سجلت العمليات الفدائية التي نفذها الفلسطينيون رقمًا قياسًا في غضون شهر واحد من عمر الانتفاضة المندلعة
سجلت العمليات الفدائية التي نفذها الفلسطينيون رقمًا قياسًا في غضون شهر واحد من عمر الانتفاضة المندلعة منذ بداية شهر أكتوبر الماضي، وهو ما أربك حسابات أجهزة الأمن الإسرائيلية، التي توقعت اندلاع هبّة محدودة سرعان ما تنتهي.
جهاز الأمن الإسرائيلي المعروف بـ"الشاباك" أحصى 600 عملية فدائية، نُفذت خلال أكتوبر لوحده، وهو ما اعتبره الشهر "الأقسى والأشد" على إسرائيل منذ 9 سنوات بعد مقتل 11 إسرائيليًا، ارتفع عددهم إلى 14 قتيلا حتى منتصف شهر نوفمبر الجاري.
ويتناول مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي في إحصائية صدرت عنه اليوم، بلغة الأرقام العمليات الفلسطينية وكذلك الاعتداءات الإسرائيلية بالتفصيل.
وتُظهر الإحصائية التي تلقت "بوابة العين" نسخة عنها، وقوع 684 عملية فدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، من بينها 565 عملية إطلاق زجاجات حارقة وعبوات ناسفة، و71 عملية طعن بالسكين، و48 عملية إطلاق نار، فضلًا عن 1612 حادثة رشق بالحجارة والزجاجات الفارغة.
وأشارت الإحصائية إلى أن العمليات الفدائية أدت إلى مقتل 15 إسرائيليًا، وإصابة 282 آخرين بجراح متفاوتة.
ولم تغفل الإحصائية الفلسطينية الوحيدة التي تصدر يوميًا منذ اندلاع الانتفاضة، أرقام الشهداء والجرحى في صفوف الفلسطينيين، وأفادت باستشهاد 89 فلسطينيًا، وإصابة 10900 آخرين خلال 48 يومًا من عمر الانتفاضة.
ويفسر علاء الريماوي مدير مركز القدس ارتفاع أرقام العمليات الفدائية إلى حجم الغضب المتراكم في صفوف الفلسطينيين، وخصوصًا بين جيل الشباب، إضافةً إلى حفاظ الشباب على العامل الفردي لعملياتهم على العامل الفصائلي.
ويفسر الخبير العسكري واصف عريقات، ارتفاع عمليات المقاومة الفلسطينية إلى حفاظها على الطابع الفردي للعمليات، وهو ما يؤرّق أجهزة الأمن الإسرائيلية المختلفة.
ويطلق الفلسطينيون مصطلح "العمليات الفردية" على العمليات التي يجري تنفيذها من قبل "فلسطيني واحد" فقط، بعيدًا عن العمليات الفدائية المنظمة من قبل الفصائل الفلسطينية.
ويقول عريقات لـ"بوابة العين"، إنه من الصعوبة بمكان أن تتمكن أجهزة المخابرات من التنبؤ بوقوع العمليات الفردية، ويضيف "من الصعوبة على أجهزة المخابرات والأمن أن يتنبأ بتوقيت وزمان وقوع العملية الفردية"، وهذا ما يجعل كل الأمن الإسرائيلي في حالة عجز عن وقف هذا النوع من العمليات.
ويشير هنا إلى حجم الضربات التي سددتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية للعمليات المنظمة والتي يشارك في التخطيط لها وتنفيذها مجموعة من الأفراد "وهو ما يمكّن الأمن من الوصول إلى تلك المجموعات واعتقال أفرادها قبل تنفيذ مخططهم"، وهذا على خلاف العمليات الفردية التي تتحقق نتائجها بنسب عالية.
ولفت "الشاباك" إلى أن غالبية منفذي العمليات الفلسطينية، خلال الفترة الماضية، عملوا بشكل فردي، ولا ينتمون لتنظيمات، ولا توجد لديهم "سوابق أمنية".
ويعزو الكاتب الصحفي رومل السويطي، ارتفاع العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين إلى "حجم الغضب الفلسطيني من ممارسات الاحتلال وعدوانه اللامحدود"، هذا الغضب برأيه يولد ثورة داخل الشباب تترجم نفسها في عمليات ضد الاحتلال في كل مكان من الضفة والقدس.
ويقول السويطي لـ"بوابة العين": "الانتفاضة تسير بشكل تصاعدي منذ يومها الأول، وهي تمضي في طريقها بقوة طالما الفصائل والمؤسسات الرسمية والحزبية ما زالت بعيدة عنها".
ولا يتوقع الكاتب الفلسطيني أن تبقى العمليات الفردية عند هذا المستوى، "ستشهد الفترة القادمة ارتفاعًا آخر في حجم العمليات الفردية ونوعيتها ونتائجها"، وذلك "لاستخدام قوات الاحتلال مزيدًا من القوة العدوانية ضد الفلسطينيين في الضفة خلال الأيام الأخيرة"، في إشارة إلى تفجير الاحتلال منازل عدد من منفذي العمليات الفدائية.
ويضيف السويطي "واهم الأمن الإسرائيلي إن ظن أن أعمال التفجير والهدم والقتل ستردع الفلسطيني عن الثأر من قاتله ومغتصب أرضه".
aXA6IDE4LjIxOC45NS4yMzYg جزيرة ام اند امز