سجن محامية فلسطينية.. هدية إسرائيل للمرأة في يومها العالمي
في يوم المرأة العالمي، لا زالت عشرات الفلسطينيات يقبعن خلف قضبان الاحتلال ويعانين الأمرين من إجراءاته اللاقانونية بحقهن.
قبل يومٍ واحد من احتفال المرأة الفلسطينية بيومها العالمي، جاء الحكم الإسرائيلي على المحامية شيرين العيساوي بالسجن 4 سنوات، لينكأ جراح ومعاناة النساء الفلسطينيات تحت حراب الاحتلال.
المناضلة الفلسطينية أم سامر العيساوي من القدس، اكتفت برفع كفيها إلى السماء وقالت: "حسبنا الله ونعم الوكيل" بعدما تلقت نبأ إصدار الاحتلال حكمًا بسجن ابنيها: المحامية شيرين 4 سنوات، ومدحت 8 سنوات، في يومٍ واحد وهي التي جربت من قبل معاناة الألم والتضحية، فهي أم شهيد وتعرض جميع أبنائها الستة للاعتقال.
وقالت الأم الصابرة: "حسبنا الله ونعم الوكيل .. بعد سنتين من السجن والمعاناة حكمت المحكمة المركزية في القدس على أبنائي مدحت وشيرين .. الحاكم العادل هو الله.
التواصل مع الأسرى تهمة
وأدان مركز أسرى فلسطين للدراسات في بيانٍ تلقت بوابة "العين" نسخةً منه الحكم الذى أصدرته المحكمة المركزية بالقدس صباح اليوم الاثنين على الأسيرة شيرين طارق العيساوى" بالسجن لمدة 4 سنوات، وشقيقها "مدحت" بالسجن لمدة 8 سنوات ، واعتبرته انتقاميًّا .
واعتقلت العيساوى في السابع من مارس 2014، وكانت موقوفة طوال تلك الفترة، حيث تعرضت خلال اعتقالها إلى العديد من العقوبات والممارسات التعسفية بحقها، حيث عزلت لأكثر من شهرين العام الماضي في زنزانة مليئة بالحشرات والصراصير، وذلك بحجة أنها اعتدت على سجانة في سجن هشارون، حيث امتنعت في حينه عن الطعام، بحسب رياض الأشقر الناطق الإعلامي لمركز أسرى فلسطين.
وأشار الاشقر الى أن سلطات الاحتلال وجهت للأسيرة العيساوى تهمه التواصل مع الأسرى داخل السجون ، وتحويل أموال لهم من خلال مكتبها القانوني، واعتقل شقيقها مدحت على نفس التهمه بتاريخ 13/3/2014، بعد أسبوع من اعتقالها، وحكمت عليه بالسجن لمدة 8 سنوات .
واعتبر الأشقر الحكم انتقامي من العائلة المناضلة التي اعتقل كل أفرادها وخاض أحدهم وهو الأسير سامر العيساوى ملحمة الإضراب عن الطعام لأكثر من 9 شهور، بعد أن أعيد اعتقاله وقد تحرر ضمن صفقة تبادل الأسرى عام 2011 ، حيث تحرر مرة أخرى وأعيد اعتقاله مرة ثالثة.
ادعاءات باطلة
وأدانت هيئة شئون الأسرى الحكم بحق المحامية العيساوي 38 عامًا، مشددة على أن ادعاءات النيابة العسكرية هي باطلة، حيث وجهت تهمة الإرهاب من خلال تواصل الأسيرة شيرين وشقيقها مدحت مع الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال .
وبينت الهيئة أن هذا "الحكم الجائر" يأتي بالتزامن مع الثامن من آذار يوم المرأة العالمي "ليؤكد على الممارسات القمعية التي تتعرض لها المرأة الفلسطينية من قبل الاحتلال منذ 7 عقود".
والمحامية العيساوي هي واحدة من (65) أسيرة ثلثهن من مدينة الخليل جنوب الضفة، فيما تعرض 1400 فلسطيني للاعتقال منذ عام 2000 حتى الآن.
ويؤكد عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن سلطات الاحتلال اعتقلت نحو (1403) فتاة وامرأة فلسطينية منذ بدء انتفاضة الأقصى في أيلول/سبتمبر عام2000 وحتى اليوم.
وقال فروانة: إن تلك الاعتقالات طالت أمهات وزوجات ونساء كبيرات طاعنات في السن وطالبات وفتيات قاصرات وكفاءات أكاديمية وقيادات مجتمعية ونائبات منتخبات في المجلس التشريعي، بالإضافة إلى جريحات ومصابات بأعيرة نارية، وأن (4) منهن أنجبن داخل السجن في ظروف قاسية.
وأشار إلى أن (118) فلسطينية اعتقلن خلال انتفاضة القدس التي اندلعت في الأول من تشرين أول/أكتوبر الماضي 9 منهن مصابات لا يزلن في سجون الاحتلال.
أصغر أسيرة في العالم
ولفت إلى أن بين الأسيرات (13) طفلة أصغرهن الطفلة ديما الواوي (12سنة) من مدينة حلحول قضاء الخليل المحكومة قرابة 5 شهور وغرامة مالية 8 آلاف شيقل وتقبع في سجن الشارون للنساء، وتعد أصغر أسيرة في العالم.
كما بين الأسيرات النائبة خالدة جرار التي تقضي حكمًا بالسجن (15 شهرا)، فيما تعتبر لينا الجربوني من المناطق المحتلة عام 1948 والمعتقلة منذ نحو (14) سنة أقدمهن في السجن، وهي الأكثر قضاء للسنوات في سجون الاحتلال عبر التاريخ؛ لذا يُطلق عليها "عميدة الأسيرات".
اعتصام غزة
ولمناسبة يوم المرأة العالمي شاركت المئات من النساء الفلسطينيات، في اعتصام ذوي الأسرى الأسبوعي أمام أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بمدينة غزة.
وشهد الاعتصام، عروضًا تراثية، شملت أغاني شعبية ورقص "الدبكة"، ورفع للأعلام الفلسطينية، فيما رفعت لافتات تدعوا للإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال وخصوصًا الأسيرات.
وقالت آمال حمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن نساء فلسطين جنبًا إلى جنب مع الرجال يتعرض لاعتداءات الاحتلال، ويواجهن اعتداءات كبيرة واليوم لدينا حوالي 65 أسيرة، ومنذ مطلع أكتوبر الماضي لدينا 15 شهيدة 7 منهن طفلات.
وأشارت إلى معاناة المرأة جراء لحصار على غزة، فضلاً عن آثار 3 حروب سابقة، مشددة على أن المرأة ستواصل العطاء مع الرجال حتى الحرية والاستقلال.
وطالبت القيادية الفلسطينية المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية المرأة الفلسطينية من بطش الاحتلال المتواصل ضدهن منذ عقود، وأكدت أن المرأة الفلسطينية لن تتخلى عن دورها الوطني.