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس مؤخرًا، وهي البراءة التي ألغت قرار حظر دخوله المسجد.
المفارقة أن بكيرات أبعد عن المسجد الأقصى لستة أشهر بقرار من جهازي شرطة ومخابرات الاحتلال، وهي المرة الـ14 التي يبعد فيها المسؤول البارز في إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس عن المسجد منذ العام 2002، دون أن يعتدي على أحد.
وقال مدير الأراضي الوقفية في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس ناجح بكيرات لـ"بوابة العين"، إنه "لا عجب من منعنا دخول الأقصى وإبعادنا عنه بقرار من ذات الجهات التي تسمح لمستوطنين معروفين بسلوكهم العدواني المتطرف باقتحام الأقصى في وضح النهار، وبحماية من عناصر الشرطة والمخابرات".
بكيرات توجه لمحكمة الاستئناف الإسرائيلية وللمحكمة العليا من قبل، أكثر من مرة لإلغاء قرارات إبعاده، فإذا بالمحكمة تجدد له أمر الإبعاد بدلًا من إلغائه كما حصل مع غليك.
وقال بكيرات: "إنه قضاء يعمل في خدمة المخطط الصهيوني الأكبر في فلسطين".
وأكد أن ما يجري مع الفلسطينيين والمقدسيين من إبعاد عن المسجد الأقصى، وإبعاد عن القدس ذاتها، ومنع الناشطين في التصدي للاحتلال ومخططاته من السفر، يأتي في سياق مخطط عنصري متطرف تقوده حكومة نتنياهو وعصاباتها الاستيطانية في القدس.
ولغليك المسؤول في جمعية "جبل أمناء الهيكل"، مواقف متطرفة من المسجد الأقصى، وهو من دعاة اقتحام الأقصى باستمرار، وهدم قبة الصخرة وبناء الهيكل المزعوم، وتقديم شروحاته للمستوطنين حوله، فضلًا عن قيادته الاعتداء على حراس الأقصى والمرابطين فيه.
وتعرض غليك لمحاولة قتل برصاص فلسطيني، يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول 2014، حيث استهدف من قِبل مسلح خلال خروجه من مؤتمر "سنعود إلى جبل الهيكل" المخصص للتحريض على بناء الهيكل على أنقاض الأقصى.
من جانبه، وصف مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني لـ"بوابة العين"، السماح للمتطرف "غليك" باقتحام الأقصى، بأنه "أمر خطير يزيد من حدة التوتر في الأقصى والقدس وعمومًا".
منع لتأمين المستوطنين
وتسائل الكسواني بغضب قائلًا: "كيف يسمح لواحد من أشد المحرضين على اقتحام المستوطنين المتطرفين للأقصى والداعين لهدمه باقتحامه، بينما يمنع أهل المسجد ورواده من دخوله لأشهر طويلة".
وهناك 66 فلسطينيًا ممنوعين من دخول عن المسجد الأقصى، بموجب قرارات إبعاد صدرت من شرطة ومخابرات الاحتلال، بحجج أمنية لا تستقيم مع المنطق وفق المقدسيين.
ويعتبر المقدسيون أن الخطر الحقيقي على أمن واستقرار المنطقة، يشكله الاقتحام اليومي لعشرات المستوطنين للمسجد الأقصى، ومحاولة العبث بساحاته وتاريخه، "هم من يجب إبعادهم ومنعهم من دخول الأقصى والعبث به" يؤكد بكيرات.
وأعرب بكيرات عن اعتقاده أن حكومة بنيامين نتنياهو بتركيبتها المتطرفة لا تسعى إلى تهدئة الوضع عبر سحب فتيل الانفجار، بل تعمل بشكل يومي على مضاعفة الاستيطان بالقدس، ومصادرة أرضها، وتزيد الاقتحامات اليومية للأقصى، وتعمق الحفريات تحت الأقصى وفي محيطه، "لكي تبقي الأقصى على صفيح ساخن".
واعتبر الكسواني قرار السماح لغليك باقتحام الأقصى " تراجع إسرائيلي عن تعهدات نتنياهو، وينقض التفاهمات الأخيرة بمنع المتطرفين أو مسؤولين وأعضاء الكنيست من اقتحام الأقصى" بموجب اتفاق أردني إسرائيلي تم برعاية أمريكية قادها وزير الخارجية جون كيري في العاصمة الأردنية قبل 4 أشهر.
ويشعر المقدسيون أنهم مستهدفون بالإبعاد والمطاردة والتهميش بسلسلة إجراءات وقرارات سياسية وعسكرية وأمنية، فضلًا عن قوانين برلمانية، في مساعي المؤسسة الإسرائيلية لإنهاء وجودنا تمامًا في الأقصى، الذي تفتح ساحاته وأبوابه أمام عشرات المستوطنين المتطرفين يوميًا.
وأكد بكيرات أن "الإجراءات العنصرية لن تثنيهم عن مواصلة حقهم في "الدفاع عن أرضنا وقدسنا وأقصانا"، ومضيفًا "ستزيدنا ثباتًا وإصرارًا في التصدي لمخططات حكومة نتنياهو والجماعات الاستيطانية المتمتعة بدعم غير مسبوق من المستوى الرسمي".
aXA6IDMuMTQ1LjQwLjEyMSA= جزيرة ام اند امز