مجلس الجامعة العربية يشيد بجهود الإمارات لدعم العمل المشترك
سفير الإمارات أكد أن المنطقة تعيش مرحلة استثنائية تتطلب مقاربات موحدة في مواجهة الإرهاب وتداعياته
أشاد مجلس الجامعة العربية برئاسة الإمارات للدورة 144 المنتهية، وجهودها الداعمة للعمل العربي المشترك.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، في كلمته أمام افتتاح الدورة الجديدة الـ١٤٥ لمجلس الجامعة، إن الإمارات بذلت جهودا متميزة خلال رئاستها للدورة السابقة للمجلس، موجها الشكر لوزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان لجهوده البناءة، واصفا إياها بأنها كانت جهودا متميزة.
كما أشاد بنتائج "الخلوة الوزارية" التي استضافتها أبوظبي لوزراء الخارجية العرب للحديث بحرية تامة ودون قيود حول التداعيات الخطيرة للتدخلات الإيرانية الشؤون الداخلية للدول العربية، مثنيا على جهود مندوب الدولة لدى الجامعة السفير محمد بن نخيرة الظاهري خلال أعمال الدورة.
وأعرب الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في كلمته أمام مجلس الجامعة عن تضامن الجامعة العربية مع تونس في مواجهة الإرهاب، مشيدا بالرد السريع والحاسم الذي قام به الجيش التونسي على الهجمات المسلحة التي وقعت أمس في مدينة بنقردان واستهدفت استقرار تونس وأمنها.
وقال العربي إن هذه الهجمات تؤكد أهمية وجود خطوات جماعية عربية للحرب على الإرهاب لا تقتصر فقط على الجانب الأمني وإنما تشمل الجوانب الأخرى الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وفيما يخص الوضع في اليمن، جدد العربي التأكيد على دعم الجامعة العربية الكامل لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي وقرارات مجلس الأمن الرامية لتحقيق الاستقرار في اليمن، مشيرا إلى أن الجامعة على اتصال دائم مع المبعوث الأممي الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لمتابعة آخر التطورات والمستجدات.
وبخصوص القضية الفلسطينية، اتهم العربي إسرائيل بالتعنت، ووصفها بأنها آخر معاقل العنصرية والاستعمار في العالم، لافتا إلى أن القيادة الفلسطينية تمكنت من تحقيق خطوات ملموسة دوليا لصالح القضية الفلسطينية، منها اعتراف عدد من برلمانات العالم بدولة فلسطين، وانضمام فلسطين بصفة مراقب "دولة غير عضو" إلى الأمم المتحدة، ورفع العلم الفلسطيني فوق مقر المنظمة الدولية إلى جانب أعلام دول العالم.
وأبدى العربي أسفه إزاء فشل الجهود الدولية في إطلاق تحرك دولي حقيقي لإنفاذ حل الدولتين منوها بالتحرك الفرنسي الأخير لإعادة إحياء فكرة عقد مؤتمر دولي حول فلسطين.
وأشار إلى أن وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان مارك إيروليت سيشارك غدا في اجتماع اللجنة الوزارية العربية المصغرة المعنية بالتحرك لدعم القضية الفلسطينية للتشاور بشأن التحرك الفرنسي ومواصلة الاتصالات لعقد مؤتمر دولي للسلام.
وعلى صعيد الأزمة السورية، أكد العربي دعم الجامعة للجهود الدولية الرامية لاستئناف المفاوضات بين الأطراف السورية خلال الأيام المقبلة، معربا عن أمله في أن يحترم الجميع اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي توصلت إليه روسيا وأمريكا، والذي ساهم في تسهيل عملية إيصال المساعدات الانسانية للسوريين.
وفيما يخص الوضع في ليبيا، أكد العربي ضرورة التوصل لاتفاق بشأن تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وفقا لاتفاق الصخيرات، وإيجاد آلية موحدة لعمل الأجهزة الأمنية، مشيرا إلى أن هناك لقاءات ستعقد في سلطنة عمان لوضع دستور جديد لليبيا، كما ستجتمع دول الجوار الليبي في تونس يوم ٢٠ الشهر الجاري لبحث سبل تنفيذ اتفاق الصخيرات.
ومن جانبه، دعا مندوب الإمارات الدائم لدى الجامعة العربية وسفيرها بالقاهرة محمد بن نخيرة الظاهري إلى اعتماد مقاربات عربية من أجل التصدي لظاهرة الإرهاب، تولي عناية خاصة للأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وبلورة تصورات واضحة، واكتشاف وتطوير حلول شاملة لمعالجة المشاكل الداخلية.
وقال الظاهري الذي ترأست بلاده الدورة السابقة لمجلس الجامعة إن المنطقة العربية تعيش مرحلة استثنائية لم تعشها من قبل فرضت على الجميع تحديات عديدة ورهانات بالغة النمو والتأثير، داعيا في الإطار ذاته إلى ضرورة العمل المشترك، في إطار استراتيجي يعتمد على تكثيف الجهود ومواصلة التشاور، لخلق موقف عربي موحد تجاه قضايا المنطقة، وبما يمكن من تعزيز العلاقات العربية مع المنظومة الدولية والإقليمية.
وقال إن الإمارات منذ تولت رئاسة الدورة الرابعة والأربعين بعد المائة لمجلس الجامعة العربية، قامت بمضاعفة الجهود بهدف الدفع قدمًا بمسيرة العمل العربي المشترك لتلبية طموحات الشعوب العربية، وخدمة المصالح العليا لدول المنطقة.
وأضاف أننا سعينا بكل جهدنا، وبمثابرة وجد، لتحقيق التوافق العربي تجاه كافة القضايا والأزمات التي تواجه المنطقة العربية.
وأشار إلى أنه قد انصبّ الاهتمام خلال الستةِ الأشهرِ الماضيةِ نحو القضايا العربية ذات الأولوية، كالقضية الفلسطينية والأزمات التي تواجه الاشقاء في اليمن وسوريا وليبيا، وقضايا عدة، منها استمرار الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية، وقضية اللاجئين السوريين، والانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشريف، وقضايا الإرهاب وسبل مواجهته، وأيضًا الاعتداءات الإيرانية على مقر بعثة المملكة العربية السعودية بإيران، والتدخلات الإيرانية في الدول العربية، وما صاحبها من تهديدات للأمن القومي العربي، وكذلك التدخل التركي في العراق.
وبدورها، حذرت البحرين مما وصفته بالمشاريع الخارجية للتوسع والهيمنة في المنطقة، وبث الفرقة والشقاق بما يهدد وحدة الدول والشعوب العربية.
وأكد السفير الشيخ راشد عبد الرحمن مندوب البحرين الدائم لدى الجامعة العربية، والذي تسلمت بلاده رئاسة الدورة 145 لمجلس الجامعة العربية، أن ما تعيشه المنطقة من ظروف استثنائية تفرض تداعياتها، بما يحتم علينا مواجهة هذه التدخلات الخارجية التي تستهدف تمزيق النسيج الوطني وبث الفرقة والخلاف.
وبشأن التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية، أكد عبد الرحمن في كلمته أمام مجلس الجامعة تأييد بلاده في هذا الإطار للقرارات الصادرة عن الجامعة العربية في اجتماعي وزراء الخارجية العرب في ديسمبر ٢٠١٥ وفي يناير ٢٠١٦ الرافضة لهذه التدخلات، والداعية إيران لاحترام مبدأ حسن الجوار.
كما أكد آل خليفة حق دولة الإمارات العربية المتحدة في استعادة جزرها الثلاث المحتلة من جانب إيران، سواء عبر التفاوض أو اللجوء إلى المحكمة الدولية.
وبشأن اليمن وصف آل خليفة عملية إعادة الأمل إلى اليمن بأنها شكلت علامة فارقة في مسيرة العمل العربي المشترك من أجل الحفاظ على أمن اليمن واستقلاله ووحدة شعبه وسلامة أراضيه.
وجدد مندوب البحرين موقف بلاده الداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس، ووقف الاستيطان، وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وحذر مندوب البحرين من تفشي ظاهرة الإرهاب، التي باتت تهدد استقرار دول المنطقة، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل استئصالها عبر نشر الخطاب الديني المعتدل والفكر الوسطي وتحقيق التنمية والتعاون المشترك.
aXA6IDMuMTQ1LjE1NS4xNDkg جزيرة ام اند امز