"زمان" التركية بعد المصادرة.. صحيفة "موالية" وموقع "معارض"
واصلت المواقع الإلكترونية التابعة لصحيفة "زمان" التركية "تحدي" السلطات التركية، في وقت استسلمت الصحيفة الورقية لإرادة الرئيس التركي
واصلت المواقع الإلكترونية التابعة لصحيفة "زمان" التركية المعارضة "تحدي" السلطات التركية، في وقت استسلمت الصحيفة الورقية لإرادة الرئيس التركي وأصبحت موالية للحكومة، بعد يوم من سيطرة الدولة عليها، فيما اعتبره مناصرو حرية التعبير "ضربة جديدة" موجهة لحرية الصحافة.
ونشر موقع صحيفة "زمان" بالتركية، على الإنترنت رسالة تقول "سنقدم لكم يا قراءنا نوعية أفضل وخدمة أكثر موضوعية بأسرع ما يمكن"، بينما احتوى موقع صحيفة "تودايز زمان" الناطق بالإنجليزية، التي صودرت بدورها، موضوعات عن عملية السيطرة وانتقاد الاتحاد الأوروبي، ولم يتم تحديثها منذ أمس السبت.
وقالت رئيسة تحرير صحيفة "تودايز زمان" الصادرة بالإنجليزية سفجي أكارتشيشمه على "تويتر" السبت، إن "كل خطوط الإنترنت قطعت في مبنى زمان الذي داهمته الشرطة"، مضيفة "لم نعد قادرين على العمل".
وتضمن موقع "زمان عربي"، وهو متوقف عن التحديث منذ أمس السبت، موضوعات تندد بمداهمة الشرطة لمقر الصحيفة "ووضع السلطات التركية يدها عليها"، وتدين "التدخل غير الإنساني" ضد المتظاهرين أمام مقرها.
ونشر الموقع موضوعًا واحدًا اليوم، بعنوان "تركيا: ما هي أسباب السيطرة على صحيفة زمان ووكالة جيهان؟"، قال فيه: "ظهر أن قرار السلطات التركية بأوامر صادرة عن الرئيس رجب طيب أردوغان بمصادرة صحيفة "زمان"، يشمل وكالة جيهان للأنباء غير الحكومية أيضًا، إضافة إلى صحيفة "توديز زمان"، وجريدة "أكسيون" الإخبارية الأسبوعية".
وحذر الموقع من أن خطورة هذا القرار في أن "وكالة جيهان للأنباء هي الوكالة الخاصة الوحيدة التي تتابع نتائج الانتخابات المحلية أو العامة أو الرئاسية، إلى جانب وكالة أنباء الأناضول الرسمية".
وكان محررو صحيفة "زمان" من المؤيدين بقوة لأردوغان في فترة سابقة، لكن الخلافات ظهرت بشأن السياسة الخارجية وخطة الحكومة لإغلاق مدارس يديرها أتباع رجل الدين فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة.
واليوم الأحد، نشرت صحيفة "زمان" في طبعة محدودة احتوت على 12 صفحة، موضوعات تسهب في الإطراء على أردوغان، ومقالات تدعم الحكومة، في تحول مفاجئ في صراع أردوغان وكولن.
وتضمنت الصفحة الأولى خبرًا عن الحفل المقرر أن يقيمه أردوغان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وزيارته موقع جسر يتم بناؤه عبر مضيق البوسفور في اسطنبول، دون أي إشارة للاحتجاجات التي قام بها مؤيدو كولن يومي الجمعة والسبت عندما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق حشود كبيرة تجمعت أمام مقر الصحيفة.
وانتقدت جماعات حقوقية ومسؤولون أوروبيون عملية الاستحواذ على الصحيفة، قائلين إن هذا ينتهك حرية الصحافة في البلد المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي.
غير أن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، الذي يطير إلى بروكسل لحضور قمة طارئة بشأن اللاجئين غدا الاثنين، رفض تلك التهمة، ووصف عملية السيطرة بأنها قانونية في إطار التحقيق في التمويل غير الشرعي لمنظمة "إرهابية"، وإن الأمر لا ينطوي على أي تدخل سياسي.
ويتهم أردوغان وداود أوغلو كولن بالتآمر للإطاحة بحكومتهما في عام 2013 بعد أن سربت عناصر من الشرطة يشتبه في انتمائها لحركة كولن سير تحقيقات الفساد المتعلقة بأفراد من عائلة أردوغان وعدد من الوزراء.
وكانت الصحيفة صدرت أمس السبت تحت عنوان "تعليق الدستور" على صفحتها الأولى بخط أبيض على خلفية سوداء، وتحدثت عن "يوم العار" بالنسبة لحرية الصحافة في تركيا، بعد أن تمكنت من طبع نسختها قبل أن تداهمها الشرطة، وكتبت الصحيفة التي تطبع 650 ألف نسخة يوميًّا أن "الصحافة التركية تعيش أحد أحلك الأيام في تاريخها" منددة "بسيطرة منظمة من قبل السلطات".
aXA6IDMuMTcuNzkuMTg4IA== جزيرة ام اند امز