الإمارات تستعد لسنّ أحد أول قوانين الفضاء على مستوى العالم
القانون سيتبع التشريعات الأمريكية التي أقرّت في العام الماضي، والتي ستحدد كيفية الاستفادة من الاستخراج التجاري للمعادن والثروات الأخرى.
لا يزال مشروع الإمارات لدخول عالم الفضاء وإطلاق أول رحلة إلى المريخ يسير على قدم وساق، وجاء أسبوع أبوظبي للطيران والفضاء الأول بمثابة خطوة على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف، وتعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي في قطاع الطيران والفضاء.
وكشف مدير عام وكالة الإمارات للفضاء الدكتور المهندس محمد الأحبابي عن وضع اللمسات الأخيرة على ما يمكن اعتباره واحداً من أول قوانين الفضاء في العالم، ويشمل هذا القانون مشاريع استكشاف الفضاء والأنشطة التجارية مثل عمليات التعدين.
وكان الأحبابي يتحدث خلال القمة العالمية لصناعة الطيران، والتي تقام ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للطيران والفضاء تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة، وتستضيف حوالي 1000 من كبار المسؤولين وأكثر من 140 إعلامياً من 59 دولة لمناقشة أبرز التحديات التي تواجهها المؤسسات العاملة في قطاعات صناعة الطيران والنقل الجوي والفضاء والدفاع.
تنظيم البعثات الفضائية
القانون الجديد سيتبع التشريعات الأمريكية التي أقرت في العام الماضي، والتي ستحدد كيفية استفادة الشركات من الاستخراج التجاري للمعادن والثروات الأخرى، بالإضافة إلى تنظيم البعثات الفضائية من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وكانت مجموعة العمل في وكالة الإمارات للفضاء قد تشكلت خلال العام الماضي لتحديد الآليات والمعايير التنظيمية في قطاع الفضاء. وأشار الحبابي إلى أن عام 2021 سيصادف الذكرى الخمسين لتأسيس اتحاد الإمارات، وهو التاريخ الأمثل لإطلاق أو مهمة إلى الفضاء.
وأضاف الحبابي: "ستثبت هذه المهمة أن بالإمكان فعل شيء في هذا التوقيت وهذه المنطقة، فقبل 800 عام، كان أسلافنا يقودون العالم في التكنولوجيا، لذلك ستبعث مهمتنا إلى الفضاء برسالة أمل وستشكل شعلة ضوء تنير الدرب للأجيال القادمة".
أقمار صناعية جديدة
وكشف الحبابي عن خطة لإطلاق 4 أقمار صناعية جديدة خلال السنوات الأربع المقبلة، ليرتفع العدد من 6 أقمار صناعية موجودة حالياً إلى 10 بحلول عام 2020، كما سيتم إطلاق 8 أقمار بحثية وتعليمية صغيرة أحدها سيتم إطلاقه خلال العام الحالي.
وتوقع الأحبابي، في تصريحات صحفية على هامش القمة العالمية لصناعة الطيران الانتهاء من عملية مراجعة تصميم مسبار الأمل خلال يونيو المقبل، حيث تسير عملية مراجعة التصميم بما هو مخطط لها، لتأتي بعدها مرحلة اعتماد التصاميم من قبل الوكالة والجهات العلمية التي تم استشارتها في مجال مراجعة التصاميم، ثم تأتي مرحلة التصنيع بعد اعتماد التصاميم النهائية، ومن المقرر وصول المسبار لكوكب المريخ في عام 2021.
وبيّن الأحبابي أن مشروع مسبار الأمل، تشرف عليه الوكالة وتموله وينفذ بالشراكة مركز محمد بن راشد للفضاء، مؤكداً أن عملية تنفيذ مثل هذه المشاريع تتطلب مراحل متعددة تأخذ وقتاً طويلاً، حيث لا مجال للخطأ فيها
وأوضح أن مثل هذه المشاريع الفضائية تبدأ بتحديد المهمة العملية والتي تتمثل بأهداف المشروع، ثم وضع التصاميم، ثم مراجعتها، بالتعاون مع وكالات ولجان وجهات علمية إشرافية محايدة تتمثل بعلماء وخبراء من جهات عالمية مثل وكالة ناسا والجامعات الأميركية وغيرها.
تدريب الكوادر الوطنية
وفيما يتعلق بتدريب الكوادر الوطنية في مشاريع الوكالة كافة، قال الأحبابي، إنه تم البدء في تنفيذ خطة تدريبية شاملة تتضمن ابتعاث طلبة إلى جامعات عالمية خارج الدولة، إضافة إلى طلبة في جامعات داخل الدولة لتشجيعهم على دراسة العلوم والتقنيات، فضلاً عن عقد ورش عمل باستمرار لزيادة وعي الناس لأهمية قطاع الفضاء، واستقطاب خبراء ورواد فضاء من دول أخرى ليحاضروا في الجامعات بالدولة.
وحول جهود الوكالة في إنشاء والتعاون مع مراكز بحثية في الجامعات، قال الأحبابي: "يتم العمل على إنشاء مركز للأبحاث في جامعة الإمارات بالعين، الذي سيكون بمثابة بيئة حاضنة للبحث والتطوير في مجال الفضاء، إضافة إلى أنه سيتم التعاون والتنسيق مع مركز الشارقة للفلك والفضاء في مجال البحث والتطوير، والتعاون المعروف مع مركز محمد بن راشد للفضاء في مشروع مسبار الأمل، فضلاً عن أنه تم العمل مع معهد مصدر في تأسيس مساق لدراسة الماجستير لتصنيع الأقمار الصناعية الصغيرة، وتم التعاون مع جامعة خليفة بمشروع تطوير قمرين صناعيين مخصصين للتعليم والأبحاث.
وفيما يتعلق بحجم الاستثمارات في قطاع الفضاء، قال الأحبابي، إنه بحسب دراسات محلية، فإن حجم الاستثمارات وصل إلى 20 مليار درهم، ومن المتوقع أن يشهد نمواً سنوياً، بواقع 10%، وتتركز تلك الاستثمارات في 3 شركات رئيسة تخدم القطاع وهي الثريا والياه سات ومركز محمد بن راشد للفضاء المسؤول عن تنفيذ مشروع استكشاف المريخ مسبار الأمل.
نبذة عن مسبار الأمل
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي قد أعلن في مايو/أيار من العام الماضي عن إطلاق اسم "مسبار الأمل على مسبار المريخ الإماراتي.
ومن المتوقع أن ينطلق المسبار في رحلة تستغرق 9 أشهر يقطع خلالها أكثر من 60 مليون كيلو متر، وستكون دولة الإمارات ضمن 9 دول في العالم فقط، لها برامج فضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر.
ومن المقرر للمسبار أن يصل لكوكب المريخ في العام 2021، تزامنا مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات.
وتهدف وكالة الإمارات للفضاء إلى تنظيم ودعم ورعاية القطاع الفضائي الوطني ودعم الاقتصاد المستدام المبني على المعرفة والمساهمة في تنوع الاقتصاد الوطني.
aXA6IDMuMTQzLjIzNy4xNDAg جزيرة ام اند امز