إسرائيل تهود القدس بملايين الدولارات الـ"مهربة"
تواصل إسرائيل مصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة لربط التجمعات الاستيطانية الكبرى بمدينة القدس في إطار مشروع لتهويد القدس
طالبت الخارجية الفلسطينية، اليوم، المجتمع الدولي بتجفيف مصادر تمويل الجمعيات الاستيطانية الإسرائيلية، وسرعة التحرك لوقف المخططات الاستيطانية الاستعمارية، عبر قرار دولي ملزم يصدر عن مجلس الأمن الدولي لوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بجميع أشكاله.
وأدانت الخارجية الفلسطينية، في بيان تلقت بوابة "العين" نسخة منه، مخططات الاحتلال لمصادرة أكثر من ألفي دونم من أراضي قرية كيسان في محافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، لأغراض التوسع الاستيطاني، وربط المستوطنات الجاثمة على أراضي المحافظة بعضها ببعض.
وأكدت الخارجية، أن حكومة نتنياهو تواصل مخططاتها التوسعية للاستيلاء على مزيد من الأرض الفلسطينية المحتلة وتهويد المدينة المقدسة، وبشكل خاص استهداف الأحياء والبلدات الفلسطينية الواقعة في محيط المسجد الأقصى.
مئات الملايين "المهربة" للاستيطان
وتلقى مخططات الجمعيات الاستيطانية المسؤولة عن تهويد البلدة القديمة ومحيطها في القدس المحتلة، تمويلاً ماليًّا بمئات ملايين الدولارات من جهات وشركات تنشط في العديد من الدول.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تحقيق نشر اليوم، إن جمعية "إلعاد" الاستيطانية، تلقت معظم تمويلها من جهات مشبوهة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "إلعاد" تلقت تمويلا بمبلغ يزيد عن 450 مليون شيكل خلال ثماني سنوات، بين الأعوام 2006-2013، وتبين أن 275 مليونًا منها جاءت من شركات مسجلة في دول تعتبر كملاجئ للمتهربين من الضرائب، مثل جزر البهاما وسيشيل.
وذكر التحقيق أن المبالغ الكبيرة التي تلقتها "إلعاد" تبرعت بها شركات تتهرب من دفع الضرائب ويصعب معرفة نوع الأعمال التي تمارسها.
أراضي "كيسان"
وقال الخبير في شؤون الاستيطان خليل التفكجي لبوابة "العين"، إن مصادرة أراضي كيسان، يأتي في إطار مشروع ((E2، الذي يتضمن مخطط إقامة مدينة الجنائن؛ حيث تم طرح مشروع إقامة 2500 وحدة استيطانية وسوف يستمر حتى البحر الميت.
وأشار إلى أن ربط هذه المشاريع بإقامة شارع سيصل ما بين أراضي 1948 والبحر الميت الذي تم الإعلان عنه قبل سنوات، دليل على أن دولة الاحتلال تريد تقسيم الضفة الغربية لتسهيل السيطرة عليها.
وشدد التفكجي على أن حكومة نتنياهو المتطرفة تسعى لتقسيم الضفة الغربية إلى كانتونات يسهل السيطرة عليها، إضافة إلى إقامة القدس الكبرى وضم تجمع غوش عتصيون الاستيطاني الواقع جنوب بيت لحم إلى القدس عن طريق الشوارع والأنفاق.
وأكدت الخارجية الفلسطينية -في بيانها اليوم- أن ما تقوم به حكومة نتنياهو وعبر أذرعها الاستيطانية يأتي بهدف الاستيلاء على المزيد من أرض فلسطين وتهويدها، وتفريغها من مواطنيها، سواء في المناطق المسماة (ج)، أو الأحياء والبلدات الفلسطينية في القدس المحتلة، كما تتسابق هذه الحملة مع دعوات المتطرفين من أركان الائتلاف الحاكم إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وتهجير أكبر نسبة ممكنة من سكانها للخارج.