وثائق سرية: بن لادن شك في زرع جهاز تتبع في حشو أسنان زوجته
حالة قلق انتابت قادة تنظيم القاعدة، لدرجة أن أسامة بن لادن شك في احتمال "زرع جهاز تتبع في حشو أسنان زوجته" بحسب وثائق سرية أفرج عنها
انتابت حالة من القلق الشديد قادة القاعدة بشأن جواسيس في صفوفهم، وطائرات بدون طيار تحلق فوقهم، ومحاولات أمريكية لتعقبهم، لدرجة أن زعيم التنظيم الراحل أسامة بن لادن شك في احتمال "زرع جهاز تتبع في حشو أسنان زوجته"، بحسب ما أظهرته وثائق سرية أفرج عنها حديثا.
وبحسب ما نشرته عدة صحف أمريكية، فإن مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية نشر، اليوم الثلاثاء، 113 وثيقة إحداها بخط اليد تم رفع السرية عنها وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، وتمثل أحدث تفريغ للمواد التي تم الحصول عليها عندما داهمت القوات الأمريكية مخبأ بن لادن في باكستان وقتلته في مايو/أيار 2011.
ويبدو أن هذه المستندات تعزز الشعور بأن بن لادن كان قلقا على نحو متزايد بشأن الأوضاع الأمنية في ظل تصعيد حملة وكالة الاستخبارات المركزية لهجمات الطائرات بدون طيار، حيث استمرت مطاردة زعيم تنظيم القاعدة 10 سنوات، كما توضح أنه كان منفصلا بصورة متزايدة عن مدى تدهور منظمته، وطالب نوابه بالقيام بعمليات وشغل مناصب حتى في الوقت الذي أقروا فيه أنهم يفتقرون مجندين قادرين.
ورغم ذلك فإن الوثائق تثبت إلى أي مدى واصل بن لادن محاولة ممارسة السلطة على تنظيم القاعدة من داخل المجمع عالي الجدران في "أبوت آباد" حيث قتل في نهاية المطاف في غارة بمروحية لقوات البحرية الأمريكية في عام 2011.
وأظهرت إحدى الرسائل أن بن لادن كان يعاني جنون الارتياب على نحو متزايد، حيث أعرب زعيم تنظيم القاعدة الذي يكتب تحت اسم مستعار هو "أبو عبد الله"، عن قلقه من احتمال زرع جهاز تتبع في حشو أسنان زوجته.
لكن التزام زعيم القاعدة العميق بـ"قضيته الجهادية"، حتى بعد وفاته، ظهر في وصيته الأخيرة، حيث أشار إلى أنه لديه نحو 29 مليون دولار في السودان، حيث عاش لمدة خمس سنوات قبل أن يطرد منها في عام 1996، إلى جانب تعليمات مفصلة لـ"إنفاق كل هذه الأموال التي تركها" لاستئناف الحملة الإرهابية العالمية التي قادها.
وتتضمن المجموعة أيضا رسائل إلى المرؤوسين في تنظيم القاعدة، ورسائل من أتباع يرغبون في تنفيذ هجمات انتحارية، وخطبا طويلة حول قضايا تشمل اقتناع بن لادن بأن الولايات المتحدة، وإيران تستعدان لحرب.