المعارضة السورية: لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية
وقافلة مساعدات أممية تدخل إلى الغوطة الشرقية
منسق المعارضة السورية، يتهم النظام السوري وروسيا بعدم احترام اتفاق الهدنة، مشيرًا إلى أن مكونات المعارضة ستتشاور بشأن المفاوضات.
قال منسق المعارضة السورية، رياض حجاب، إنه "لا دور لبشار الأسد" في المرحلة الانتقالية في سوريا.
وردًّا على سؤال حول تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا حول تقرير الشعب السوري لمصير الأسد، قال حجاب في مؤتمر صحفي في باريس، إن "أجندة المفاوضات واضحة وهي مستندة إلى بيان جنيف 1؛ لذا لا دور لبشار الأسد وزمرته بدءًا من المرحلة الانتقالية".
وأضاف حجاب أن الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا وحلفاءه نفذوا 90 ضربة جوية في البلاد منذ إعلان وقف إطلاق النار، السبت الماضي.
وبشأن المساعدات قال حجاب، الذي شغل سابقًا منصب رئيس الوزراء في سوريا: "وافقنا على هذه الاتفاقية من أجل تنفيذ القضايا الإنسانية من إيصال المساعدات ورفع الحصار والإفراج عن المعتقلين، لكن للأسف الشديد أي من هذه القضايا لم يتحقق على أرض الواقع إلا الشيء البسيط جدًّا جدًّا خلال كل الفترة الماضية."
وتابع: "من المبكر أن نقول هناك مفاوضات .. أولًا سندرس هذا الموضوع وستكون هناك مشاورات مع الإخوة في المكونات السياسية والجسم العسكري في الجيش الحر والمعارضة المسلحة."
وقال حجاب، وهو المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية، إن الولايات المتحدة قدمت كثيرًا من التنازلات للروس.
من جانب آخر، بدأت قافلة مساعدات، مساء اليوم الجمعة، بالدخول إلى الغوطة الشرقية، في ريف دمشق، في طريقها إلى 3 مدن سورية محاصرة هناك، في وقت تأمل الأمم المتحدة أن تتمكن من إيصال مساعدات إضافية مغتنمة وقف الأعمال القتالية.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، يعقوب الحلو، خلال وصول القافلة إلى مخيم الوافدين، آخر نقطة تحت سيطرة قوات النظام قرب الغوطة الشرقية: "نواصل اليوم هذه العملية الإنسانية بإدخال المزيد من المساعدات إلى مدن في الغوطة الشرقية في ريف دمشق".
وأوضح الحلو، للصحفيين من مخيم الوافدين بالغوطة الشرقية، أن القافلة التي تضم 23 شاحنة محملة "بمساعدات غذائية وطبية ومواد تغذية للأطفال" ستصل إلى "20 ألف شخص في سقبا وعين ترما وحزة" التابعة لمنطقة كفربطنا.
وتحاصر قوات النظام منذ عام 2013 منطقة الغوطة الشرقية التي تُعَد أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق.
وهذه المرة الثانية التي يتم فيها إدخال مساعدات من الأمم المتحدة إلى منطقة محاصرة منذ بدء تطبيق اتفاق هدنة أمريكي روسي تدعمه الأمم المتحدة لوقف الأعمال القتالية يشمل مناطق سورية عدة بينها الغوطة الشرقية.
وتم إيصال مساعدات غير غذائية، الإثنين، إلى مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام جنوب غرب دمشق.
وعبر الحلو عن الأمل في أن "نتوسع في عملية إيصال المساعدات الإنسانية بهذه الظروف المواتية مع اتفاق وقف الأعمال العدائية".
وتنتقد المعارضة السورية التأخر في إدخال مساعدات إلى المناطق المحاصرة.
وقال رياض حجاب، اليوم الخميس، إن المساعدات "لم تدخل إلا إلى مناطق محدودة".
واعترف الحلو أن هذه المساعدات "قطرة في خضم جزء كبير من الاحتياجات"، لافتًا إلى أن الأمم المتحدة تعتزم إيصال مساعدات إضافية في اليومين المقبلين، أملًا أن تشمل مدن دوما وزملكا وحرستا شرق وعربين.
وتزامنت انتقادات حجاب مع إعلان دي ميستورا، في وقت سابق اليوم الخميس، في ختام لقاء لمجموعة العمل حول المساعدات الإنسانية المخصصة لسوريا أن "المساعدة الإنسانية ووقف الأعمال العدائية كانت مهمة جدًّا"، لكنها "ليست شروطًا مسبقة" في العملية السياسية.
وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري إلى سلاح حرب رئيسي تستخدمه الأطراف المتنازعة، إذ يعيش حاليًّا وفق الأمم المتحدة 486 ألف شخص في مناطق يحاصرها الجيش السوري أو الفصائل المقاتلة أو تنظيم داعش، ويبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها 4,6 مليون نسمة.
وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، خلال افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، الإثنين الماضي، إن "التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب"، محذرًا من أن "الجوع قد يودي بحياة الآلاف" في سوريا.
ويدخل النزاع السوري منتصف الشهر الحالي عامه السادس، متسببًا بمقتل أكثر من 270 ألف شخص وتهجير وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز