"رشاوى" رئيس البرازيل السابق .. منزل و8 ملايين دولار
عملية "التطهير السريع" تطال لولا دا سيلفا
خارج منزل لولا تجمهر أنصاره بقمصان حمراء ورددوا أناشيد وتبادلوا السباب مع معارضيهم، مما يدل على العواطف العميقة التي تحيط بالرئيس
منزل ريفي فاخر وترميم شقة من 3 طوابق و8 ملايين دولار .. حصيلة تهم الرشاوى، التي يواجهها الرئيس البرازيلي السابق "لويس إيناسيو لولا دا سيلفا"، الذي احتجزته الشرطة، اليوم الجمعة، بعد مداهمة منزله.
وحكم "لولا دا سيلفا" البرازيل، خلال الفترة من 2003 إلى 2010، وهو من أسس حزب "العمال"، الذي صعد به إلى هرم السلطة قبل 13 عامًا، قبل أن ينتهي به الحال في قبضة الشرطة، بتهم فساد.
وداهمت الشرطة منزله في ساو باولو، واقتادته للاستجواب في إطار التحقيق حول فضيحة الفساد في شركة النفط الحكومية "بتروبراس"، كما أعلن المتحدث باسم مؤسسة "لولا".
وقال جوزيه كريسبينيانو، المتحدث باسم الرئيس السابق و"المؤسسة"، التي تحمل اسمه، إن "الشرطة الاتحادية تجري عمليات تفتيش ودهم في منزله وفي مؤسسة لولا ولدى عدد كبير من معاونيه وأفراد عائلته"، مؤكدًا أن الشرطة اقتادت "لولا دا سلفا" لاستجوابه.
ويشارك "نحو 200 شرطي في تنفيذ 44 مذكرة قضائية منها 33 مذكرة تفتيش ودهم و11 مذكرة جلب في ولايات ريو دو جانيرو وساو باولو وباهيا"، لرجال أعمال وشخصيات نافذة" أبرزهم الرئيس السابق.
وعملية الشرطة هذه جزء من عملية "التطهير السريع" الواسعة النطاق التي بدأت في 2014 للتحقيق حول شبكة فساد كبيرة في إطار شركة "بتروبراس" الحكومية والتي كلفت الشركة ملياري دولار على الأقل.
وقال النائب العام البرازيلي كارلوس فرناندو دوس سانتوس ليما، في مؤتمر صحفي، اليوم، إن الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا "تلقى الكثير من الهبات" من شركات بناء كبرى متهمة بالفساد في إطار فصيحة "بتروبراس" النفطية.
وقال النائب العام، إن "شركات كبيرة للأشغال العامة دفعت نحو 30 مليون ريـال (8 ملايين دولار) كهبات وأتعاب على محاضرات إلى لولا".
وأضاف أن "الهبات كثيرة ويصعب تحديد كميتها .. من الأسهل تحديد حجم الأشغال التي جرت في الشقة المكونة من 3 طوابق والمنزل الريفي".
وأضاف النائب العام: "نقوم بتحليل الأدلة التي تؤكد أن الرئيس وعائلته استفادوا من امتيازات"، مشيرًا الى أنه لا يفكر في توقيف رئيس الدولة السابق في الوقت الراهن.
وتجعل الأدلة ضد لولا التحقيقات قريبة من الرئيسة الحالية ديلما روسيف، التي تكافح لتفادي إجراءات لعزلها، ولانتشال البلاد من أسوأ تباطؤ اقتصادي خلال عقود.
وقالت الشرطة، إن لديها "أدلة تثبت أن لولا دا سيلفا استفاد بشكل غير قانوني من عمولات في شركة النفط الحكومية بتروبراس في صورة مدفوعات ومنزل فاخر".
وقال بيان للشرطة: "الرئيس السابق لولا بجانب رئاسته للحزب كان المسؤول بشكل أساسي عن اتخاذ قرارات تعيين المديرين في بتروبراس وأحد المستفيدين الرئيسيين من هذه الجرائم."
وأضاف البيان: "يوجد دليل يثبت أن الجرائم أدت إلى ثرائه ومولت حملات انتخابية وخزانة حزبه السياسي".
ويبدو أن القبض على الرئيس السابق لن يمر مرور الكرام؛ ففي الشارع، خارج منزل لولا بولاية ساو باولو، أظهرت لقطات تلفزيونية أنصار الرئيس السابق يتجمهرون بقمصان حمراء ويرددون أناشيد ويتبادلون السباب مع معارضيهم؛ مما يدل على العواطف العميقة التي تحيط بالرئيس السابق.
وكمؤسس لحزب "العمال" كانت صورة لولا محورية في احتجاجات الشوارع الضخمة المنادية بعزل روسيف والمناهضة لعزلها أيضًا خلال العام المنصرم، ونظمت أيضًا النقابات العمالية القوية مسيرات باسمه.
وقالت مؤسسة لولا، في بيان لها، إن الرئيس السابق "لم يرتكب أي ممارسات غير قانونية قبل رئاسته وخلالها وبعدها"، ووصفت المؤسسة احتجازه بأنه "تعسفي وغير قانوني وغير مبرر".
وانضم قادة حزب "العمال" للدفاع عن الرئيس السابق، وقال وزير العمل ميجيل روسيتو، إن اعتقاله "هجوم واضح على ما يمثله لولا".
وقال الوزير في بيان: "هذا ليس عدلًا .. هذا عنف".
وقفز الريال البرازيلي أكثر من 3% في التعاملات الصباحية مع مراهنة المستثمرين على أن الاضطراب السياسي قد يسفر عن تشكيل ائتلاف حاكم أكثر دعمًا لسياسات السوق.
aXA6IDE4LjIxNy4yNDYuMTQ4IA== جزيرة ام اند امز