حصيلة حوادث الطرق بالأردن: حادث كل 5 دقائق و608 حالة وفاة
9712 حادثًا مروريًّا شهدتها المملكة الهاشمية نتج عنها وفاة 608 أشخاص، وإصابة 16139 آخرين، بفارق 80 حالة وفاة عن العام 2014.
استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة من أهم أسباب حوادث السير، فالسائق حين يستخدم الهاتف لا يستطيع أن يسيطر على المقود بكامل حواسه.
وبحسب الدراسة التي نشرت مؤخرًا في مجلة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميدسن"، فإن إجراء عملية الاتصال يزيد من خطر التسبب بحادث سير بمعدل الضعف بالنسبة للسائقين المتمرسين، وتتضاعف المعدلات بشكل كبير عند السائقين الجدد الذين حصلوا على شهادة القيادة حديثًا، لتصل إلى ثمانية أضعاف، فيما يخص إجراء عملية الاتصال، وأربعة أضعاف فيما يخص كتابة الرسائل النصية، كما أن محاولة الوصول للموبايل لتلقي الاتصال تزيد من خطر الحوادث بسبعة أضعاف.
تعترف منى صوالحة أنها العام الماضي عرضت نفسها للخطر، من أجل كتابة رسالة نصية عبر هاتفها، وتقول: "لم أتذكر شيئًا سوى وجودي فوق جزيرة وسطية في الشارع، وإصابة رقبتي بانزلاق غضروفي بسبب الحادث الذي وقع، نتيجة انشغالي في الهاتف، الحادث يقع في ثواني، فانشغالي بالرسالة لم يجعلني أنتبه إلى وجود جزيرة في الشارع، خاصة أنني كنت أقود السيارة في منطقة جديدة غير معتاد عليها، وكانت الجزيرة على نهاية منطقة منخفضة، ونتيجة سرعتي الزائدة أيضًا وقع الحادث".
تضيف: "بعد هذا الحادث واصابتي بالكثير من الجروح، وأيضًا الخسائر التي أصابت سيارتي، لم أعد أستخدم الهاتف أثناء القيادة، وإذا شعرت أن هناك أمر مهم، ويجب أن أتحدث من خلال الهاتف، أتوقف لدقائق على جانب الطريق حتى أنهي المكالمة، وأحفظ حياتي من الخطر".
ويقول رامي علاونة: "أجد أن الحل يكون عن طريق فرض عقوبة صارمة لمن يستخدم هاتفه أثناء القيادة، وزيادة المخالفة المادية، فمبلغ 15 دينارًا بالنسبة للشباب مبلغ قليل، ولا يشكل رادعًا بالنسبة لهم، وكنت أستخدم الهاتف أثناء القيادة، وبعد سماعي لقصة أحد الشباب الذين أعرفهم شعرت بالخوف، فقد توفي شقيق صديقي نتيجة لاصطدام سيارته في شاحنة بشكل مفاجئ، وعند الكشف عن أسباب الحادث تبين أنه كان يستخدم في لحظتها الهاتف، بالإضافة إلى تجاوز السرعة القانونية، ومن ذلك الوقت التزمت بالقوانين".
الناطق الإعلامي لمديرية الأمن العام بالأردن، الرائد عامر السرطاوي، يؤكد أن الدراسات تبين أن حوادث السير ما تزال تستنزف الأرواح والأموال، فقد تعاملت مديرية السير العام الماضي مع 9712 حادثًا مروريًّا، نتج عنها وفاة 608 أشخاص، وإصابة 16139 آخرين.
وأشار إلى انخفاض عدد ضحايا الحوادث المرورية العام الماضي عن العام 2014 بفارق 80 حالة وفاة، حيث وصل عدد الوفيات العام قبل الماضي إلى 760 حالة. وقال إن معدل عدد القتلى جراء حوادث السير تبلغ 6 قتلى لكل 10 آلاف سيارة خلال السنة الواحدة، معتبرًا ذلك مؤشرًا متوسطًا كون النسبة العالمية أقل من 1% في الدول المتقدمة، وتصل إلى 40% في بعض الدول النامية.
ويبين رئيس الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق، المهندس نزار العابدي، أن معظم المسؤولية تقع على السائق، فتتراوح أعمار مرتكبي تلك الحوادث في المملكة الهاشمية بين 21 و23 عامًا، بسبب خبرتهم القليلة في القيادة، ورغبتهم الكبيرة في القيادة بسرعة عالية، ولا يأبهون للنتائج، وكما بيَّن تقرير الأمن العام أنه مع انقضاء كل 5 دقائق يقع حادث مروري في المملكة، وفي كل 13 ساعة يتوفى شخص، وكل 36 دقيقة يجرح آخر بسبب حادث مروري وفق تحليل للحوادث المرورية.
ويضيف العابدي: "لا يوجد لدينا إحصائيات دقيقة تبين نسبة الحوادث، التي تسبب بها استخدام الهاتف الجوال من المجموع العام، لعدة أسباب من أهمها أن السائق لا يعترف عند وقوع الحادث أنه كان منشغلًا في استخدام الهاتف، ولكن بحسب الإحصائيات الدولية والعربية فإن استخدام الهاتف أصبح يلعب دورًا كبيرًا في وقوع الحوادث".
ويتابع: "كل شخص يستخدم الهاتف أثناء القيادة يتعرض لغرامة مخالفة تقدر ب 15 دينارًا، وهي بحسب رأيي لا تعد رادعة، فيجب أن يكون المبلغ أكبر حتى يلتزم السائقون بقوانين السير، حفاظًا على سلامتهم، ومن خلال الجمعية نعقد بشكل دوري محاضرات توعوية لتوضيح أهمية الالتزام بقواعد السلامة ونبين خطورة السرعة والعوامل الأخرى التي تزيد من نسبة وقوع الحوادث".
aXA6IDMuMTM2LjIzLjEzMiA= جزيرة ام اند امز