الإخوان والاغتيالات.. سلسال من الدم عبر التاريخ المصري
آخرها كان النائب العام المستشار هشام بركات
تاريخ الإخوان مع الاغتيالات في مصر هو سلسال ممتد من الدماء، بدأ برئيس الوزراء الراحل علي ماهر وانتهى إلى الآن بالنائب العام
أعلن أمس الأحد، وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبدالغفار عن تورط جماعة الإخوان المسلمين في عملية اغتيال النائب العام السابق، هشام بركات، بمساعدة عناصر من حركة حماس الفلسطينية.
وقتل النائب العام السابق هشام بركات (64 عامًا) في تفجير استهدف موكبه أمام منزله صباح 29 يونيو/حزيران من العام الماضي.
وقال عبدالغفار، في مؤتمر صحفي، إن "اغتيال بركات كان في إطار "مؤامرة كبرى" تمت بأوامر من قيادات لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة تعيش في تركيا وبتنسيق مع "الذراع الآخر المسلح (للجماعة) في غزة وهي حركة حماس، التي اضطلعت بدور كبير جدًّا في هذه المؤامرة، وأشرفت على العملية منذ بدايتها وحتى انتهائها"، وأن السلطات ضبطت خلية تضم 48 من عناصر جماعة الإخوان كانت تعمل على تقويض الأمن، موضحًا أنه بينهم 14 شخصًا شاركوا في اغتيال بركات".
https://www.youtube.com/watch?v=gwLyDTwxaBI&feature=youtu.be
تورط جماعة الإخوان في اغتيال أحد رموز الدولة المصرية بحجم النائب العام لم يكن الأول، فعلى مر التاريخ منذ نشأة الجماعة عام 1928 على يد حسن البنا، تتهم الجماعة بالوقوف وراء عمليات اغتيالات واسعة استهدفت رموز وقيادات الدولة المصرية على مدى العقود السابقة، منها ما نجحت الجماعة في تنفيذها ومنها ما باءت بالفشل وتصدت لها قوات الأمن المصرية.
اغتيال رئيس الوزراء الأسبق أحمد ماهر باشا
منذ ما يزيد عن 70 عامًا، تورطت جماعة الإخوان المسلمين، في عملية اغتيال رئيس وزراء مصر الأسبق، أحمد ماهر باشا.
تولى أحمد ماهر رئاسة الوزراء بعد تكليفه من قبل الملك فاروق بتشكيل الوزارة في 8 أكتوبر 1944، وكان من مؤيدي دخول مصر الحرب العالمية الثانية إلى جانب بريطانيا.
ذهب أحمد ماهر إلى البرلمان لعرض الأمر على أعضائه، يوم 24 فبراير 1945، وبينما كان البرلمان يناقش الأمر قام شاب يدعى محمود العيسوي بإطلاق الرصاص عليه داخل بهو البرلمان، فتوفي في الحال.
وحكم على العيسوى بالإعدام شنقًا، وظهرت فيما بعد كتابات ومؤلفات أظهرت أن العيسيوي كان عضوًا بجماعة الإخوان المسلمين، وأنه قتل ماهر انتقامًا منه لأنه تسبب في إسقاط وخسارة حسن البنا في الانتخابات البرلمانية.
https://www.youtube.com/watch?v=jcYJvQYaZsE
القاضي الخازندار
"لو حد يخلصنا منه" كانت هذه العبارة التي خرجت من لسان حسن البنا بمثابة الضوء الأخضر لعملية اغتيال القاضي أحمد الخازندار، وهو رجل قانون وقاض مصري، وكان وكيلاً لمحكمة الاستئناف، وحكم على عدد من شباب الإخوان بالأشغال الشاقة المؤبدة.
في صباح يوم 22 مارس/آذار 1948 خرج القاضي أحمد بك الخازندار من منزله بشارع رياض بحلوان ليستقل القطار المتجه إلى وسط مدينة القاهرة؛ حيث مقر محكمته، وكان في حوزته ملفات قضية كان ينظر فيها وتعرف بقضية "تفجيرات سينما مترو"، التي اتهم فيها عدد من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، وما أن خرج من باب مسكنه حتى فوجئ بشخصين هما عضوا جماعة الإخوان حسن عبدالحافظ ومحمود زينهم يطلقان عليه وابلاً من الرصاص من مسدسين يحملانهما، أصيب الخازندار بتسع رصاصات ليسقط صريعًا في دمائه.
تم القبض على قاتلي الخازندار من قبل الأهالي، واستدعت النيابة العامة مرشد الجماعة حسن البنا، الذي أنكر معرفته بهما، لكن تبين أن المتهم الأول حسن عبدالحافظ كان "السكرتير الخاص" للمرشد العام، وهنا اعترف البنا بمعرفته للمتهم إلا أنه نفى علمه بنية المتهمين اغتيال القاضي الخازندار.
اغتيال محمود النقراشي
اغتيل محمود النقراشي، رئيس وزراء مصر الأسبق في 28 ديسمبر 1948 على يد عضو جماعة الإخوان المسلمين.
قبل عملية الاغتيال بيوم أقدم النقراشي على حل جماعة الإخوان المسلمين، وصدر القرار رقم 63 لسنة 1948 بحل جماعة الإخوان المسلمين بكل فروعها في البلاد ومصادرة أموالها وممتلكاتها، والقبض على رموز الجماعة.
ارتدى القاتل زي ضابط شرطة، ودخل مبنى وزارة الداخلية (النقراشي كان رئيسًا للوزراء ووزيرًا للداخلية في الوقت ذاته) وحينما وصل النقراشي لمقر الوزارة قام الشاب بتحيته، ثم أطلق عليه 3 رصاصات، تبين أن القاتل عضوًا بجماعة الإخوان وينتمي لمجموعة نوعية، فتم القبض عليهم وحكم عليه بالإعدام وعلى شركائه بالسجن مدى الحياة، بينما أصدر البنا بيانًا تبرأ فيه منهم وكتب "ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين".
محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر
في 26 أكتوبر عام 1954، وفي أثناء إلقائه خطابًا في ميدان المنشية بمحافظة الإسكندرية، تعرض الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر لإطلاق الرصاص فيما عرف بـ"حادثة المنشية"، وتبين أن جماعة الإخوان تقف وراء محاولة الاغتيال.
تورط جماعة الإخوان المسلمين وأعضائها في عمليات العنف والإرهاب والاغتيالات داخل مصر، لم يتوقف عند هذه الوقائع، وإنما أشارت أصابع الاتهام إلى تورطها في عشرات العمليات، على مدى العقود الماضية، وازدادت وتيرة العنف بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي من منصبه عام 2013، كما توجه الاتهامات لجماعة الإخوان بأنها تقف وراء ظهور جماعات إرهابية أخرى انبثقت عنها وتورطت في عمليات اغتيالات واسعة كانت أبرزها عملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، واغتيال وزير الأوقاف الأسبق الشيخ الذهبي، والكاتب والمفكر فرج فودة، ورئيس مجلس الشعب الأسبق رفعت محجوب.