إدخال مساعدات لمناطق سورية محاصَرة في اليوم الثالث من الهدنة
الأمم المتحدة تدخل مساعدات إنسانية إلى إحدى المدن المحاصرة في سوريا، محذرةً من أن الجوع قد يودي بحياة الآلاف
باشرت الأمم المتحدة اليوم الاثنين إدخال مساعدات إنسانية إلى إحدى المدن المحاصرة في سوريا، محذرةً من أن الجوع قد يودي بحياة الآلاف، في وقت لا يزال اتفاق وقف الأعمال العدائية صامدًا رغم بعض الأحداث المتفرقة في يومه الثالث.
وللمرة الأولى بعد سريان الهدنة، أعلنت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري "أن عشر شاحنات من أصل 51 شاحنة" دخلت إلى مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام جنوب غرب دمشق.
وأشارت إلى أن الشاحنات "محملة بمواد غير غذائية من أغطية وفوط للكبار والصغار وصابون ومسحوق غسيل قدمتها اليونيسيف ومفوضية اللاجئين" في الأمم المتحدة.
وتحاصر قوات النظام معضمية الشام منذ مطلع العام 2013. وتم منذ عام تقريبًا التوصل إلى هدنة، ما أدى إلى تحسن الظروف الإنسانية والمعيشية فيها، لكن الأمم المتحدة أعادت تصنيفها بـ"المحاصرة" الشهر الماضي بعد تشديد الجيش السوري الحصار ورصد وفاة ثمانية أشخاص جراء النقص في الرعاية الطبية.
وهي القافلة الأولى التي يتم إدخالها من الأمم المتحدة إلى المدينة منذ بداية تطبيق الاتفاق، لكنها الثالثة خلال الشهر الحالي.
وأعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الاثنين أن الجوع قد يودي بحياة "الآلاف" خلال عمليات الحصار التي تطال نحو نصف مليون شخص في سوريا.
وقال زيد بن رعد الحسين خلال افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف إن "التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب"، مضيفا أن "الغذاء والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية الملحّة الأخرى تمنع من الدخول بشكل متكرر. الجوع قد يودي بحياة الآلاف".
وتخطط الأمم المتحدة لإرسال مساعدات في الأيام المقبلة إلى 154 ألف شخص يعيشون في مناطق سورية محاصرة إما من قوات النظام وإما من فصائل مقاتلة معارضة له.
ويدخل النزاع السوري عامه السادس، وقد تسبب بمقتل أكثر من 270 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
خروقات محدودة
وبدأ تطبيق "وقف الأعمال العدائية" منتصف ليل الجمعة السبت بموجب اتفاق أمريكي روسي أقرّه مجلس الأمن، ويشمل جزءا محددا من الأراضي السورية، ويتعرض لخروقات محدودة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن إطلاق مقاتلي الفصائل المعارضة فجر الاثنين قذائف على أحياء تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب التي شهدت منذ صيف 2012 معارك شبه يومية.
وأشار المرصد إلى مقتل سبعة مدنيين الأحد إثر ضربات شنها الطيران الروسي على بلدة في ريف حلب الغربي.
وتعرضت قرية حربنفسه التي تسيطر عليها فصائل معارضة في ريف حماة الجنوبي في وسط البلاد لأكثر من ثلاثين غارة روسية لليوم الثاني على التوالي، وفق المرصد.
في شرق البلاد، شنت طائرات -لم تعرف هويتها، بحسب المرصد- عشر ضربات جوية على أحياء تحت سيطرة تنظيم "داعش" في مدينة دير الزور.
اجتماع تقييمي في جنيف
في جنيف، تعقد مجموعة العمل المكلفة الإشراف على وقف إطلاق النار اجتماعا بعد ظهر الاثنين لتقييم الاتهامات المتبادلة حول سلسلة الخروقات، وفق ما أعلن دبلوماسي غربي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين في جنيف "يمكنني القول إن وقف الأعمال العدائية صامد عموما رغم أننا سجلنا بعض الحوادث"، مضيفا أن مجموعة العمل حول الهدنة في سوريا "تحاول الآن العمل على عدم اتساع نطاق هذه الأمور".
وكانت فرنسا طالبت مجموعة العمل حول الهدنة في سوريا بعقد اجتماع "بدون إبطاء" إثر معلومات عن استمرار الغارات، وفق ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت الاثنين.
وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن "الإجراءات الأساسية قد اتخذت والعملية لا تزال جارية"، موضحا في الوقت ذاته "أننا نعلم مسبقا أن ذلك لن يكون سهلا"
aXA6IDE4LjIxOC43NS41OCA= جزيرة ام اند امز