أمل القبيسي: ألهمَتْنا قيادتُنا أنْ لا سقف لطموحنا ووطننا
في حفل مرور 44 عامًا على تأسيس المجلس
نظم المجلس الوطني الاتحادي احتفالًا، في قاعة المسرح بقصر الإمارات بأبوظبي، احتفالًا بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لتأسيسه
نظم المجلس الوطني الاتحادي احتفالًا، اليوم الإثنين، في قاعة المسرح بقصر الإمارات بأبوظبي، احتفالًا بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لتأسيسه كإحدى السلطات الدستورية الخمس في دولة الإمارات.
وحضر الحفل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وأولياء العهود ونواب الحكام.
وألقت الدكتورة أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي كلمة بهذه المناسبة، تناولت خلالها تاريخ المجلس منذ تأسيسه عام 1972، مشيدة بمسيرته خلال 44 عامًا باعتبارها "جزءًا لا يتجزأُ من روحِ الاتحاد وترسيخِ نهجِ الشورى الذي أرساه الوالدُ المغفورُ له بإذن الله تعالى الشيخُ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّبَ اللهُ ثراهُ، وإخوانُه حكام الإمارات".
وأثنت القبيسي في كلمتها على عمل أعضاء المجلس في الفصول التشريعية السابقة، حيث "خدمَ مئاتُ الأعضاءِ تحتَ قبةِ المجلس، اختارَهُم الشعبُ والقيادةُ لرعاية مصالحِ المواطنينَ والمجتمعِ والدولةِ والأجيالِ القادمةِ وليكونوا ضميرَ الأمةِ وممثلينَ لشعبِ الاتحاد".
وتابعت: "واليوم، ودولتُنا تشرعُ أبوابَ المستقبلِ ننطلقُ من إنجازاتِ كلِّ أعضاءِ المجلس، نستشرف المستقبل، ونفتح أبوابَه محملينَ بطموحاتٍ وآمالٍ لا تحدها حدودٌ، فقد ألهمَتْنا قيادتُنا أنْ لا سقفَ لطموحِنا وأحلامِنا لشعبِنا ووطنِنا، ساعينَ إلى تطويرِ تجربتِنا السياسيةِ لتمكينِ شعبِ الإماراتِ من المشاركةِ الفاعلةِ في صياغةِ المستقبلِ وتحملِ مسؤولياتِ بنائِه".
وأضاف القبيسي: "لقد عملَ أعضاءُ المجلسِ الوطنيِّ الاتحاديِّ للفصلِ التشريعيِّ السادسَ عشرَ الحالي منذ البداية، ومن خلال "الملتقى البرلمانيِّ التشاوريِّ الأول لاستشرافِ المستقبل"، الذي عُقِدَ مؤخرًا، وارتكازًا على خطابِ التمكينِ السياسيِّ لصاحبِ السموِّ رئيسِ الدولة -حفظَهُ الله- وانطلاقًا من رؤيةِ الإمارات 2021 واستشرافِها المستقبلَ للـ50 عامًا المقبلة، التي تسهرُ على تنفيذِهَا حكومةُ المستقبل، برئاسةِ صاحب السموّ الشيخِ محمد بن راشد آل مكتوم نائبِ رئيسِ الدولة رئيسِ مجلسِ الوزراءِ حاكمِ دبي "رعاه الله"، واعتمادًا على رؤى صاحب السموِ الشيخِ محمد بن زايد آل نهيان وليِّ عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عملوا على تطويرِ أولِ خطةٍ استراتيجيةٍ برلمانيةٍ للمجلسِ الوطني الاتحاديِّ تتم صياغتها بمشاركة جميعِ أفرادِ المجتمعِ على الصعيدِ الوطني.
وأوضحت بأن أعضاءَ المجلسِ الوطنيِّ الاتحاديِّ "وضعوا نصبَ أعينِهم العملَ على تطويرِ الأهدافِ والمبادراتِ الاستراتيجيّةِ التي ستقوم بتعزيز المشاركةِ الفاعلةِ لأفراد مجتمعِ الإماراتِ في أعمالِ المجلسِ كافة، إضافةً إلى تعزيزِ دورِ المجلسِ في المجالاتِ التشريعيةِ والرقابيةِ والسياسية. والعمل من خلال التعاون الوثيق وتضافر الجهود وتكاملها مع حكومتنا الموقرة، وكل سلطات ومؤسسات الدولة، ومكونات المجتمع بروح الفريق الواحد، لإسعاد شعب الإمارات ولمواكبة وتحقيق رؤية الدولة وتوجهاتها على جميع المستويات، فكل مؤسسات الوطن، كما وصفها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، شرايين لجسد واحد" .
وقالت الدكتورة أمل القبيسي: "إن الرؤيةَ التنمويةَ المستشرفةَ للمستقبلِ لقيادتِنا الرشيدةِ هي الرافد الأساسيُ لطموحِنا وخططِنا وأهدافِنا الوطنية، وإننَا مؤمنونَ بأنّ قدراتِ شعبِ الإماراتِ هي أعظمُ قوةٍ لتحقيقِ تلك الرؤية، ومن خلالِ المجلسِ سنسعى للاستفادةِ من تلكَ القوةِ بإشراكِ أفرادِ المجتمعِ في آلياتِ صنعِ القرار. وجعلِهم جزءًا أساسيًّا من جهودِ التنميةِ الشاملةِ في الدولة، وفي هذا الإطارِ، سنسعى من خلالِ العديدِ من البرامجِ والمبادراتِ الاستراتيجية، التي سيطلقُها المجلسُ خلالَ المرحلةِ المقبلةِ، إلى الاستفادةِ من طاقاتِ وحكمةِ المجتمعِ وخبراتِ أفرادِه كافة، ووجهاتِ نظرِهم كمكوِّنٍ أساسيٍّ يُسهمُ في أداءِ دورِ المجلسِ الرقابيّ والتشريعي، وعملياتِ صنعِ القرارِ في المجلس، سواءٌ في النقاشاتِ أو في اللجانِ أو في القراراتِ والتوصيات".
وحول دور الشباب في المجتمع والدعم الكبير الذي يتلقاه من الحكومة الإماراتية، قالت القبيسي: "إننا نعي أن دولتَنا فتيةٌ شابة، وأكثرُ مواطنيها من الشباب، ما يُحتمُ علينا أن نعززَ دورَ الشبابِ في عملِ المجلس، فالشبابُ هم صانعو المستقبل، ونريدُ لهم أن يشاركوا بفاعليةٍ في عملِنا البرلمانيِّ، فتحقيقُ برنامجِنا الوطنيِّ في التمكينِ السياسيِ يتطلبُ ألا تقتصرَ المشاركةُ السياسيةُ على مشاركةِ المجتمعِ فقط في الانتخابات، بل تتواصلُ عبرَ إسهاماتٍ شبابيةٍ فاعلةٍ في دورِ المجلسِ ومهامِه السياسية؛ ومن ذلك تطويرُ آلياتٍ تعززُ المشاركةَ الشبابيةَ في العملِ البرلماني، بما يؤهلُ الشبابَ للمشاركةِ السياسيةِ".
وأوضحت: "إننا نعملُ على أن يكونَ المجلسُ منصةً حقيقيةً للمستقبل، والشبابُ هم جزءٌ أساسيٌ من حاضرِنا وهمْ كلُّ مستقبَلِنا، وهم الرافعةُ الاستراتيجيةُ التي لا غنى عنها لبناء وطنِنا الذي نصبو إليه ونحلمُ به".
وتطرقت القبيسي في كلمتها حول الدور المحوري للمجلس في السياسة الخارجية الإماراتية حيث قالت: "إن نجاحَ السياسةِ الخارجيةِ لدولةِ الإمارات، وفاعليةَ دورِ جهازِها الدبلوماسي وتأثيرِه المتنامي على الصعيدينِ الإقليميِّ والدوليِّ يتطلبان من المجلسِ الوطنيِ الاتحاديِ دورًا برلمانيًّا حيويًّا ومهمًّا في التواصل مع برلمانات دول العالم، تعمل فيه الدبلوماسية البرلمانية جنبًا إلى جنبٍ مع الدبلوماسيةِ الرسمية، إن على البرلمانيينَ مسؤوليةَ التنسيقِ مع بعضِهم بعضًا، بما يكفلُ الوصولَ إلى فهمٍ أعمقَ يضمنُ معالجةَ التحدياتِ الاستراتيجيةِ المشتركة، التي تواجهُ العالمَ أجمع، وإشراكَ المجتمعاتِ في التصدي لها".
وأضافت: "نحن نسعى لأن يكونَ للمجلسِ الوطنيِّ الاتحاديِّ مساهمةٌ أكثرُ فاعليةً، ليس من خلالِ تمثيلِ الدولةِ في التجمعاتِ البرلمانية الدوليةِ فقط، ولكنْ من خلال تطويرِ العلاقاتِ المؤسسيةِ الدوليةِ أيضًا، وتعزيزِ دورِ الشعبةِ البرلمانيةِ في المشاركةِ بفاعليةٍ في صياغةِ وطرحِ أهمِ الموضوعاتِ والقضايا الإقليميةِ والدوليةِ كالأهدافِ الألفيةِ للتنمية المستدامةِ والتغيرِ المناخيِ ومواضيعِ الطاقةِ والمياهِ ومحاربةِ الإرهابِ والتطرفِ، ونشرِ قيمِ التسامحِ والاعتدالِ والتعايشِ الإنسانيِّ، انطلاقًا من توجهاتِ دولةِ الإماراتِ وسياستِها الخارجية، وتعبيرًا عن تطلعاتِ شعبِ الإماراتِ لخيرِ الإنسانيةِ جمعاء".
وحول المستجدات والأوضاع على الساحتين الإقليمية والعالمية، أوضحت "نحن اليوم في أمسِّ الحاجةِ لتنسيقِ الجهودِ الإقليميةِ والدوليةِ، التي تركزُ على تطويرِ رؤيةٍ متجانسةٍ للتحدياتِ والفرصِ التي تنتظرُنا في المستقبلِ، وتمكنُنا من العمل كجسرٍ بينَ الحكوماتِ والمجتمعِ الذي نمثلُه لتحقيقِ ذلك المستقبل، وفقَ رؤيةٍ حضاريةٍ متزنةٍ تجمعُ ولا تفرق، تبني ولا تهدمُ، تعيدُ الأملَ وتعصفُ بحزمٍ أمامَ كلِّ ما يهددُ أمنَ شعوبِنا واستقرارهِا".
واختتمت الدكتورة أمل القبيسي كلمتها بتعبيرها عن شكرها للمشاركين بالاحتفال قائلة: "أتقدمُ لكم جميعًا بالشكرِ الجزيلِ على مشاركتكم لنا احتفالَنا بذكرى تأسيسِ المجلسِ الوطنيِ الاتحاديِ الرابعةِ والأربعين، وكلي ثقةٌ بأننا نقفُ على أعتابِ مستقبلٍ أجملَ للإمارات .. مستقبلٍ يسهمُ في صياغتِه قيادتُنا الرشيدةُ وشعبُنا الوفيُّ بأيدٍ عِدَّةٍ وقلبٍ واحدٍ يسكنُ "بيتًا متوحدًا".
كلُّ التحيةِ والإجلالِ والامتنانِ لقيادتِنا الرشيدةِ على دعمِها اللامحدودِ للمجلسِ الوطنيِ الاتحادي.
كلُّ الحبِّ والمجدِ لوطنِنا الغالي المعطاء.
وكلُّ التقديرِ والثناءِ لشعبِنا الوفيِّ القويِّ في الشدةِ والرخاءِ.
وكلُّ الفخر والإكبارِ لشهدائِنا الأبرارِ.
aXA6IDE4LjE4OS4xNzAuMjI3IA== جزيرة ام اند امز