العرب يتوجهون بالشراء في بورصة مصر للاستفادة من تدني الأسعار
أكد خبراء سوق المال أن مشتريات المستثمرين العرب تشهد نموًا بالبورصة المصرية منذ بداية العام بعد أن انخفضت أسعار الأسهم
قال عددًا من خبراء سوق الأسهم إن المستثمرين العرب انتهجوا استراتيجية استثمارية في بورصة مصر منذ بداية العام تعتمد على بناء مراكز شرائية جديدة للاستفادة من التدني الشديد في أسعار الأسهم، وذلك بعد أن كثفوا مبيعاتهم خلال الربع الأخير من العام 2015.
وأوضح الخبراء أن مشتريات المستثمرين العرب شكلت خلال الشهرين الماضيين قوة دعم كبيرة لسوق الأسهم المصرية نظرًا لاتجاه المستثمرين الأجانب منذ نهاية العام الماضي حتى الآن لتخفيف محافظهم المالية، وفي الوقت ذاته مازالت مشتريات المصريين ضعيفة بصورة لا تستوعب المبيعات المكثفة للمؤسسات الأجنبية.
وقد كشف كشف التقرير الشهري الصادر عن البورصة المصرية الإثنين الماضي عن تسجيل المستثمرين العرب للشهر الثاني على التوالي صافي شراء قدره 259.2 مليون جنيه خلال تعاملات شهر فبراير/شباط ليصل صافي مشتريات العرب منذ بداية العام نحو 417.2 مليون جنيه بعد استبعاد الصفقات.
وتوقع خبراء سوق المال أن يواصل المستثمرين العرب مشترياتهم لعدة أسباب في مقدمتها أن أسعار أسهم العقارات التي تلقى اهتمام المؤسسات العربية مازالت متدنية ما يمنحها فرص نمو جيدة، فضلاً عن أن المستثمرين العرب بدأوا يستوعبوا تداعيات هبوط أسعار النفط على حركة أسواق المال بالمنطقة.
من جانبه قال عادل عبدالفتاح رئيس مجلس إدارة شركة المصرية العربية – ثمار لتداول الأوراق المالية إن المستثمرين العرب ينتهجون الآن استراتيجية شرائية ن بالبورصة المصرية تشبه المرحلة التي جاءت عقب ثورة 30 يونيو 2013، حين كثف المستثمرين العرب مشترياتهم للاستفادة من تدني أسعار الأسهم آنذاك.
وقفزت بورصة مصر عقب ثورة 30 يونيو بمعدل 50% حتى نهاية العام 2013، استنادًا إلى توقعات المستثمرين بأن تشهد البلاد استقراراً سياسيًا يدعم خطط النمو والإصلاح الاقتصادي.
وأوضح عبدالفتاح أن المؤسسات العربية تفضل الاستثمار في قطاعي الاستثمار العقاري والخدمات المالية واللذين شهدا تطورات جوهرية خلال الأشهر القليلة الماضية.
وتابع إن قطاع الخدمات المالية شهد استحواذ شركة أوراسكوم للاتصالات والأعلام والتكنولوجيا على بنك الاستثمار بلتون ثم الاستحواذ على بنك الاستثمار سي آي كابيتال التابع للبنك التجاري الدولي.
وأشار عبدالفتاح كما أن القطاع العقاري يشهد نشاطًا جيدًا من الشركات في تنفيذ المشروعات، فضلاً عن أن مضاعف ربحية الأسهم العقارية منخفض للغاية فهو يدور حول 10 مرات، مقارنة بقرابة 20 مرة قبل أكثر من عام.
مضاعف الربحية هو مؤشر مالي يقيس جاذبية الأسهم ويتم حسابه من خلال قسمة سعر السهم على نصيبه من أرباح الشركة، وكلما انخفض مضاعف الربحية كلما أعطى ذلك مؤشراً بتمتع السهم بفرص نمو والعكس صحيح.
وأكد رئيس الشركة المصرية العربية – ثمار إن أهمية مُشتريات العرب في الشهرين الماضيين تكمُن في إنها جاءت في وقت تعاني فيه بورصة مصر من انخفاض أحجام التداول إلى 300-400 مليون جنيه، وهو ما يعطي مشتريات العرب البالغة 417.2 مليون جنيه منذ بداية العام وزنًا قوياً عند تحليل مؤشرات أداء البورصة.
كما لفت إلى أن هذه المشتريات خلقت توازنًا كبيرًا مع المبيعات المكثفة للمستثمرين الأجانب بعد أن بلغت 744.54 مليون جنيه خلال الشهريين الماضيين، الأمر الذي دعم البورصة في تحقيق ارتفاع 2.57% خلال شهر فبراير/شباط الماضي.
واتجه المستثمرون الأجانب منذ الربع الأخير من العام الماضي لتخفيف محافظهم المالية في البورصة المصرية ضمن مجموعة من الأسواق الناشئة، بعد أظهرت البيانات الاقتصادية للصين تباطؤ النمو بالتزامن مع انعكاس انهيار أسعار النفط سلبًا على أسواق المنطقة.
وعلى إثر ذلك تقلص صافي مشتريات الأجانب بنهاية العام 2015 إلى 104 مليون جنيه بعد أن استحوذوا على 28% من إجمالي التعاملات في السوق المصرية.
وتوقع عبدالفتاح أن يواصل المستثمرين العرب مُشترياتهم في البورصة المصرية خلال الأشهر المقبلة وتحديدًا المؤسسات نظرًا لأن الأسعار السوقية للأسهم مازالت متدنية مقارنة بالقيم العادلة، ما يخلق فرصًا جيدة لتحقيق هامش ربح مرتفع.
وقد انخفض مؤشر الأسهم الرئيسي للبورصة EGX30 منذ بداية العام الحالي حتى نهاية فبراير/شباط بنسبة 12.26%، إذ انخفض من مستوى 7006 نقطة إلى 6147 نقطة.
من جانبه، قال محمد قطب خبير إدارة الأصول إن العرب يكثفون الشراء في سوق الأسهم المصرية الآن بعد أن خففوا جانب من المحافظ المالية خلال الربع الأخير من العام الماضي على إثر تسارع وتيرة انخفاض أسعار النفط الخام.
وقد سجل المستثمرون العرب بنهاية العام 2015 صافي مبيعات قدرها 212 مليون جنيه في سوق الأوراق المالية المصرية، مستحوذين على 8% من إجمالي التعاملات.
وأوضح قطب أن المستثمرين العرب قاموا مؤخرًا بإعادة بناء مراكز شرائية سواء في أسواقهم بالخليج العربي أو بالبورصة المصرية نظرًا لأن التأثير القوي لأسعار النفط على أداء بورصات المنطقة، خلق ارتباطًا بين أداء بورصة مصر وبقية البورصات العربية.
وأشار إلى أن هناك بعدًا هاماً في إعادة خطط المستثمرين العرب، يتمثل في استيعاب المستثمرين أسعار النفط الجديدة خاصة بعد أن عاود الصعود من مستوى 28 دولار للبرميل إلى 37 دولار، ومن ثم فضلوا بناء مراكز شرائية جديدة للاستفادة من تدني أسعار الأسهم في بعض بورصات المنطقة ومنها مصر.