فتاوى متناقضة لمنظري الحوثيين باليمن حول القتل وعصمة دماء معارضيهم.
شهران فصلا بين فتوى أطلقها أحد أشهر المنظرين الدينيين لجماعة الحوثي الانقلابية باليمن، اعتبر فيها المناوئين والمناهضين لميليشيات الحوثي، وفي مقدمتهم الرئيس عبدربه منصور هادي، كفارًا خرجوا من دين الإسلام، وتلك التي صدرت أمس الثلاثاء عن منظر آخر، ولا ترى غضاضة في توقيع اتفاقية سلام مع المملكة العربية السعودية.
وقال المرجع الديني لجماعة الحوثي محمد محمد المطاع، في يناير/كانون الثاني الماضي: "وإذا وجد بين أظهركم دراويش هادي وأمثاله مثبطين، فلا تصدقوهم؛ فقد خلعوا رجولتهم وخلعوا رتبة الإسلام من أعناقهم وحكموا على أنفسهم أنهم من أصحاب الجحيم".
ودعا المطاع في فتواه إلى حشد 10 آلاف مقاتل من كل محافظة كدفعة أولى في غضون أسبوع، كما دعا التجار وأصحاب رؤوس الأموال لدعم من وصفهم بـ"المقاتلين" في جبهات القتال.
ولم يقتصر الأمر حينها على ذلك، بل ارتفعت الدعوة للجهاد على منابر مساجد صنعاء، كما أن إذاعة صنعاء المختطفة، كانت تدعو طوال فترة البث، إلى "الجهاد" بالنفس والمال.
وبعد شهرين من هذه الفتوى، أصدر المرجع الديني للحوثيين، عصام العماد، الذي يوجد في مدينة "قم" الإيرانية، فتوى جديدة، أمس الثلاثاء، بشأن توقيع اتفاقية سلام مع السعودية.
وقال العماد في فتواه التي نشرتها "يمن برس"، إن " الله قال (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا)"، ثم أضاف: "إذًا فالله أمرنا بالمسالمة والمهادنة والمصالحة".
وجاءت الفتوى الجديدة وسط أنباء عن مساعي جماعة حوثي للدخول في مفاوضات مع السعودية، لإنهاء الحرب في اليمن.
وقالت مصادر دبلوماسية لبوابة العين الإخبارية، في وقت سابق أمس الثلاثاء، إن وسطاء قدموا من اليمن إلى منطقة سعودية بالقرب من الحدود اليمنية، وإن الوفد جدد رغبة الحوثيين الدخول في مفاوضات مباشرة مع المملكة، والاتفاق على صيغة توقف المواجهات بين الطرفين، سواء على الحدود بين البلدين أو غيرها بالداخل.
ويشعر يمنيون بالقلق بسبب هذا التحول السريع من فتوى القتل إلى فتوى السلم، وعبر كثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن خشيتهم من أن تكون المساعي الحوثية الرامية للسلم، هي بهدف تخفيف الضغط عليهم في الوقت الراهن، بعد أن تم تضيق الخناق عليهم في أكثر من جبهة، واقتراب القوات الحكومية والمقاومة بمساندة قوات التحالف العربي، من الوصول إلى العاصمة صنعاء لتحريرها.
aXA6IDMuMTcuNzUuMTM4IA==
جزيرة ام اند امز