مسؤولو الحكومة المصرية، لجأوا إلى التفكير في مياه النيل كحل خارج الصندوق بعد أن خنقت الأزمة المرورية سكان القاهرة
بعد أن خنقت الأزمة المرورية سكان العاصمة المصرية القاهرة، لجأ مسؤولو الحكومة المصرية إلى التفكير في مياه النيل كحل خارج الصندوق لتلك الأزمة، فظهر "التاكسي النهري"، الذي من المتوقع أن يزيد الاستثمارات في مجال النقل النهري.
فقبل أيام افتتح الدكتور سعد الجيوشى وزير النقل المصري، التشغيل التجريبي لأربع وحدات من التاكسي النهري، تعمل بين محطتي المعادي، جنوبي القاهرة، والتحرير بوسط العاصمة، تمهيدًا لتوسيع التجربة، التي تعول الحكومة عليها لتخفيف الأزمة المرورية من ناحية، وزيادة الاستثمارات في النقل النهري، من جهة أخرى.
وزارة النقل أكدت أن مرحلة التشغيل التجريبي ستستمر لحين الانتهاء من إجراءات ترخيص المراسى من محافظتي القاهرة والجيزة، مؤكدة أنها بدأت في بيع كراسة الشروط للمستثمرين الجدد الراغبين في المشاركة في تنفيذ مشروع التاكسي النهري في المحافظات المطلة على نهر النيل.
وقالت الوزارة في بيان لها، إنها أسندت المرحلة الأولى من مشروع التاكسي النهري إلى 3 شركات، وبدأ العمل بسعر 5 جنيهات للمحطة الواحدة، ويبلغ طول الرحلة كاملة 4 محطات، بسعر 20 جنيهًا للرحلة كلها.
تشغيل تجريبي
وقال أحمد إبراهيم المتحدث باسم وزارة النقل لـ"بوابة العين"، إن التاكسي النهري يعمل حاليًا في نهر النيل ويقوم بنقل الركاب، وأيضًا يتم استخدامه في السياحة والنزهة، ولكن بشكل تجريبي لحين الانتهاء من إجراءات ترخيص المراسي من محافظتي القاهرة والجيزة.
وأضاف إبراهيم أن الزوارق المستخدمة للتاكسي النهري مزودة بمعدات السلامة، والرؤية الليلية، كما يتم مراقبة تحركاتها من المركز الرئيسي، بالإضافة إلى وجود كاميرات المراقبة، وتوفير خدمة الاتصال بالإنترنت بها.
من جانبه، قال مجدي غالي صاحب إحدى شركات التاكسي النهري، إن لديه 9 وحدات تعمل في المشروع، مشيرًا إلى أنه سيتوسع في الاستثمار في مجال التاكسي النهري في محافظات أخرى من خلال التعاون مع وزارة النقل.
وأكد على نفس المعنى هشام حمامة صاحب إحدى شركات التاكسي النهري وقال، إنه يمتلك حاليًا 4 وحدات أحدها تعمل بالطاقة الشمسية، وينتظر بدء التشغيل الرسمي للتوسع في نشاطه.
ترحيب مروري
وأبدى اللواء علاء الدجوى مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة سعادته بهذا التوجه، وقال لـ"بوابة العين"، إن شوارع العاصمة تعانى من أزمة مرورية حقيقية، موضحًا أن تفعيل "التاكسي النهري" سيساعد في تخفيف الأحمال والكثافات على الطرق .
وأشار إلى أن نقل الركاب والبضائع عن طريق نهر النيل أصبح ضروريًّا وحتميًّا الأمر الذى يسهم في حل الأزمة المرورية بشكل كبير، وأرجع ذلك لسير 2 مليون و292 ألف سيارة تنوعت ما بين ملاكي ونقل وأتوبيس ورحلات داخل شوارع العاصمة يوميًّا، بمتوسط 319 مركبة تزيد يوميًّا.
وشدد اللواء حامد العقيلي مساعد وزير الداخلية مدير شرطة المسطحات المائية، على ما ذهب إليه مدير الإدارة العامة للمرور، وقال لـ "العين": "هناك خطة لتطوير مشروع التاكسي والأتوبيس النهري وتزويد خطوط السير إلى 24 خطًّا وزيادة عدد المحطات".
ومن جانبه، رحب الدكتور خالد عباس العميد السابق للمعهد القومي للنقل وخبير النقل الدولي بمشروع التاكسي النهري، قائلًا، إن "أي دولة متحضرة ولها ممرات مائية ينبغي عليها استغلالها، فمصر لديها نهر النيل الذى يربط ما بين شمالها وجنوبها، فلابد من الاستفادة من ذلك وتفعيل المشروع واستخدامه في نقل الركاب والبضائع والسياحة أيضًا".
وأضاف الدكتور عباس أن "هناك دول كثيرة تستخدم ممراتها المائية مثل إسطنبول وأستراليا وهولندا والأمارات، ولا يوجد دولة متقدمة بدون هذه الخدمة".
لكنه شدد في الوقت ذاته، على ضرورة وجود شركات تتابع معايير ومستويات الخدمة المقدمة وقال: "أعتقد أن مصر قادرة على فعل ذلك" .
تحفظ على السعر
ورغم ما ذهبت إليه الوزارة ومسئولي المرور، إلا أن صدى المشروع لم يصل بعد إلى "على محمد" موظف بمؤسسة حكومية ومقيم في حدائق المعادي، والذي قال لـ "العين"، إنه علم بمشروع التاكسي النهري من خلال وسائل الأعلام، ولكن لم يعلم أماكن توقفه حتى يستقلها، مشيرًا إلى أن سعر التذكرة ربما يكون مبالغ فيه وليس في متناول كل فئات المصريين، وطالب الحكومية المصرية بالعمل على تخفيض السعر حتى يكون هناك إقبالًا عليه.
وأبدى محمد فؤاد يعمل بجريدة قومية، سعادته بهذه الوسيلة الجديدة التي قال، إنها مريحة جدًّا في التنقل والتنزه أيضًا وأنه قام باستخدامها مرة واحدة منذ أن تم انطلاق المشروع، مشيرًا إلى أنه ينبغي على الدولة المصرية إلقاء الضوء على المشروع بشكل كامل وتعريف المواطنين بمميزاته.
aXA6IDMuMTQ0LjExNi4xOTUg جزيرة ام اند امز