أكثر من 800 اعتداء إسرائيلي ضد الفلسطينيين خلال شهر فبراير الماضي، تنوعت بين القتل والاعتقال، واستهداف المقدسات، والاقتحامات اليومية
شهد شهر فبراير/شباط الماضي، أكثر من 800 اعتداء إسرائيلي ضد الفلسطينيين، تنوعت بين القتل والاعتقال، واستهداف المقدسات، فضلاً عن الاقتحامات اليومية للمدن والقرى والمخيمات في الضفة، وعمليات مصادرة الأراضي وتدمير الممتلكات الفلسطينية.
وشملت الاعتداءات، التي وثقتها تقارير مؤسسات رسمية وحقوقية فلسطينية، استشهاد 20 فلسطينياً، واعتقال 616 آخرين، بينما سجل 32 انتهاكا بحق الصحفيين ووسائل الإعلام الفلسطينية، فضلاً عن توثيق 109 انتهاكات ضد المقدسات خلال شهري فبراير/شباط ويناير/كانون الثاني الماضيين.
وأفاد التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين (غير حكومي)، أن 20 فلسطينياً استشهدوا على أيدي الاحتلال الإسرائيلي خلال الشهر الماضي.
وأوضح التجمع في تقريره الشهري، أنه مع شهداء شهر فبراير الماضي بلغ عدد شهداء الانتفاضة المندلعة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي (190) شهيدا، ومن بينهم (51) شهيدا من الأطفال، و(15) شهيدة .
اعتقال 616 فلسطينيا
وعلى صعيد الاعتقالات، كشفت مؤسسات الأسرى (نادي الأسير الفلسطيني، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين) اليوم ، عن اعتقال الاحتلال خلال شهر فبراير/شباط 616 فلسطينياً من الضفة وغزة، بينهم 140 طفلاً، و18 بين نساء وفتيات.
ولفت تقرير المؤسسات المشترك، أن عدد المعتقلين الفلسطينيين منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي وصل إلى 4120 حالة اعتقال.
وأشار التقرير إلى إصدار الاحتلال 161 أمر اعتقال إداري، خلال فبراير/شباط الماضي، بينها 92 أمراً جديداً، وأربعة أوامر بحقّ أسرى مقدسيين، وأمر بحقّ الفتاة سناء نايف من الخليل، ما يرفع عدد المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال إلى قرابة 750 أسيراً.
فيما ارتفع عدد الأسيرات إلى 62 أسيرة، بينهن 14 طفلة، ووصل عدد القاصرين والأطفال إلى نحو 400، وعدد المرضى إلى 700 أسير.
ولم يسلم الصحفيون الفلسطينيون ومختلف وسائل الإعلام الإسرائيلي من الاستهداف طوال الشهر الماضي، فقد رصد اتحاد الإذاعات والتلفزيونات، أكثر من 32 انتهاكاً إسرائيلياً ضد الصحفيين والإعلاميين العاملين في الأراضي الفلسطينية.
استهداف المقدسات
وظلت المقدسات ودور العبادة الهدف الأبرز لاعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين، إذ سجل شهري يناير وفبراير أكثر من 109 اعتداءات وانتهاكات بحق المقدسات.
وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس، إن الاحتلال وأذرعه التنفيذية، نفذ خلال يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين، أكثر من 109 اعتداءات وانتهاكات على المقدسات ودور العبادة في فلسطين.
وأوضح ادعيس في تقرير له، أن القدس بمسجدها الأقصى ومرافقه، احتلت المشهد الأكثر اعتداء، إذ بلغت الاعتداءات والانتهاكات نحو 88، يليها المسجد الإبراهيمي وساحاته في مدينة الخليل جنوب الضفة.
وأشار وزير الأوقاف إلى مخططات الاحتلال للسيطرة على المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة بشكل عام، من خلال تغيير سيجريه عند مدخل المسجد، وحاجز يسميه الاحتلال 160 يؤدي إلى حارتي جابر والسلايمة، ومنعه رفع الأذان لأكثر من 100 وقت خلال الشهرين المنصرمين، والانتهاك لمنطقة اليوسفية وإقامة قواعد قرميد بجانب الدرجات السبع في المسجد الإبراهيمي.
وقال ادعيس، إن هذه الاعتداءات بحق المقدسات دائمة ومستمرة، فهي لا تقتصر على اقتحام وتنظيم جولات مشبوهة في ساحات المسجد الأقصى، وحرق للمساجد، ومواصلة الاقتحامات وفرض سياسة الأمر الواقع في المسجد الإبراهيمي، وإنما تتوسع هذه الدائرة لتشمل الاعتداء على المقابر الإسلامية وتحطيم شواهدها، كمقبرة مأمن الله في مدينة القدس، والسعي لإقامة بركة مياه لأشباه العراة في المقبرة.
خطر شديد
وسجل الشهر الماضي، اقتحام 1148 مستوطنا متطرفا ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة مشددة من شرطة ومخابرات الاحتلال.
وشدد ادعيس على أن المسجد الأقصى اليوم الثلاثاء في خطر شديد ومباشر، وكل يوم يزداد هذا الخطر، ما يقتضي وضع آلية عمل على المستوى الإسلامي والعربي والدولي لمواجهة المخططات الإسرائيلية لإنقاذ المسجد من خطر الهدم أو التقسيم أو بناء الهيكل المزعوم.
وأشار إلى أن الاعتداءات طالت الأماكن المسيحية عبر ما تسمى منظمة "لاهافا" اليهودية المتطرفة التي جددت دعوتها بالتزامن مع الاحتفال بأعياد الميلاد، لحرق الكنائس في القدس وتدنيس مقبرة في دير غربي القدس وتحطيم شواهد قبورها.
وأكد وزير الأوقاف الفلسطيني أن الاحتلال حول مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية بانتشار قواته المكثف والكبير في محيط الأماكن المقدسة وفي مختلف شوارع ومحيط المدينة، وسط سلسلة من الإجراءات الإسرائيلية المشددة.
من جانبه، فسر المحلل السياسي الدكتور أيمن أبو ناهية، ارتفاع حجم اعتداءات الاحتلال ضد الفلسطينيين في شهر فبراير/شباط الماضي، إلى سياسات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة التي تنزع إلى استخدام أقصى درجات العنف ليس " لوقف انتفاضة القدس فحسب بل لتشكيل عامل لردع للفلسطينيين".
وقال أبو ناهية لـ"بوابة العين"، إن أرقام الشهداء والاعتقالات والاقتحامات اليومية للمدن، ومصادرة الأراضي وتدمير حوالي 200 منزل ومنشأة فلسطينية، والأعمال العسكرية على طول حدود الضفة وغزة " مؤشر واضح على حجم التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين".
وأشار إلى أن حكومة نتنياهو تواصل مساعيها على الأرض لإنهاء أي امكانية لإقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا في أي منطقة من مناطق الوجود الفلسطيني، وإبقاء الفلسطينيين في حالة استنزاف دائم عبر الإجراءات العسكرية والأمنية المشددة.
aXA6IDMuMTM4LjM0LjY0IA==
جزيرة ام اند امز